St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

995- كيف يقتل شمجر بن عناه 600 فلسطيني بمنساس البقر (قض 3: 31)؟(1)

 

ج: 1- جاء في سفر القضاة " وكان بعده شمجر بن عناة فضرب من الفلسطينيين ست مئة رجل بمنساس البقر وهو أيضًا خلص إسرائيل" (قض 3: 21) وربما كان شمجر في الحقل يباشر زراعته أو أنه كان يرعى أبقاره، عندما فوجئ بهجوم الغزاة الذين يطمعون في نتاج حصاده أو أبقاره، وكان يمكن لشمجر أن يفر من أمامهم ناجيًا بنفسه ولكنه إذا كان مملوء شجاعة وغضبًا من هؤلاء الغزاة، لذلك قرَّر أن يجابههم معتمدًا على قوة الله، رغم أنه لم يكن يملك سلاحًا، فالفلسطينيون غالبًا قد جردوا هذا الشعب من أسلحته، ولم يكن بيده إلاَّ منساس البقر، وهو عبارة عن عصا في طرفها قطعة حديد مدببة وحادة، وكانت تُساق بها الأبقار بمجرد اللمس، وبلا شك أن قوة الله قد ساندت هذا الرجل الشجاع في الدفاع عن نفسه وممتلكاته، فانطلق بسرعة البرق يضرب هنا وهناك ولا يستقر في مكان وقد أوقع الله رعبه على قلوب الغزاة، فقتل من قتل وهرب من هرب، وهذا ليس بالأمر الفريد، فشمشون قتل بفك حمار ألف رجل فلسطيني (قض 15: 15) وبحصاة من مقلاع صبي صغير سقط جليات الجبار الفلسطيني صريعًا، ففي هؤلاء الأبطال تحقق الوعد الإلهي " رجل واحد منكم يطرد ألفًا لأن الرب هو المحارب عنكم" (يش 23: 10) وكان نتيجة هذا العمل الجريء أن كفَّ الفلسطينيون عن مضايقة بني إسرائيل، وعمل الله مع شمجر، يذكرنا بإنذاره لبني إسرائيل الذين لم يعتمدوا عليه قائلًا " يهرب ألف من زجرة واحد. من زجرة خمسة تهربون" (أش 30: 17).

 

St-Takla.org Image: Othniel, Ehud, Shamgar (Judges 3:1-31)صورة في موقع الأنبا تكلا: عثنيئيل، أهود، شمجر (القضاة 3: 1-31)

St-Takla.org Image: Othniel, Ehud, Shamgar (Judges 3:1-31

صورة في موقع الأنبا تكلا: عثنيئيل، أهود، شمجر (القضاة 3: 1-31)

2- ربما كان مع شمجر عدد من الرجال يشاركونه رعي الأبقار، ويحملون ذات الأداة البسيطة، وعندما نشبت المعركة كان شمجر هو صاحب المبادأة ولذلك نسب العمل كله له، كما قالت بنات إسرائيل " ضرب شاول ألوفه وداود ربواته" (1 صم 18: 7) مع أن لا شاول ضرب ألوف بمفرده ولا داود ضرب ربوات بمفرده.

 

3- قال الكتاب " فضرب من الفلسطينيين ست مائة رجل " والضرب يحتمل القتل أو الإصابة، أي أن شمجر قد يكون قد قتل وأصاب 600 رجل، ويقول " الأسقف إيسيذورس": "أن الضرب يحتمل القتل وسواه، فيحتمل أن شمجر ساق أمامه هذا الجيش كما يسوق الراعي أغنامه وطاردهم بمنساسه حتى أخرجهم من تخوم بني إسرائيل، فإن الرعب كان من شيمة هؤلاء القوم فكان في قدرة واحد باسل أن يلقي الرعب في قلوب ألف ويلجئهم إلى الفرار، كما جرى ذلك مع جدعون وأهل مديان (قض 6) الذي أفنى جيوشهم بكمية قليلة من بني إسرائيل. ثانيًا: أن النص يحتمل أن شمجر كان معه جماعة ساعدوه على الفوز والغلبة، وقد نُسبت له وحده النصرة كما تُنسب لكل قائد جيش. وكما تُنسب بناء المدينة لأميرها"(2).

ويقول " الأستاذ الدكتور وهيب جورجي": "استخدم المترجم للعربية هنا لفظ " ضرب " وهي تحمل معنى المطاردة والهزيمة، ولم يشرح لنا الكتاب المقدَّس تفصيل الحادثة، فربما قاد "شمجر" حملة بن بني إسرائيل دون أن يكون لهم من الأسلحة سوى منساس البقر، وربما لجأ في مهاجمته، لهذا العدد من الفلسطينيين، إلى أسلوب المباغتة، تحت جنح الظلام، ثم تابعته جماعته فتمكنوا من القضاء عليهم أو هزيمتهم وطردهم"(3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ1 س184، وأحمد ديدات - ترجمة علي الجوهري - عتاد الجهاد ص 15.

(2) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 130.

(3) مقدمات العهد القديم ص 109.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/995.html

تقصير الرابط:
tak.la/r8pjwk3