St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - الجزء السادس: سفريّ الخروج واللاويين
تقديم للأنبا مكسيموس أسقف بنها
أ. حلمي القمص يعقوب

 

تقديم الجزء السادس

لنيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس أسقف بنها

 

" وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" (أر 15: 16)

الكتاب المقدَّس هو سراج ونور لحياتنا " سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 119: 105).. وهو مرشدنا ومعلمنا ومؤدبنا، وهو كلام الله الموحى به كتبه رجال الله القديسون مسوقين من الـروح القدس " لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسـون مسوقين من الروح القدس" (2 بط 1: 21).. وكما قال القديس بولس الرسول " كل الكتاب هو مُوحىَ به من الله" (2 تي 3: 16).. وكلمة " مُوحىَ به " في الأصل اليوناني (ثيؤبنوستوس) وتعني حرفيًا نفس أو نسمة.

فالكتاب المقدَّس إذن هو أنفاس الله أرسلها إلى رجاله القديسين بالوحي، فأنطبق على كتاباتهم القول: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 4: 4).

† وسفر الخروج هو السفر الثاني من أسفار موسى الخمسة، لذلك دُعي إسمه بالعبرية (حوميش شني) أي (الثاني من الخمسة).. كما يدعوه اليهود أيضًا (وإله شيموت) أي (وهذه أسمـاء) وهما أول كلمتين يبدأ بهما السفر، ونلاحظ (و) العطف التي بدأ بها ليؤكد أنه استمرار لسفر التكوين بنفس قلم كاتبه، وجزء لا يتجزأ منه. أما إسمه في الترجمة اليونانية المسماه بالسبعينية هو (أكسودس)، أي الخروج، نسبةً إلى أهم حدث في هذا السفر، وهو خروج بني إسرائيل من مصر، أرض العبودية، هذا الخروج الذي صار لهم بمثابة بداية لتاريخ أمتهم وخلاصهم من أعدائهم، وأفتدائهم من الموت.. لقد صار هذا الخروج محورًا لكل معاملات الله مع شعبه على مدى العصور..

والواقع أن أسفار موسى الخمسة في مجملها تُبرز المركز الرئيسي لسفر الخروج في الفكر الديني الإسرائيلي الذي يربط بين الخروج واختيار شعب الله.

ثم تأتي الكنيسة في العهد الجديد لتأخذ هذا السفر وأحداثه مثالًا للخروج من عبودية إبليس إلى "حرية مجد أولاد الله" (رو 8: 21، غل 5: 1)، والعبور بالمعمودية من الموت إلى الحياة (رو 6: 4).. وحلول المسيح فينا بتجسده لكي يصير لنا عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23).. لكيما نراه بأعيننا ونلمسه بأيدينا (1 يو 1: 1).. ونأكلـه ونشربه لنحيا به كمأكل حقٍ ومشرب حقٍ (يو 6: 55) فهو خروف الفصح الذي ذُبح لأجلنا، وتخضبنا بدمه لننجو من العدو المُهلك (1 كو 5: 7).. وهو الخبز النازل من السماء الواهب حياة للعالم (يو 6: 33).. وهو الصخرة التي تابعتنا (1 كو 10: 4)، والتي من مائها نرتوي كل حين (يو 7: 37).. وهو قائد مسيرتنا ومؤسس ناموس حريتنا بالنعمة والحق " لأن بموسى أُعطىَ، أما النعمة والحق فبسيوع المسيح صارا" (يو 1: 17).. وهو الذي جعلنا له جنسًا مختارًا وكهنوتًا ملوكيًا، أمة مقدسة، شعب إقتناء، لكي نُخبر بفضائل الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب (1 بط 2: 9).

† ومنذ بدء الخليقة والصراع قائم بين الخير والشر، بين الله والشيطان، ولازال هذا الصراع حتى الآن، وليست الحرب الدائرة الآن ضد الكتاب المقدَّس سوى إحدى مظاهر هذا الصراع القديم الجديد.. ففي القديم نجد الشيطان يقول لحواء " أحقًا قال الله.." (تك 3: 1).. هذه هي بداية مدارس التشكيك في أقوال الله، والتكذيب لتعاليمه المقدَّسة.. هي هي القائمة الآن، والتي يستخدمها الشيطان عن طريق أعوانه على مر العصور..

إن آفة هذا العصر هي مدارس النقد للكتاب المقدَّس التي أزدهرت في القرون المتأخرة، فأحدثت بعض البلبلة، ولكنها سرعان ما ذبلت وأنزوت، لأن كلمة الله حية وفعالة، والكتاب كله مُوحى به من الله.. ولذلك فهو سيظل صخرة صلدة تتكسر عليها أمواج النقد والتشكيك..

وسر ظهور هذه المدارس في القرون المتأخرة يرجع أساسًا إلى أمرين هامين هما:

أ- الأسلوب البروتستانتي في التفسير الذي ينادي بالحرية الكاملة والتحلل من المرجعية الآبائية.

ب- الظروف السياسية لنشأة البروتستانتية، والتي كانت تعادي الكاثوليكية في صراع مرير، وصل إلى حد الحروب الطاحنة، لكي تتحرر إمبراطورية ألمانيا البروتستانتية من سيطرة باباوات روما الكاثوليك.. جوهر الصراع كان سياسيًا، ولكنه -للأسف- أتخذ هذه الصورة النقدية.. فبينما حاول البروتستانت انتقاد الكاثوليك في عقائدهم وطقوسهم وسلوكياتهم، أنقلبوا حتى على الأسفار المقدَّسة..

ولكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد في كل مكان وفي كل زمان.. وهو ساهر على كلمته.. ويجند بعضًا من خدامه الأمناء للتفرغ والتكريس للرد على هذه المدارس.. ومن ضمن أولاد الله الأمناء الذين كرسوا وقتهم وجهدهم وعلمهم للدفاع عن الكتاب المقدَّس ضد هذه المدارس النقدية الحديثة.. هو الأخ الحبيب / حلمي القمص يعقوب، مدرس مادة (النقد الكتابي) بالإكليريكيات.. وها هو في الجزء السادس من موسوعته الرائعة (مدارس النقد والتشكيك والرد عليها) يتصدى لكل من يهاجم سفر الخروج وسفر اللاويين.. وذلك في شكل سؤال وجواب (حوالي 196 سؤالًا وجوابًا).. وذلك من خلال خمسة فصول تغطي سفر الخروج كالآتي:

الفصل الأول: تمهيـد

الفصل الثاني: من العبودية إلى الحرية (خر 1: 1 - 15: 21)

الفصل الثالث: الارتحال في الصحراء (خر 15: 22 - 18: 27)

الفصل الرابع: عهد سيناء (خر 19 - 31)

الفصل الخامس: العبادة المرذولة وإقامة خيمة الاجتماع (خر 32 - 40)

وذلك بالإضافة إلى سبعة فصول تغطي سفر اللاويين سفر الكهنوت والذبائح.. سفر الفداء والقداسة:

الفصل الأول: تمهيـد

الفصل الثاني: الذبائح المتعددة (ص 1 - 7)

الفصل الثالث: تكريس هرون وبنيه للكهنوت (ص 8 - 10)

الفصل الرابع: شرائع الطاهر والنجس (ص 11 - 15)

الفصل الخامس: يوم الكفارة العظيم (ص 16)

الفصل السادس: شريعة القداسة (ص 17 - 22)

الفصل السابع: الأعياد والمواسم والمحافل والنذور (ص 23 - 27)

نصلي أن يبارك الرب هذا العمل، ويعطي القوة للأخ / حلمي القمص يعقوب أن يكمل باقي الموسوعة، ببركة صلوات:

قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث

حفظه الله للكنيسة. ولربنا المجد الدائم.

مكسيموس

أسقف بنها


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index6-introduction.html

تقصير الرابط:
tak.la/n8vjn6k