St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   protestant
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور -2- طوائف شتى محتجة - أ. حلمي القمص يعقوب

37- الميثودست | الميثوديست

 

كنائس الإصلاح
جون ويسلي
البيئة التي ظهر فيها ويسلي
نشأته
تعليمه
رسامته قسًا
النادي المقدس
العودة إلى انجلترا
انتشار المذهب الميثودستي
تشارلز ويسلي
جون والسقوط على الأرض
جون المستبد برأيه
مبادئ جون ويسلي الحسنة
أ- وحدة الكنيسة
ب- اشتراك الإرادة البشرية مع عمل النعمة
ج- حاجة المؤمنين للتوبة المستمرة
د- خطأ فكرة الخلاص في لحظة
ه - اليقين بالملكوت المبني على اختبار خاص هو غرور
و- الاعتراف بالأسرار
ز- جون يدين بالأفكار الأرثوذكسية
الميثودستيين يخالفون زعيمهم
ثلاث أمثلة
أ- المعمودية
ب- العشاء الرباني
ج- الصوم
تأثير النهضة الميثودستية على المجتمع الانجليزي
الحواشي والمراجع

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

جاء في تقرير الحالة الدينية في مصر سنة 1995 ما يلي:

 

"كنائس الإصلاح:

وهي كنائس الإيمان والمثال المسيحي ونهضة القداسة وكنيسة الله وهي تتبع كنائس الميثودست في الخارج، وهي الكنائس التي تؤمن بإمكانية نوال التقديس الكامل على الأرض، وذلك خلافًا لبقية الكنائس البروتستانتية التي تؤمن بالجهاد نحو القداسة ولكن بعدم إمكانية نوالها على الأرض."(134)

أسس الميثودستية جون ويسلى مع أخيه تشارلز، وجاءت التسمية ميثودست من التدقيق في النظام الذي التزم به كلا من الأخين ولاسيما في دراسة الكتاب المقدس المنهجية لذلك لقبت مجموعتهم بالميثودست methodists أي المنهجيين، وقد ركز الميثودست خدمتهم في المناطق الفقيرة والسجون وهاك لمحة بسيطة عن حياة كل منهم(135)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

جون ويسلي (1703-1791):

البيئة التي ظهر فيها ويسلي(136):

كان رجال الكنيسة الإنجليكانية الذين يشغلون المناصب العليا يحصلون على رواتب ضخمة، أما باقي الخدام في خمسة آلاف كنيسة لا يحصلون إلا على رواتب ضئيلة (20-50 جنيها سنويًا) فساروا في ركاب ملاك الأراضي يسهرون ويسكرون معهم، وانتشر لعب القمار، وتقست القلوب حتى أن الأسرة كانت تعتبر خروجها لمشاهدة الإعدام الجماعي نزهة مفضلة.

 

نشأته:

كان صموئيل ويسلى قس انجليكانى في مدينة إبورث بانجلترا وكان ابنه جون الطفل رقم 15 من زوجته سوزانة ويسلى، وقد ولد في شهر يونيو سنة 1703م، وقامت الأم بتربيته فنشأ متشبعًا بالأمور الدينية والالتزام في حياته... وفي سن السادسة شب حريق في منزل القس صموئيل، وأُنقذ جون من الموت لذلك كان يشير إلى نفسه على أنه "الجمرة المنتشلة من النار".

 

تعليمه:

في سن العاشرة سنة 1714 التحق جون بمدرسة كارتر في لندن حيث قضى بها ست سنوات إلى سنة 1720، ثم التحق بجامعة اوكسفورد فتخرج منها عام 1723 وقد حصل على ليسانس الآداب، وفي عام 1724 رسم شماسًا عملًا بوصية والده، وفي سنة 1726 أنتخب جون زميلًا في كلية لنكولن باوكسفورد فقام بالتدريس فيها لمدة سنتين، ومن أشهر الكتب التي أثرت فيه "الاقتداء بالمسيح" لتوما الكمبيسي، و"الحياة المقدسة والموت المقدس" لجيرمي تايلور، وفي عام 1727 حصل على الماجستير.

 

رسامته قسًا:

في 1728 رُسم قسًا يساعد والده القس صموئيل لمدة سنتان عاد بعدهما إلى التدريس في كلية لنكولن.

 

النادي المقدس:

عندما عاد جون إلى اوكسفورد تعرف على مجموعة من العلماء والزملاء كانوا يجتمعون في البداية في مساء كل أحد لدراسة العقيدة ثم امتدت دراستهم لتصبح مساء كل يوم، وعُرفت هذه المجموعة باسم "النادي المقدس" فدرسوا العهد الجديد باللغة اليونانية التي كتب بها، وصاموا أيام الأربعاء والجمع، ومارسوا الأسرار أسبوعيًا، واهتموا بزيارة المرضى والمسجونين، وسريعًا أصبح جون ويسلي قائدًا لهذه المجموعة التي أصبحت تعرف بالميثودست بسبب حرصهم على الانتظام في إجراءاتهم وفي عام 1735 مات والده القس صموئيل ويسلي.

إلى أمريكا: بعد موت والده بقليل أبحر الأخوان جون وتشارلز. إلى جورجيا بأمريكا... وكان معهما على ظهر المركب مجموعة مهاجرة من مورافيا، وخلال السفر هاجت عاصفة هوجاء على السفينة حتى كادت تغرق، وقد تأثر جون جدًا من ثبات جماعة المورافيين... وصلت السفينة إلى أمريكا وكان جون ينوى التبشير بين الهنود ولكن لم تسمح له السلطات بالعمل بينهم لذلك خدم في المجتمع الإنجليزي في جورجيا، وظل على اتصال وثيق بالمورافيين، أما الكنيسة المورافية فقد أسسها الكونت فون رينز ندورف عام 1742، وتم الاعتراف بها ككنيسة مستقلة قائمة بذاتها(137)

 

العودة إلى انجلترا:

نشأ نزاع بين جون ويسلى والآنسة صوفيا هوركى، وعاد جون إلى انجلترا في أواخر سنة 1737م وبعد وصوله إلى انجلترا تقابل مع بيتر بوشلر الخادم المورافي وفي يوم الأربعاء 24مايو 1738 كان يقرأ مقدمة

لوثر في تفسير رسالة رومية فتأثر وقبل

المسيح مخلصًا شخصيا‌ً وقرر أن يكرس حياته لله فقد نال اختبار الخلاص وكان أخيه تشارلز نال اختبار مماثل قبل هذا بيومين (وماذا عن حياته السابقة؟ الم تكن للمسيح؟‍‍!!)

St-Takla.org Image: George Whitefield, 1770, by John Russell صورة في موقع الأنبا تكلا: جورج ويتفيلد، 1770، رسم جون راسل

St-Takla.org Image: George Whitefield, 1770, by John Russell

صورة في موقع الأنبا تكلا: جورج ويتفيلد، 1770، رسم جون راسل

ولكن في خلال سنتين قطع علاقاته مع المورافين، وبدأ يقيم مجتمعاته المتحدة 1739 في مورفيلدز بلندن حيث اخذ يعظ عمال الصناعة في الهواء الطلق مع صديقه جورج هوايتفيلد(138) ومن هذه البقعة تفجرت الميثودستية.

 

وأسس جون أول جمعية ميثودستية في برستول 1739، واشترى مبنى في لندن ليكون المقر الرئيسي لنشاطه، وفي سنة 1740 اختلف مع صديقه جورج هوايتفيلد الذي اعتقد بالقدرية وان الإنسان مسير وليس مخير وظل النزاع لمدة سنتين ثم تم الصلح الشخصي بينهما وظل الخلاف على المبدأ... أقام جون أول مؤتمر سنوي للوعاظ الميثيودست في لندن حيث قسم انجلترا إلى سبع دوائر تبشيرية.

 

انتشار المذهب الميثودستي:

بقيادة جون ويسلي انتشرت الحركة في الجزر البريطانية كما أنه استعان بمبشرين علمانيين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فأرسل ريتشارد بوردمان وجوزيف بيلمور للتبشير في أمريكا سنة 1768، وفي عام 1771 ذهب فرانسيس ازبوري إلى أمريكا أيضًا فزاعت شهرته وأصبح أول أسقف ميثودستي في أمريكا(139) وفي عام 1784 رسم جون ويسلي شخصين من أتباعه قسوس، وخصص توماس كوك كمشرف عام على الكنيسة الميثودستية في أمريكا وبهذا نشأت الكنيسة الميثودستية في أمريكا رسميًا، وأيضًا في هذا العام تم تسجيل الحركة قانونيًا في انجلترا غير أنه لم تعترف بها الدولة ككنيسة مستقلة إلا بعد موت جون (2 مارس 1791) الذي كان متمسك بتبعيته للكنيسة الإنجليكانية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تشارلز ويسلي (1707 - 1788):

كان تشارلز الطفل رقم 18 للقس الإنجليكاني صموئيل وزوجته سوزانة، التحق بجامعة اكسفورد سنة 1726 في السنة التي أصبح فيها جون زميلًا في كلية لنكولن... أظهر غيرته الدينية خلال فترة الدراسة فكون مجموعة وساروا على نظام دقيق وقد أطلق زملائهم عليهم في سخرية اسم مثيودست وفي عام 1735 ذهب إلى أمريكا مع أخيه جون غير أنه عاد 1736 بسبب قسوة الحياة في المستعمرات، وفي يوم الأحد 21 مايو 1738 تحول تشارلز إلى الإيمان الإنجيلي وأصبح حليفًا لأخيه جون... كان جون هو الواعظ وتشارلز هو الشاعر لحركة الميثودست حتى أنه ألف حوالي 5500 ترنيمة... من عام 1749 تزوج من سارة جوين واستقر في بريستول وفي عام 1771 انتقل إلى لندن ومات في 29 مارس 1788م.

 

جون والسقوط على الأرض:

بينما كان يصلي جون مع أصدقائه في إحدى المرات يقول:

"كانت الساعة الثالثة صباحًا عندما اجتمعنا للصلاة ثم حلت علينا قوة الله بطريقة عادية فصرخ الكثيرون من فرط الفرح وسقط آخرون على وجوههم وعندما رجعنا إلى أنفسنا... ارتفعت أصواتنا جميعًا في الحمد والتسبيح وأخذنا نرنم معًا "نباركك يا الله" ونعترف بك سيد وربًا(140)

 

جون المستبد برأيه:

كان جون كثير التجوال حيث يعظ في الحقول في انجلترا واسكتلندا وايرلندا وألقى 42 ألف عظة وكتب 200 كتاب... يقول عنه أوربين بول رودولف:

"ترى من خلال أعمال ويسلى صورة واعظ عظيم، وعامل لا يكل، وقائد مشهور وان كان استبداديا... ووضاحًا نرى فيه عقلًا ذكيا، وان يكن فيه شيء من المرح كل هذا مع الإحساس بأنه مرسل من قبل الله"(141)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مبادئ جون ويسلي الحسنة:

أ- وحدة الكنيسة:

"تمسك جون طوال حياته باتباعه للكنيسة الإنجيلكانية وفي المؤتمر السنوي الأول الذي أقامه ويسلي أعلن ولاءه لكنيسة انجلترا الانجليكانية وحض الميثودستيين على أن يحضروا باستمرار كلا من الكلمة المكروز بها والأسرار المخدومة هناك، وكان يصلي دائما طالبًا أن يحدث التجديد داخل الكنيسة الانجليكانية"(142)

" وحتى عندما اتسعت الحركة الميثودستية وصار لها خطرها ظل يعترف بأن اتباعه ما هم إلا مسيحيين حسب النص الكتابي وأصر على أنهم لم يفصلوا أنفسهم عن جسد المسيح الحي أو حتى عن كنيسة انجلترا"(143)

(ترى لو عاد جون الآن للحياة هل سيسر بالذين أسهموا في تقسيم الكنيسة وقسموا الميثودستية إلى أربع طوائف؟)

 

ب- اشتراك الإرادة البشرية مع عمل النعمة:

كان ويسلي يرى أن افتقاد النعمة للإنسان سابق على أي عمل بشري ولكن لابد من تجاوب الإرادة البشرية يقول د. ستيف:

"فكرة النعمة السابقة "البادئة" فكرة جديدة عند كثيرين حتى أن بعض الويسليين أنفسهم لا يعرفون هذا الاصطلاح، ولكنه اصطلاح ضروري... النعمة السابقة تعني النعمة التي تأتي أولًا... قبل ماذا؟ قبل أي اختبار شخصي"(144)

"ومن المهم أن نلاحظ أن النعمة السابقة لا تكفى للخلاص، فإذا أراد إنسان ما أن يتجاهل هذه النعمة أو يكتمها فسيحدث له قسوة قلب فتزول عنه كل تحريكات الله له فقد عرف ويسلي أن الإرادة يجب أن تدخل إلى الصورة، فنحن نتغير بعمل الإرادة(145)

 

ج- حاجة المؤمنين للتوبة المستمرة:

يركز ويسلي على عمومية الخطية واحتياج الجميع للتوبة. فيقول د. ستيف... فبعض الناس في مجتمعنا هذا ينكرون حقيقة وجود الخطية أصلًا، وكثيرون يحاولون أن يفسروها فلسفيا ويقولون أنها عدم وجود الصلاح. وكثيرا ما يخفقون من وقع الخطية بوصفها بأنها "خطأ"

وهذا ما كان حادثًا أيام ويسلي أيضًا فقد كتب يقول "لقد أصبح القول بفساد الطبيعة البشرية أمرًا لا يتمشى مع العصر الحاضر - أمرًا رجعيًا... يؤكد (ويسلي) على عمومية الخطية... لم يكتف ويسلي بأن يشير بإصبعه إلى كبار الخطاة الذين يعرف كل واحد أنهم خطاة، بل انه دعا الظرفاء والناس الطيبين إلى أن يتوبوا ويخلصوا، فهو كان يعرف أن الإنسان قد يحيا حياة طاهرة ظاهريًا ومع ذلك فهم هالكون(146)

ويؤيد نفس النظرة القس فايز غطاس مترجم الكتاب فيقول:

إننا لا نستطيع أن ندرك حقيقة الخطية وانتشارها لأننا تركنا التعليم الكتابي عن الخطية... فوسلي يهاجم كل اصطلاح يعبر عن الكفاية الذاتية(147)

ويقول د. ستيف:

"التبكيت ليس قاصرًا على غير المؤمنين فالتبكيت عمل مستمر عند المؤمنين. فالروح القدس يحثنا أن نراجع أنفسنا للإصلاح والتقويم أثناء مسيرتنا كمؤمنين. لذلك رأى ويسلي حاجة المؤمنين إلى التوبة... والتوبة في ذاتها ليست نهاية الطريق، وقد أطلق ويسلي على التوبة اسم "مدخل الديانة"(148)

 

د- خطأ فكرة الخلاص في لحظة:

يقول ستيف:

"فهو (الله) يغفر لنا الماضي ويشفي لنا الحاضر ويمنح الرجاء من جهة المستقبل... وبهذه الطريقة نستطيع أن نؤكد مع قديسي العصور الماضية - لقد تخلصت، وأنا الآن أخلص، وسوف أخلص... وبعد التسليم المبدئي سيكون هناك تقدم ونمو مستمران طيلة العمر أرجو أن تكون هذه النظرة جذابة بالنسبة إليك فهي نظرة تجعل المسيحية متحركة وليست ساكنة، إننا مرات كثيرة ما نقول بأن خلاصنا يتم في اختبار واحد مفاجئ، وكثيرًا ما نسمع أشخاصًا يقولون أنهم قد خلصوا منذ كذا سنة مضت... هل أنت مخلَّص اليوم..؟ في هذه اللحظة..؟ هناك صورة جميلة يقدمها ويسلي عن الخلاص فهو يشبه ببيت، وهو يسمى التوبة مدخل البيت، والتبرير هو باب البيت، وكل حجرات البيت هي مظهر تقديسنا... فهناك بيت بأكمله، ومدة العمر يجب اكتشافه... يجب علينا أن نسير وننمو كل يوم وإلا بقينا في المكان الخارجي... ذلك الرأي المؤذي الذي يبدو بريئًا والذي يقول أنه لا توجد خطية في المؤمن وأن كل الخطية قد أزيلت أصلًا وفرعًا في اللحظة التي تبرر فيها الإنسان، هذه الفكرة تغلق الطريق أمام الوصول إلى القداسة لأنها تمنع التوبة... الخطية ستبقى في الإنسان المتبرر ولكن لا يجب أن نجعلها تتحكم فينا أو تسود علينا... الخطية شيئًا متصلًا وملتصقًا بالإنسان وليست شيئًا قائمًا بذاته فهي ليست ورمًا يمكن أن يستأصله الجراح بالمشرط... وكان لدى ويسلي أمثلة لأشخاص أخطأوا بعد أن ولدوا من الله وكان استنتاجه أن الإنسان أن لم يتحفظ لحياته باستمرار فقد يعود إلى الخطية بعد التبرير"(149)

 

ه - اليقين بالملكوت المبني على اختبار خاص هو غرور:

St-Takla.org Image: John Wesley," by the English artist George Romney, oil on canvas, National Portrait Gallery, London صورة في موقع الأنبا تكلا: جون ويسلي، رسم الفنان الإنجليزي جورج رومني، زيت على قماش، في معرض اللوحات القومي، لندن

St-Takla.org Image: John Wesley," by the English artist George Romney, oil on canvas, National Portrait Gallery, London

صورة في موقع الأنبا تكلا: جون ويسلي، رسم الفنان الإنجليزي جورج رومني، زيت على قماش، في معرض اللوحات القومي، لندن

يتفاخر البعض بأنه يضمن الملكوت ضمان المنديل الذي يحتفظ به في جيبه بل ضمان القلم الذي يقبض عليه بيده، ويعتبر انه منذ اللحظة الذي تجدد فيها الساعة كذا يوم كذا وهو ضامن الملكوت... ستيف لا يوافق مثل هذا ويقول: 

"واليقين عند ويسلي ليس هو الضمان الأبدي. فعند ويسلي أن اليقين يتصل بحالة الإنسان الحاضرة وليس ضمانا للمستقبل.

أما الطاعة المستمرة والأمانة فهي التي تهتم بالمستقبل، وقد رأى آخرون أن الشهادة عن اليقين تعبيرًا عن الكبرياء فيقولون -الحديث عن الإيمان اليقين فيه رائحة الغرور الروحي- وفي الواقع أن الشهادة عن اليقين المبني على أي اختبار خاص هو إجراء أو غرور"(150)

 

و- الاعتراف بالأسرار:

اعترف ويسلي بأن المعمودية والعشاء الرباني ليسا مجرد علامة ورمزًا ولكنهما سران، وأوصى الشعب على الاستفادة منهما. يقول د. ستيف:

"يدعونا ويسلي إلى تجديد تقدير قيمة الأسرار، وكما ذكرنا سابقًا فان ويسلي كان ينظر إلى الأسرار كوسائط نعمة مفروضة لتحمل النعمة للشعب، ونظرته إلى كل من المعمودية والعشاء الرباني رفعهما إلى أعلى من مجرد المستوى الرمزي، وأعطاهما قوة على إيجاد تأثير في حياة الشعب (مقالتان على المعمودية، وواجب الاشتراك المستمر)(151)

 

"عندما رضي (ويسلي) باستخدام وسائط النعمة فلم يكن هذا الاستخدام بطريقة ناموسية أو بمعنى ميكانيكي ولكنه اعتقد بأن هذه المجاري العادية يستخدمها الله لتوصيل نعمته لشعبه، وقسم وسائط النعمة إلى مجموعتين:

الوسائط المفروضة تلك التي فرضها المسيح والوسائط الموضوعة أي تلك التي أقامتها الكنيسة (مثل الصلوات والأصوام الكنسية) وكان اهتمامه منصبًا على الوسائط المفروضة، ولكنه أيضًا كان يشعر بأن الله قد اختار أن يعمل أيضًا عن طريق الوسائط الموضوعة أيضًا" (152)

 

ز- جون يدين بالأفكار الأرثوذكسية:

كان جون يدين بالأفكار الأرثوذكسية كقول د. ستيف:

"ولكن لا يجب أن يساورنا شك في أنه (جون ويسلي) قد عرف وقبل الأفكار الأرثوذكسية التقليدية وواضح أنه أراد من الآخرين أن يفعلوا مثله خصوصًا الميثودستيين الأمريكان (153)

"إن مشاهير العلماء الوسيليين شهدوا لأرثوذكسيته (ويسلي) التقليدية(154)

 

الميثودستيين يخالفون زعيمهم:

في الوقت الذي يعظم فيه الميثودستيين زعيمهم جون ويسلي فانهم يخالفون تعاليمه وينهجون منهجًا غير منهجه... فمثلًا من جهة التعظيم يقول ألبرت أوتلر عن جون ويسلي.

"يقدم ويسلي إلى كنيسة المستقبل كنزًا لو أهملته لصارت أكثر فقرًا"(155)

 

كما يضعه القس فايز عزيز عبد الملك في الصف الثاني بعد الرسل مباشرة:

"أن حياة وتعاليم جون ويسلي تركت اكبر اثر على الناس ربما أكثر من أي شخص آخر من وقت الرسل إلى وقتنا الحاضر... أن رسالته قد غيرت انجلترا(156)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أما من ناحية مخالفة الميثودستيين لمعتقداته فنأخذ ثلاث أمثلة على هذا:

أ- المعمودية:

كان ويسلي يرى في المعمودية أنها تمنح الخلاص من الخطية الجدية:

"فقد رأى (ويسلي) في المعمودية نعمة تطهر الإنسان من ذنب الخطية الأصلية... ولم يحاول ويسلي أن يشرح كيف يحدث هذا، وكان حكيمًا إلى درجة ترك فيها الأسرار كأسرار، ولكنه كان يريد أن يدرك شعبه أن المعمودية ليست مجرد رمز بل أرادهم أن يروا فيها كواسطة عملية من وسائط النعمة"(157)

 

ب- العشاء الرباني:

أكد ويسلي بأن العشاء الرباني ليس رمز ولكنه اشتراك عملي مع

المسيح أو أن

السيد المسيح حاضر في تلك الفريضة التي لها قوة التجديد... يقول د. ستيف:

"وكان (ويسلي) في مرات كثيرة يقود الجماعات الميثودستية بنفسه من أماكن الكرازة الخاصة بهم إلى الكنائس الإنجليكانية لكي يشتركوا في عشاء الرب... ولماذا كان ويسلي مهتمًا بأن يتناول اتباعه من المائدة المقدمة في كل فرصة ممكنة؟ ذلك لأنه اعتقد أن هذا الاختبار ليس مجرد رمز ولكنه كان فرصة للاشتراك العملي مع المسيح وتقبل نعمة الله... اعتقد (ويسلي) بحضور المسيح أثناء تلك الخدمة... ويسلي اعتقد بأن الفريضة لها قوة مجددة... ولأن الأمر هكذا لذلك صار عشاء الرب أسمى نقطة في العبادة الميثودستية(158)

"ويظهر تأثير الانجليكانية على الكنيسة الميثودستية في اتباعها النظام الأسقفي في إدارة شئونها، وأيضًا ممارسة الركوع أمام المذبح عند التناول"(159)

 

ج- الصوم:

يقول د. ستيف:

"كان ويسلي في أوائل حياته وخدمته يحافظ على صوم يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع تبعًا لممارسة المسيحيين القدامى، ومع الزمن ترك صوم يوم الأربعاء ونصح اتباعه أن يحتفظوا بصوم يوم الجمعة"(160)

 

عجبًا لماذا انحرف الميثودستيين من هذه المعتقدات وعادوا ينادون بأن المعمودية والعشاء الرباني ليس إلا مجرد رمزان لموت المسيح وقيامته، وحطموا وصايا زعيمهم وقائدهم وقدوتهم فلم يحفظوا صوم يوم الجمعة... بل إنهم انشقوا عن الكنيسة الانجليكانية ضد وصية ويسلي لهم... والأدهى من هذا انقسامهم إلى مجموعات وطوائف منها كنيسة نهضة القداسة، وكنيسة الإيمان، وكنيسة المثال المسيحي، وفي مصر انضمت لهذه المجموعة كنيسة الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تأثير النهضة الميثودستية على المجتمع الانجليزي:

لم يسعى جون ويسلي للانفصال عن الكنيسة الانجليكانية، ولكنه أراد أن يصلح الكنيسة من الداخل ولهذا نجح في التأثير على المجتمع الانجليزي، وقد حارب تجارة الخمور حتى أوقف بيع الخمور الرخيصة، وعارض العبودية والحروب، وأنشأ أول مستوصف يقدم الخدمة الطبية المجانية سنة 1746، ويقول الكثيرون أن ويسلي أنقذ المجتمع الإنجيلي من قيام ثورة مماثلة للثورة الفرنسية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(134) ص 387 الحالة الدينية في مصر.

(135) the westminster dictionary of church history.

قام بالترجمة الخادم الغيور سامي فايق p859-861 .

(136) أنظر ص 448-450 الكنيسة عبر العصور.

(137) انظر المسيحية عبر العصور ص 447 .

(138) ولد جورج هويتفيلد في 27/12/1714، ويعتبر مع جون وتشارلز مؤسسي الميثودستية.

(139) انظر المسيحية عبر العصور صفحة 426.

(140) ص 79 النهضة التي نحتاج إليها ازوالد.ج. سميث.

(141) ص 14 رسالة جون وسيلى لعصرنا الحاضر.

(142) ص 17،18 المرجع السابق .

(143) ص 115 المرجع السابق .

(144) ص 34،35 المرجع السابق.

(145) ص 37، 39 المرجع السابق.

(146) ص 26 المرجع السابق.

(147) ص 31 المرجع السابق.

(148) ص 47،49 المرجع السابق.

(149) ص 61،62 المرجع السابق.

(150) ص 71 المرجع السابق.

(151) ص 130 المرجع السابق.

(152) ص 74،85 المرجع السابق.

(153) ص 119 المرجع السابق.

(154) ص 118 المرجع السابق.

(155) ص 11 المرجع السابق.

(156) ظهر غلاف المرجع السابق.

(157) ص 120 المرجع السابق.

(158) ص 77، 78 المرجع السابق.

(159) ص 45 الكنيسة عبر العصور.

(160) ص 78 المرجع السابق.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/methodist.html

تقصير الرابط:
tak.la/xt3p77f