St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

903- هل يشوع بن نون شخصية تاريخية حقيقة أم أنه شخصية أسطورية؟

 

يقول " زينون كوسيدوفسكي": "إن شخصية يشوع بن نون غامضة ومشكوك فيها... هل صحيح أن رجلًا واحدًا أسمه يشوع بن نون أحتل وأخضع كنعان؟ بما أن سفر القضاة يعتبر أن الواقع تاريخًا لنضال الإسرائيليين التحرُّري ضد الكنعانيين الذين سيطروا عليهم بن الفينة والأخرى، فأن الجواب على هذا السؤال يجب أن يكون سلبيًا"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Joshua and the Angel: When Joshua meets an angel after crossing into Canaan, he is instructed to remove his sandals, because he is on holy ground: (Joshua 5: 13-15) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: ظهور رئيس جند الرب ليشوع، وهو يخلع نعليه لأن المكان الذي هو واقف فيه هو مقدس (يشوع 5: 13-15) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Joshua and the Angel: When Joshua meets an angel after crossing into Canaan, he is instructed to remove his sandals, because he is on holy ground: (Joshua 5: 13-15) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ظهور رئيس جند الرب ليشوع، وهو يخلع نعليه لأن المكان الذي هو واقف فيه هو مقدس (يشوع 5: 13-15) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

ج: شخصية يشوع بن نون شخصية تاريخية حقيقية مثل شخصية موسى وبقية الآباء والأنبياء، ولم يكن ليشوع دورًا ثانويًا حتى يشكّك أحد في حقيقة شخصيته. إنما كان له دور رئيسي في تاريخ بني إسرائيل وامتلاكهم أرض كنعان، والذي يشك في شخصية يشوع التاريخية فبلا شك سيشك في كل حقائق التاريخ وفي جميع الأنبياء وجميع الرجال الذين صنعوا التاريخ، ويضيع التاريخ، وشعب بلا تاريخ كيف يكون حاله؟!!

وفيما يلي نُلقي الضوء قليلًا على شخصية يشوع في سطور قليلة:

1- وُلد يشوع في مصر من سبط أفرايم، وشبَّ وكبر في مصر، وعانى مع شعبه من عبودية فرعون القاسية، وشارك في استقبال موسى، وتفاعل مع خطة الخروج، وعاين معجزات الله العجيبة التي صنعها بأرض مصر، وخرج مع شعبه بقيادة موسى النبي وكان عمره نحو أربعين عامًا، ويقول " المطران يوسف الدبس": "وروى يوسيفوس (في تاريخ اليهود ك 5 ف 1) أنه كان له من العمر خمس وثمانون سنة حين تولى بني إسرائيل، وعليه فكان عمره خمسًا وأربعين سنة عند خروجهم من مصر"(2).

 

2- كان جد يشوع "أليشمع" رئيس سبط أفرايم عند الخروج من مصر، ودُعي يشوع باسم " يهوشع" (1 أي 7: 21 - 27) كما دُعي أيضًا باسم هوشع (عد 13: 8) ومعنى اسمه "خلاص"، وتتلمذ يشوع على يد موسى النبي الذي قرَّبه منه جدًا ودعاه باسم يشوع (عد 13: 18) واسم يشوع هو هو اسم يسوع (ياه + يسوع) أي " يهوه يخلص " أو " يهوه هو الخلاص " ويشوع هو الشخص الوحيد في العهد القديم الذي حمل هذا الاسم، وكان رمزًا في اسمه للسيد المسيح الذي حارب قوات الشر الروحية ودحرها.

 

3- اختاره موسى لشجاعته لصد هجوم عماليق الشرس على الشعب الخارج لتوه من تحت نير العبودية، فحقَّق النصرة على عماليق في رفيديم، وهذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها بيشوع في الكتاب المقدَّس (خر 17: 8 - 16) ثم رأيناه يصعد مع موسى إلى الجبل لاستلام الوصايا (خر 24: 13، خر 32: 17) ويظل يشوع بمفرده في الجبل أربعين يومًا ينتظر معلمه لم يكل ولم يمل رغم أنه لا يعرف متى سيعود، ولكن كان لديه الإيمان بأنه سيعود إليه، وعندما كان يترك موسى خيمة الاجتماع ويذهب إلى المحلة كان يشوع يظل ملازمًا الموضع المقدَّس (خر 13: 11) وكان يشوع يَغيّر على معلمه حتى أنه عندما رأى اليداد وميداد يتنبأن قال لموسى أردعهما " فقال له موسى هل تغار أنت لي. يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذ جعل الرب روحه عليهم" (عد 11: 29).

 

4- كان يشوع أحد الجواسيس الاثني عشر الذين ذهبوا لاستكشاف أرض كنعان (عد 13: 8) وكان له رأيه الإيجابي مع كالب بن يفنه حيث قالا " إن سُرَّ بنا الرب يدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها أرضًا تفيض لبنًا وعسلًا. إنما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهم ظلمهم والرب معنا. لا تخافوهم" (عد 14: 7 - 9) بينما الجواسيس العشرة الآخرين قد زرعوا الخوف والهلع في قلوب بني إسرائيل قائلين " أن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جدًا. وأيضًا قد رأينا بني عناق هناك... هي أرض تأكل سكانها وجميع الشعب الذي رأينا فيها أناس طوال القامة. وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم" (عد 13: 28 - 33) وتذمرت الجماعة بشدة، وغضب الرب عليهم، وصدر الحكم الإلهي " جميع الذين أهانوني لا يرونها... في هذا القفر تسقط جثثكم... من ابن عشرين سنة فصاعدًا... ماعدا كالب بن يفنه ويشوع بن نون... فمات الرجال الذين أشاعوا المذمة الرديئة على الأرض بالوباء أمام الرب" (عد 14: 23 - 37).

 

5- عندما قاربت حياة موسى من المغيب، وكراعٍ صالح يهتم بالقطيع الناطق ألتمس من الله أن يوُكّل رجلًا على الجماعة، فاختار الله يشوع، وقال لموسى " خذ يشوع بن نون رجلًا فيه روح وضع يدك عليه. وأوقفه قدام ألعازار الكاهن وقدام كل الجماعة. وأوصيه أمام أعينهم. وأجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني إسرائيل... حسب قوله يخرجون وحسب قوله يدخلون" (عد 27: 18 - 21) وكان عمر يشوع حينذاك نحو 84 عامًا، وتلقى تشجيعًا ليس بقليل من الله تبارك اسمه الذي وعده قائلًا " لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك" (يش 1: 5).

 

6- عبر يشوع بشعبه نهر الأردن في فيضانه وكبريائه بطريقة معجزية، وسقطت أمامه أسوار أريحا المدينة الحصينة بدون حرب ولا قتال، وزرع الله على يديه الرعب والهلع في قلوب شعوب الأرض، ونال نصرة على ملوك الجنوب وملوك الشمال الذين خرجوا لمحاربته، وهيمن على أرض كنعان، وقسمها مع فينحاس على الأسباط التسعة والنصف من بني إسرائيل، لأن سبطي رأوبين وجاد ونصف سبط منسى كانوا قد نالوا نصيبهم على يد موسى النبي شرق الأردن.

 

7- أحب يشوع الله من كل قلبه، وعاش مخلصًا له، متمسكًا بمواعيده الصادقة، وفي خضم الحروب لم ينسَ أن يقيم مذبحًا لله في عيبال يصعد عليه الذبائح، ومات يشوع بشيبة صالحة وله من العمر نحو 110 عامًا، بعد أن حرَّض شعبه ليكون مخلصًا في عبادته لله، وقال قولته الشهيرة " أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يش 24: 15) ودُفن جسده الطاهر في جبل أفرايم، وبكاه كل الشعب " وعبد إسرائيل الرب كل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع" (يش 24: 31).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 186، 187.

(2) تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ 2 ص 170.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/903.html

تقصير الرابط:
tak.la/j2vjc4r