St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

908- كيف تسنى لبني إسرائيل دخول أرض كنعان وهي تخضع للإمبراطورية المصرية القوية؟

 

St-Takla.org Image: Statue of the god Amon protects Tutankhamun, dark diorite, 1336-1327 BC, H. : 2,20 m. ; L. : 0,44 m. ; Pr. : 0,78 m. (discovered in Karnak in 1857) - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014 صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال من حجر الديوريت الداكن يمثل الإله أمون وهو يحمي توت عنخ أمون، سنة 1336-1327 ق. م.، بمقاييس: 220×44×78 سم. (مكتشف في الكرنك سنة 1857 م.) - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014

St-Takla.org Image: Statue of the god Amon protects Tutankhamun, dark diorite, 1336-1327 BC, H. : 2,20 m. ; L. : 0,44 m. ; Pr. : 0,78 m. (discovered in Karnak in 1857) - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014

صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال من حجر الديوريت الداكن يمثل الإله أمون وهو يحمي توت عنخ أمون، سنة 1336-1327 ق. م.، بمقاييس: 220×44×78 سم. (مكتشف في الكرنك سنة 1857 م.) - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014

ج: 1- تساءل البعض: كيف يمكن لبني إسرائيل الرُحَّل تحدي الإمبراطورية المصرية العظيمة بالسيطرة على أرض كنعان، والحقيقة أنه بعد طرد المصريون الهكسوس ظلت كنعان لمدة نحو ثلثمائة عام تحت الوصاية المصرية، وكانت مصر تنظر إلى ملوك كنعان كأعوان لها، فمنحتهم الحرية في تشكيل قواتهم العسكرية المسلحة بالعربات الحربية، ولكن الصراعات الداخلية قد أضعفت مصر كثيرًا حتى فقدت هيبتها وسمعتها، ولعل قصة "عنوامون" توضح هذا الضعف الذي وصلت إليه الدولة المصرية فقد أبحر من مصر قاصدًا جُبيل حاملًا ذهب وفضة لشراء خشب أرز لصنع مراكب الإله أمون - رع ، وعندما رسى في مرفأ " دور " سرق أحد البحارة من مدينة دور الذهب والفضة واختفى في زحام المدينة، وعندما طلب "عنوامون" من حاكم مدينة دور أن يعيد له ما سُرق منه، أخذ يماطله تسعة أيام ثم أرغمه على متابعة طريقه، لأنه فضل الاستئثار بالغنيمة، وعندما وصل إلى المدينة الفينيقية تعرض لمهانة من حاكمها، حتى أنه صادر السفينة المصرية، وأرغمه للعودة إلى بلده ليحضر مالًا ومتاعًا ثمنًا للباخرة وخشب الأرز، وبالغ في طلباته، وفعلًا عاد "عنوامون" إلى مصر وحمل ذهبًا وفضة وأردية ملكية وجلود ثور.. إلخ. وعاد إلى حاكم جبيل فدفع له ما أراد، فأعاد له الباخرة وباع له خشب الأرز(1).

وأيضًا كانت الدولة الحثية قد فقدت قوتها فلم تقوَ على الوقوف أمام يشوع بن نون، فيقول "زينون كوسيدوفسكي": "ترافق انهيار قوة مصر على نمو الفوضى السياسية في آسيا، فدولة الحثيين سقطت تحت ضربات شعوب البحر، والدولة البابلية كانت مهدَّدة من دولتي أشور وعيلام اللتان كانت قوتهما تنمو باطراد.. ويشهد سفر يشوع على حالة الفرقة تلك، إذ يحدثنا كيف أن يشوع قتل واحدًا وثلاثين ملكًا.. فهو لم يصطدم وجهًا لوجه مع قوات كنعان المتحدة. بل حارب ملوكًا صغارًا ضعافًا أو أحلافًا ضعيفة تفتقد كل مقومات النجاح"(2).

 

2- خضعت أرض كنعان لنفوذ فرعون أكثر من مرة لذلك، فلا مانع من أن تكون مصر قد بسطت سلطتها على أرض كنعان سنة 1600 ق.م.، ثم أنقطع هذا النفوذ خلال أحداث يشوع وامتلاك الأرض، وعاد للظهور سنة 1200 ق.م، ويقول "القمص تادرس يعقوب": "بعض المستندات الأثرية تكشف عن أن هذه المنطقة كانت خاضعة لفرعون سنة 1600 ق.م. وأيضًا سنة 1200 ق.م. لكن بعض الدارسين يرون أن الغزو المصري كان يتم في فترات متقطعة على مناطق محدَّدة، فيمكن أن يكون قد حدث غزو سابق لامتلاكهم الأرض في أيام يشوع. وأن عزوًا جديدًا قد حدث على مناطق معينة بعد عصر يشوع"(3).

ويقول " ج. ت. مانلي " G. T. Manley في تفسيره لسفر التثنية أن غارتسانغ Garstang يؤكد في شرح (يشوع - القضاة) أن هذا التاريخ يمكن إثبات صحته من السجلات المصرية، لأن في هذه الأوقات كانت الإمبراطورية المصرية تجتاز حالة ضعف كما يتضح ذلك من رسائل تل العمارنة التي ترجع إلى سنة 1400 ق.م. والتي تم اكتشافها سنة 1887م.(4).

إذًا نستطيع أن نقول أن الإمبراطورية المصرية التي طالما فرضت سيطرتها على أرض كنعان من غزة جنوبًا وإلى أطراف سلسلة جبال لبنان شمالًا، كانت قد انتهت سيطرتها على هذه الأرض قبيل دخول بني إسرائيل إلى هناك، وهذا قد سهل مهمة امتلاك الأرض.

 

3- الحروب التي دارت بين المصريين والحثيين لم تسفر عن انتصار أحدهما على الآخر، وكان هذا في صالح بني إسرائيل، فيقول المطران يوسف الدبس " لو تيسر لملك الحثيين أن يقهر ملك مصر ويذله لأستحوذ على أرض الكنعانيين برمتها وتعذر على يشوع بن نون افتتاحها على ملك الحثيين القدير الرهيب. ولو تيسر للمصريين أن يُبيدو الحثيين لاستمروا متمكنين من أرض الموعد، وعجز بنو إسرائيل عن امتلاكها والنجاة من غضب فرعون"(5).

 

4- يقول " الأب سهيل قاشا": "كيف تسنى لهم (للعبرانيين) وهم الغزاة المعدمين أن يدوخوا فلسطين في غضون مئة عام؟ فالجواب.. إن اجتياح الأريين الجارف للشرق قد حصل في هذه الحقبة، فاضطر هجومهم ولاة الأمر في الممالك الكبرى إلى سحب جنودهم من البلدان التي كانوا يسيطرون عليها ومنها فلسطين، فخلت من الجنود المصرية والفارسية والحثية، ولم يبقَ سوى أقيال وأمراء من شعبها، لا شأن لهم، ولولا هذا الانقلاب السياسي الذي أجرته لما نجح العبرانيون في مهمة الاستيلاء على فلسطين"(6)(7).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) راجع زينون كوسيدوفسكي - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 190.

(2) الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 192، 193.

(3) تفسير سفر يشوع ص 17.

(4) راجع تفسير الكتاب المقدَّس جـ 1 - مركز المطبوعات المسيحية.

(5) تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ 1 ص 183.

(6) دانيال روبس - ما هو الكتاب المقدَّس؟

(7) التوراة البابلية ص 18، 19.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/908.html

تقصير الرابط:
tak.la/qw4f66z