إلهي الصالح... أمام عرش نعمتك أخرُّ ساجدًا شاكرًا على عِظم عطاياك ومحبتك وطول أناتك، إذ سمحت لي بأخذ بركة أبي أيوب البار المُتألِّم، قديس عصره، إذ ليس في جيله من يُماثله...
أشكرك يا إلهي الصالح لأنك وضعتني على هذا المحك وأنت تعرف ضعف إمكاناتي. فلست أنا متوقد الذهن مثل آبائي القديسين، ولست خبيرًا بعلم اللغات، ولست نشيطًا لأخطو خطوات متسعة... أنت تعلم أنه ليس بين يديَّ سوى فلسيّ الأرملة، وإذ لا أستطيع أن أركض أو أسير في طريق البحث، صرت أزحف، زحف السلحفاةِ، ولكنني أثق يقينًا أن قوتك في الضعف تكمُل...
وإنْ كنتُ قدَّمتُ لأمي الكنيسة هذه السلسلة "سلسلة ملف مفتوح" الخاصة بالنقد الكتابي، وبنعمتك تمّت الإجابة على أكثر من ألف وستمائة سؤال، إلاَّ أنني أدرك جيدًا أن كل ما قدَّمته هو إجابات بسيطة، مُجرّد تمهيد، والأمل يحدوني أن يتقدّم مَنْ يتناول بعض نقاط البحث بصورة أعمق وأكفأ، يغوص في البحر الزاخر لكيما يخرج لنا جُددًا وعتقاء، فإنَّ غنى كلمتك لن ينفذ أبدًا...
وإنْ كنتُ قد تسلَّلتُ لهذا السفر تاركًا أصدقائي أعضاء أسرة النقد الكتابي في انشغالاتهم، سواء كانوا مُنشغلين بدراسات أخرى، أو ينوءون تحت أثقال هذه الحياة، أو لكيما يلتقطوا الأنفاس ويجدّدوا نشاطهم، إلاَّ أنني تركتهم على أمل العودة معًا في عمل آخر إن شاءت نعمة الرب وعشنا.
إلهي الصالح... نحوك أعيننا... إنْ شاءت نعمتك لاستكمال خطوات أخرى في هذه السلسلة، فهبني صبرًا واحتمالًا وأنر ذهني، ولتسند يدك ضعفي بشفاعة أُمنا العذراء القديسة مريم، وطلبات مارمرقس الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء وصلوات:
" قداسة البابا تواضروس الثاني"
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
وأبينا الحبيب: "نيافة الحَبر الجليل الأنبا باخوميوس"
صاحب الفضل في ظهور هذه السلسلة للنور.
ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد. آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index12-preface.html
تقصير الرابط:
tak.la/y9wr62q
