St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

902- ما هي الأدلة على أن يشوع بن نون هو كاتب هذا السفر؟

 

ج: قال البعض أن كاتب السفر هو يشوع، وقال آخرون أن الكاتب هو فينحاس بن العازار، ونسبه البعض إلى صموئيل النبي ونسبه آخرون إلى أرميا النبي.. إلخ.

وهكذا تتضارب آراء النُقاد، بينما تظل الحقيقة راسخة، وهي أن يشوع بن نون هو كاتب السفر باستثناء الآيات الخمس الأخيرة (يش 24: 29 - 33) التي تحمل خبر موته، فربما كتبها فينحاس أو أحد الشيوخ الأتقياء الذين عاشوا بعد موت يشوع، أو على أكثر تقدير صموئيل النبي، والأدلة على أن يشوع هو كاتب السفر كثيرة نذكر منها ما يلي:

1- أقرَّ التقليد اليهودي وكذلك آباء الكنيسة الأول أن يشوع بن نون هو كاتب السفر.

 

St-Takla.org Image: Joshua and the Angel: When Joshua meets an angel after crossing into Canaan, he is instructed to remove his sandals, because he is on holy ground: (Joshua 5: 13-15) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: ظهور رئيس جند الرب ليشوع، وهو يخلع نعليه لأن المكان الذي هو واقف فيه هو مقدس (يشوع 5: 13-15) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Joshua and the Angel: When Joshua meets an angel after crossing into Canaan, he is instructed to remove his sandals, because he is on holy ground: (Joshua 5: 13-15) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ظهور رئيس جند الرب ليشوع، وهو يخلع نعليه لأن المكان الذي هو واقف فيه هو مقدس (يشوع 5: 13-15) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

2- كُتب السفر بلغة عبرية خالصة، خالية من أي مفردات كلدانية، وهي تماثل اللغة التي كتب بها موسى التوراة، وهذا دليل على أن السفر كُتب مبكرًا منذ أيام يشوع.

 

3- أتبع يشوع نفس الطريقة التي استخدمها معلمه موسى في تدوين الأحداث التي عاشها شعب الله خلال خروجه من أرض مصر وحياتهم في البرية، فاستكمل يشوع تدوين الأحداث الخاصة بدخول بني إسرائيل أرض كنعان وامتلاك الأرض بحسب الوعد الإلهي، ولذلك بدأ السفر بحرف العطف " وكان بعد موت موسى عبد الرب" (يش 1: 1) وانتهى السفر بخطاب يشوع الوداعي لشعبه كما فعل موسى في نهاية سفر التثنية، فكل منهما أحب شعبه من كل قلبه، وقد أهتم بمستقبله، وحرص أن يظل هذا الشعب مخلصًا في عبادته لإلهه.

 

4- إن كان موسى هو أنسب إنسان ليسجل لنا أحداث التوراة، فإن يشوع بن نون أيضًا هو أنسب إنسان ليسجل لنا دخول أرض الموعد، فهو الذي قاد الشعب خطوة خطوة حتى أمتلك الأرض ووزعها على الأسباط، فيشوع يمثل الشخصية الرئيسية والهامة في السفر، فمن هو أدرى بجغرافية أرض الموعد ونصيب كل سبط (يش 14 - 21) أكثر من يشوع بن نون..؟ إذًا ليس من المستغرب أن يدَّون يشوع السفر، ولكن الأمر يعد غريبًا لو أن يشوع لم يدَّون الأحداث المعجزية التي أجراها الله على يديه.

 

5- ذكر السفر صراحة اسم الكاتب " وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الرب" (يش 24: 26) أي أن يشوع كتب سفره وألحقه بالتوراة التي كتبها موسى من قبله. وذكر يشوع حديث الله معه مرات ومرات (يش 1: 1، 3: 7، 4: 1، 5: 2، 9، 6: 2، 7: 10، 8: 1، 8، 18، 11: 6، 13: 1، 20: 1، 24: 2) وتكلم يشوع بضمير المتكلم كشاهد عيان للأحداث التي واجهت بني إسرائيل في دخولهم لأرض الموعد مثل عبور نهر الأردن، وسقوط أريحا، وخيانة عخان، وسقوط عاي، والانتصار على الملوك، وامتلاك الأرض وتقسيمها " وعندما سمع جميع الملوك.. أن الرب قد يبَّس مياه الأردن من أمام بني إسرائيل حتى عبرنا. ذابت قلوبهم" (يش 5: 1).. " الأرض التي حلف الرب لآبائهم أن يعطينا إياها" (يش 5: 6).

 

6- يظهر في السفر تواضع الكاتب وإنكاره لذاته إذ يصف نفسه في بداية السفر أنه خادم موسى "أن الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى" (يش 1: 1).

 

7- كُتب السفر في حياة راحاب التي عاصرت يشوع " وأستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت أبيها وكل ما لها. وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم" (يش 6: 25) وهذا دليل أن السفر كُتب في حياة يشوع.

 

8- أشار سفر يشوع إلى " صيدون العظيمة" (يش 11: 8، 19: 28) بينما بعد القرن الثاني عشر ق.م. صارت " صور " مدينة فينيقية حصينة خطفت الأضواء من " صيدون " وهذا دليل على أن السفر كُتب قبل القرن الثاني عشر ق.م. وأيضًا صرح السفران اليبوسيين حتى كتابة السفر كانوا يقيمون في أورشليم " وأما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم، فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم" (يش 15: 63) وهذا دليل على أن السفر كُتب قبل داود الملك، لأن اليبوسيين تحدوا داود الملك، فأقتحم مدينتهم يبوس (أورشليم) وأمتلكها وجعلها عاصمة له (2 صم 5: 6 - 10) فلو أن السفر كُتب في وقت متأخر بحسب قول النُقَّاد لذكر هذه الحادثة.

ويقول " المطران يوسف الدبس": "فكاتب هذا السفر كان قبل السنة الثامنة من مُلك داود التي فيها تولى داود صهيون، أي أورشليم (2 صم 5: 6، 7) ومنها أن هذا السفر وصف " صيدون " بالكبيرة (يش 11: 8) مع أن صيدون أخربها الفلسطينيون في زمن القضاة سنة 1209 ق.م.، وأخذت "صور" سؤددها (مكانتها)، فإذًا كان الكاتب قبل أيام ملوك إسرائيل"(1).

 

9- صرح السفر بأن الكنعانيين سكنوا مع بني أفرايم في جازر (يش 16: 10) بينما اختلف الوضع في عصر سليمان الملك، لأن فرعون مصر ذهب إلى جازر وقتل الكنعانيين الذين فيها وأهداها لسليمان مهرًا لابنته التي تزوجها سليمان (1 مل 9: 16) فلو كُتب هذا السفر مؤخرًا بحسب قول النُقَّاد لذكر أن الكنعانيين لم يعد لهم تواجد في جازر.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ 2 ص 171.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/902.html

تقصير الرابط:
tak.la/shk8y6m