St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   eagle
 
St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   eagle

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى - أ. بولين تودري

5- النسر يرمز للمؤمن

 

2- النسر يرمز للمؤمن:

أ- في حياته المُتجددة: وربما لأن النسر يُعمًر كثيرًا، ويُجدًد ريشه كُل سنة، لذلك فهو يُستخدم للدلالة على الحياة الجديدة للمؤمن التي تبدأ وقت العماد والتي تتقوى بالنعمة، كما جاء في أشعياء: "أما منتظرو الرب فيُجدًدون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (أش40: 31).

وفى هذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [بالروح القدس نتحرر مِن العبودية ونُدعى إلى الحرية. به صرنا أولاد الله بتبنيه إيانا. وفوق هذا كله -إن أمكنني القول- أننا قد تجددنا خالعين عنا ثُقل الخطايا الكريهة! .... به ننال غفران الخطايا، وبه نتطهر مِن كُل وصمة، وخلال عطيته نتغيًر مِن بشر إلى ملائكة، هؤلاء الذين يشتركون معنا في التمتع بنعمته، لكننا لا نصير هكذا في الحال، بل ما هو مُدهش، أننا ونحن في طبيعة البشر نُظهر سلوكًا في الحياة يليق بالملائكة، هكذا إذًا قوة الروح].

 

ب- في التفافهم حول الرب يسوع:

إن كان السيد المسيح قد قدًم جسده ذبيحة حُب على الصليب، فإن المؤمنين كنسور قوية هائمة في السماويات لا تستقر إلا حول الصليب، تجتمع معًا لتشبع بذبيحة الرب واهب الحياة.

St-Takla.org Image: An Egyptian tombstone from the 7th century, showing an eagle, crosses and plant formations, height: 81.5 cm صورة في موقع الأنبا تكلا: شاهد قبر مصري مِن الحجر الجيري، القرن السابع الميلادي، ارتفاعه 81.5 سم.. وعليه نقوش قبطية تُبين نسر وصلبان ونباتات، وفوقه كتابة بالقبطية

St-Takla.org Image: An Egyptian tombstone from the 7th century, showing an eagle, crosses and plant formations, height: 81.5 cm

صورة في موقع الأنبا تكلا: شاهد قبر مصري مِن الحجر الجيري، القرن السابع الميلادي، ارتفاعه 81.5 سم.. وعليه نقوش قبطية تُبين نسر وصلبان ونباتات، وفوقه كتابة بالقبطية

وفى هذا يقول القديس أمبروسيوس: ["لأنه كما أن البرق يخرج مِن المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضًا مجيء ابن الإنسان. لأنه حيثما تكون الجثة فهناك تجتمع النسور" (مت24: 27، 28). ما هي النسور؟ وما هي الجثة؟ أرواح الصديقين تُشبه النسور، إذ ترتفع في الأعالي وتترك الأمور الدنيا. كما تُعمًر طويلًا، لذا يُناجى داود نفسه قائلًا: "يتجدًد مثل النسر شبابك" (مز103: 5).. وإذ عرفنا النسور لا يُمكن أن نشك في الجثة، خاصة ونحن نتذكر أن يوسف قد أخذ جسد الرب يسوع مِن بيلاطس (يو19: 38)، ألا ترى النسور حول الجسد؟ ألا ترى مريم امرأة يوسي ومريم المجدلية ومريم أم الرب وجماعة التلاميذ يُحيطون بقبر الرب؟ ألا ترى النسور عندما يأتي الرب على السحاب وتُبصره كُل عين (رؤ1: 7)؟ أما الجسد فهو ذاك الذي قيل عنه: "جسدي مأكل حق" (يو6: 55)، حوله تطير النسور بأجنحة الروح، هذه النسور هي التي تؤمن بأن يسوع قد جاء في الجسد (1يو4: 2) ... هذا الجسد أيضًا هو الكنيسة، التي فيها تهبنا نعمة المعمودية التجديد الروحي فلا تكون شيخوخة، إذ يتجدًد الشباب والحياة].

 

ج- يرمز إلى قوى الخير والشر في الإنسان: في الكتاب المقدس كلمة نسر تُشير إلى مفاهيم القديسين الحاذقة، التي تطير بسرعة فوق الجسديات وتطلُب العلويات. وأحيانًا أخرى تُشير إلى الأرواح الحقودة التي تُفسد النفوس. وأحيانًا أخرى تُشير إلى قوات العالم الحاضر.

* فكما وُهب النسر قُدرات لكي يُحلق في العلاء، هكذا يملك الإنسان الصالح أن يُحلق نحو السمائيات بالروح القدس الموهوب له مِن الله. وأيضًا الإنسان الشرير يستخدم هذه الإمكانيات المُقدمة له لأذية الآخرين عوض معاونتهم ومساعدتهم.

فالنسر في ارتفاعه إلى العلاء وانقضاضه بسرعة على الفريسة، يُقدًم لنا مثالًا للإمكانيات الجبارة التي يُقدًمها الله للإنسان، الذي يستطيع بالتالي أن يستخدمها للبنيان لحساب ملكوت الله في داخله وفي قلوب الآخرين، أو يستخدمها للهدم والعنف والافتراس.

·   وأيوب البار يقول أن النسر: "يستقر ويستريح على الصخور العالية" (أى39: 27). والنسر فعلًا يجعل وكره في الصخور العالية، على سن الصخر، حتى لا يصل أحد إلى صغاره. وهكذا يليق بالمؤمن أن يجعل عشه في المسيح يسوع، الصخرة الحقيقية، فلا يقترب إليه الشر. أما الإنسان الذي يتشامخ ويتعالى ويظن أنه أقام لنفسه صخرة لا يقترب منها أحد، ويسلك في الشر آمنًا، يسمع الصوت القائل: "إن رفعت كنسر عشك. فمن هناك أُحدرك يقول الرب" (أر49: 16).

·   وكما يمتلك النسر حدة البصر، فالمؤمن تنفتح بصيرته الداخلية ليرى عربون السماء ويتمتع بها. أما الشرير فيستخدم حدة بصره للتطلع إلى أسفل، وقلبه مملوء بالعنف والافتراس.

·   ويقول العلامة أوريجانس: [إن النسر يستطيع أن يرى فريسته وهو على بُعد شاهق، فبسرعة خاطفة ينقض عليها ويطير، ولا يقدر أحد أن يسحبها مِن مخالبه، كما قال الكتاب: "فرسانها يأتون مِن بعيد ويطيرون كالنسر المُسرع إلى الأكل" (حب1: 8). هكذا فرسان إبليس أو شياطينه تُراقب النفس لتعرف متى تنقض عليها بسرعة فائقة ومِن خلال المُفاجئة المُذهلة ينحدر الإنسان إلى الخطية في فترة قصيرة ليجد نفسه قد خسر الكثير، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فإن كان البناء يحتاج إلى زمن طويل فالهدم يتم في لحظات بسيطة. وإن كانت الفضائل المُقدًسة تتطلب جهاد طويل في الرب، فإن هدمها يتحقق في لحظات إهمال بسيطة].

·   ويقول القديس يوحنا ذهبي: [إن ضربة سيف خاطفة لا تستغرق إلا لحظات، تجرح الإنسان ليُعالج منها ربما لسنوات، وقد تقضى على حياته. هكذا يضرب العدو بسيفه في لحظات إهمالنا .... لكن هذه اللحظات تُفسد جهاد سنوات طويلة].

·   والنسر يُعتبر مِن الطيور النجسة التي لا تؤكل في الشريعة الموسوية لأنها تتسم بالخطف وأكل الجثث والجيفة ... أي بمعنى آخر تُحذرنا الشريعة مِن الشراسة والسلب والظلم والجشع ... في معاملاتنا مع الآخرين.

·   ويقول العلامة أوريجانس عن الطيور النجسة: [بالحق تتغذى هذه الطيور على الجثث الميتة. والذين يعيشون هكذا مِن البشر هم غير طاهرين، هؤلاء الذين على ما أعتقد يترصدون موت الغير ويتبادلون العهود بخداع ومكر. وتوجد أيضًا طيور تعيش على الخطف، وهم أناس لهم تعاليم عاقلة فيظهرون كالطيور يقرأون ويبحثون في العلاقات السماوية والعناية الإلهية لكنهم يسلكون بالظلم وسلب القريب مُخالفين الناموس، فبعلمهم وكلامهم يكونون كمن هم في السماء، أما بسلوكهم فيُتممون أعمال الجسد. بهذا يستحقون أن يُلقًبوا نسورًا ينقضون مِن أعلى السماء على الجثث الميتة النتنة ...].

·   ويقول الأب برناباس: [يُقصد بالطيور الدنسة، ألا يكون لك شركة مع منْ لا يعرفون أن يكسبوا عيشهم بالتعب والكد، وإنما بالقنص الآثم وافتراس الغير، فتراهم يظهرون كأبرياء وهم ليسوا كذلك، يتربصون لفريستهم لينقضوا عليها، فيشبهون هذه الطيور التي لا تعمل شيئًا إلا اقتناص فرائسها وتمزيق لحومها].


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pauline-todary/eagle/faithful.html

تقصير الرابط:
tak.la/qjk9782