St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   seven
 
St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   seven

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنائس السبعة في سفر الرؤيا - أ. بولين تودري

2- كنيسة أفسس

 

St-Takla.org Image: Map with the seven churches mentioned in The Revelation of John from the Bible (Arabic and English): Ephesus, Smyrna, Pergamos, Thyatira, Sardis, Philadelphia, Laodicea صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة عليها السبعة كنائس من آسيا المذكورة في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس (باللغتين العربية والإنجليزية): أفسس - سميرنا - برغامس - ثياتيرا - ساردس - فيلادلفيا - لاودكية

St-Takla.org Image: Map with the seven churches mentioned in The Revelation of John from the Bible (Arabic and English): Ephesus, Smyrna, Pergamos, Thyatira, Sardis, Philadelphia, Laodicea

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة عليها السبعة كنائس من آسيا المذكورة في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس (باللغتين العربية والإنجليزية): أفسس - سميرنا - برغامس - ثياتيرا - ساردس - فيلادلفيا - لاودكية

"اُكتُب إلى ملاك كنيسة أفسس. هذا ما يقوله الممسك الكواكب في يمينه الماشي في وسط السبع المناير الذهبية. أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك وأنك لا تقدر أن تحتمل الأشرار وقد جرًبت القائلين أنهم رسل وليسوا رسلًا فوجدتهم كاذبين. وقد احتملت ولك صبر وتعبت من أجل اسمي ولم تكل. لكن عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى. فأذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى وإلا فإني أتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب. ولكن عندك هذا أنك تبغض أعمال النقولاويين التي أبغضها أنا أيضًا. من له إذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله" (رؤ2: 1- 7).

 

أهمية مدينة أفسس:

أفسس قديمًا هي المركز الرئيسي لقيادة آسيا كلها، ومنها تخرج القيادة لآسيا كلها، فهي عاصمة مقاطعة آسيا التي هي الجزء الغربي من آسيا الصغرى فنستطيع أن نقول أن آسيا تعنى أفسس. لذلك كان من المناسب واللائق أن يبدأ بها رسائله المُمسك السبعة كواكب، بالذات لان كنيسة أفسس تتوسط الكنائس السبع.

وتقع أفسس على طريق سفر يسلكه العالم كله، وبسبب ذلك مسافرين مسيحيين كثيرين كانوا يزورونها. البعض منهم كانوا يقصدونها هي بالذات، والبعض الآخر يعبرون عليها في طريقهم إلى مكان آخر. خاصة الذين يُسافرون من والي روما، معظمهم يعبرون على أفسس، حيث أطلق عليها "طريق الشهداء"، كما سماها القديس أغناطيوس بعد ذلك بسنين قليله، لأنها كانت في طريق هؤلاء الذين يعبرون منها إلى روما ليتسلوا أو يلهوا بهؤلاء الذين يأتون بهم من عامة الشعب للاستشهاد والموت. فطريق شهداء الشرق في العادة يكون عن طريق البر إلى أفسس ثم يرحلون عن طريق البحر إلى روما.

ضمن هؤلاء المسافرين الذين يعبرون الطرق مارين بأفسس، كثير منهم ادعوا أنهم مُعلمين، ولكن كنيسة أفسس كانت تختبر الكل، وإذا تحققت من أن بعضهم كاذبين كانت تطردهم بلا تردد.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كنيسة أفسس:

بولس الرسول هو مؤسس كنيسة أفسس في رحلته التبشيرية الأولى، وحينما تركها بولس طلب من تلميذه تيموثاؤس أن يمكث فيها، وقد أرسل إليه رسالته الأولى وأوصاه كي يوصى قومًا ألا يُعلموا تعليمًا آخر ولا يصغوا إلى خرافات، والذين يُخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف (1تى1: 3، 4، 5: 20).

وكان تيموثاؤس ممثلًا شخصيًا للرسول بولس، كما كان تيطس في كريت. وفي رحلة بولس التبشيرية الثالثة كان تيموثاؤس معه في كرازته في أفسس التي طالت ثلاثة سنوات (اع 19: 1، 8، 10، 20:17، 18، 31).

لذلك رأى كثيرين من المفسرين أن ملاك هذه الكنيسة هو تيموثاؤس تلميذ بولس الرسول، والذي صار أسقفًا عليها سنة 57 م. بوضع يد بولس عليه (2تى 1:6). ولكن غير معروف مدة رئاسته، بلذات لأنه كان مريضًا بمعدته وأسقامه الكثيرة (1 تى 5: 23).

ولأن الرؤيا بخصوص كنيسة أفسس قد كُتبت سنة 97 م. -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- فلا يمكننا أن نُجزم بأن ما حدث من تهاون من الكنيسة، كان في عهد تيموثاوس أم بعده.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

حول مضمون الرسالة:

1 - ظهر أُناس في العصر الرسولي ادعوا أنهم رأوا رؤى مثل بولس وكُلفوا من قبل السيد المسيح بنشر دعوة الإيمان. وفى الوقت ذاته دعوا إلى آراء ردية والعودة إلى الأوضاع اليهودية كالتمسك بالختان وحفظ السبت والأهلة والأعياد الأمر الذي قاومه الرسل في رسائلهم وأشاروا إليه انه ليس من الله وإن هؤلاء رسل كذبة، فعلة ماكرون يُغيٍرون شكلهم إلى شبه رُسل المسيح (2كو 11:13)، وأنهم عن تحزب يُنادون بالمسيح لا عن إخلاص (فى 1: 6).

وكنيسة أفسس من ضمن الكنائس التي عانت من هؤلاء الرسل الكذبة. ولكن ملاك هذه الكنيسة كشف خداعهم ورفع الستار عن أضاليلهم، واحتمل مقاومتهم بصبر وواصل رسالته دون ملل أو كسل.

St-Takla.org Image: "The church of Ephesus" (Revelation 2: 1) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: 1- "كنيسة أفسس" (الرؤيا 2: 1) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "The church of Ephesus" (Revelation 2: 1) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: 1- "كنيسة أفسس" (الرؤيا 2: 1) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

والقديس أغناطيوس في القرن الثاني كتب خطابا وجهَه إلى كنيسة أفسس سجًل فيها إعجابه بعُمقها وإخلاصها، حيث انه كان له شرف التعامل مع مبعوثين من كنيسة أفسس، وأرسل معهم هذه الرسالة التي تحمل معنى فرحهِ إذ استحق أن يُقابلهم، وقد أظهر أغناطيوس في رسالته أسباب إعجابه بهم، وهي نفس الأسباب التي قالها عنهم يوحنا الإنجيلي في رؤياه. إذ قال: [يجب علىً أن أكون متدربًا على نضالك من اجل الإيمان، واحتمالك، ومعاناتك الطويلة المُلفتة للنظر. لأنك عشت حياتك كلها طبقا للإيمان الحقيقي، ولم تَدخل أي بدعة أو هرطقة إليك، فقد راعيت أن لا تستمع إلى أي أحد يتكلم بما هو مخالف فيما يخص يسوع المسيح بالحقيقة. فأنت فعلا غير مُخادع. فقد علمت أن أشخاصا معينين عبروا إليك من سوريا وهم يرددون تعاليم شريرة، هؤلاء الذين عانيت منهم كي لا ينثروا بذارهم الشريرة عندك، وقد أغلقت آذانك عنهم.... فلذلك أنت كنت دائما بفكر واحد مع الرسل بقوة يسوع المسيح - القديس أغناطيوس].

وواضح من رسالة أغناطيوس أنه ذكر محاسن كنيسة أفسس فقط، ولم يذكر ضعفها الذي ذكره يوحنا في رؤياه. وهذا يعنى أن كنيسة أفسس كانت قوية في إيمانها حتى بداية القرن الثاني. وربما لم تصل رؤيا يوحنا إلى مسامع أغناطيوس بعد.

 

2 - خطأ كنيسة أفسس أنها لم تستمر بنفس روح القرون الأولى، وأصبحت باردة عن العصور السابقة، وفقدت غيرتها وحماستها الأولى. ونتيجة لهذا الضعف بقيت كنيسة أفسس بلا اسم، فقط رأس كنائس آسيا، وبقى أسقفها يحمل نفس الاعتبار والكرامة.

وقد شهد بولس الرسول على ضعف كنيسة أفسس وهو في سجنهِ الأخير قبل استشهاده، حيث كتب لتيموثاوس يقول "جميع الذين في آسيا (ومنهم أفسس) قد ارتدوا عنى" (2تى 1: 15). أي ارتدوا عن تعاليمه. ولكنه بالرغم من هذا كتب رسالته الثانية لتيموثاوس لكي يؤكد له فيها ضرورة الجهاد بروح القوة لا اليأس، من أجل الحفاظ على الإيمان المستقيم، ومقاومة الهرطقات بحزم مع وداعة ومحبة، كما يُلهب فيه تلمذة الآخرين للمساندة في الخدمة. وكتب يشجع الكنيسة على احتمال الألم بغير تذمر أو شك. كما يُكرر عبارة "لا تخجل"، لأن الضيق لا يُقيد كلمة الإنجيل بل يسند الكثيرين للعمل بلا خجل من صليب ربنا يسوع المسيح.

ولقد قال القديس إيرونيموس في ذلك: [إننا جميعنا مُعرضون للسقوط ولا يكون السقوط علامة على إننا لم نكن يومًا قائمين أو مُعتمدين بالروح كما يدًعى البعض، كما أن السقوط لا يستدعى إعادة المعمودية بل أن نتوب ونعمل. وبدون التوبة تتزحزح من مكانها].

 

وقد يفتر المؤمن ويتراخى في محبته للمسيح:

St-Takla.org Image: "The angel of the church of Ephesus" (Revelation 2: 1) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: 1- "ملاك كنيسة أفسس" (الرؤيا 2: 1) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "The angel of the church of Ephesus" (Revelation 2: 1) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: 1- "ملاك كنيسة أفسس" (الرؤيا 2: 1) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

أ- عندما يتثقل بالتجارب، ويستغل عدو الخير الفرصة ليُشككه في محبة الله. وكان عليه بدلًا من الفتور والشك أن يُردٍد مع داود قائلا:"أنت هو ملكي يا بخلاص يعقوب. بك ننطح مضايقينا. باسمك ندوس القائمين علينا. لأني على قوسي لا أتكل وسيفي لا يخلصني. لأنك أنت خلصتنا من مضايقينا وأخزيت مبغضينا. بالله نفتخر اليوم كله واسمك نحمد إلى الدهر" (مز 44: 4-7).

ب- عندما يُلبى نداء طبيعتهِ بطريقة خاطئة ويُهمل قمع الجسد واستعباده بالصوم والجهادات المختلفة من مطانيات metanoia ودموع وتوبة، وكان عليه أن يستمع إلى كلمات بولس الرسول وهو يقول: "ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا يأخذ الجعالة. هكذا أركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلا يفنى أما نحن فإكليلا لا يفنى. إذاَ أنا أركض هكذا كأنه ليس عن غير يقين. هكذا أضارب كأني لا أضرب الهواء. بل أقمع جسدي وأستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا" (1 كو 9: 24-27).

ج- عندما لا يُضرم نار محبة الله في قلبهِ بالصلوات والممارسات الروحية كالتناول ودراسة كلمة الله والتغذي بها. مثلما يقول بطرس الرسول:" إن كنتم قد ذقتم أن الرب صالح.... كونوا أنتم أيضا مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا كهنوتا مقدسا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بط 2: 3- 5).

 

3- أما أعمال النيقولانيين التي أبغضتها كنيسة أفسس وأبغضها الرب أيضا، فقد قال عنهم القديس أيرونيموس: [هم أتباع نيقولا أحد الشمامسة السبعة "أع 6: 7"، وهؤلاء يسلكون في الملذات بلا ضابط، ويُعلٍمون بأمور مختلفة كإباحة الزنا وأكل المذبوح للأوثان].

ولكن القديس إكليمنضس الإسكندري والقديس أغسطينوس يبرآن نيقولا من البدعة وينسبانها لأتباعه.

 

4- "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله". وما هي شجرة الحياة هذه إلا التناول من جسد الرب ودمه باستمرار. لأن السيد المسيح قال: "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي وشرب دمى فله حياة أبدية وان أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه..... فمن يأكلني فهو يحيا بي.... هذا هو الخبز النازل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد" (يو 6: 53 – 59).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) W. M. Ramsay, “The Letters to The Seven Churches of Asia”.

(2) "القاموس الموجز للكتاب المقدس"، 1983م.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pauline-todary/seven/ephesus.html

تقصير الرابط:
tak.la/skjrws7