St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

849- هل ما جاء في (تث 3: 11) بشأن سرير عوج الموجود في ربَّة بني عمون، كُتب بعد موسى بفترة طويلة جدًا، لأن بني إسرائيل لم يستولوا على ربَّة عمون إلاَّ في عهد داود النبي؟

 

يقول دكتور محمد عبد الله الشرقاوي " يذكر ابن عزرا أن مؤلف سفر التثنية يُدخل بعض الكلمات في الرواية الخاصة بـ(عوج: ملك باشان) على النحو التالي {ولقد بقى عوج ملك باشان وحده من بين الرفائيين الآخرين، وها هو سريره.. سرير من حديد، هذا السرير الذي طوله تسعة أذرع الموجودة في الرباط عند بني عمون} (تث 3: 11) هذه الإضافة تدل بوضوح تام على أن من كتب هذه الأسفار، عاش بعد موسى، عليه السلام، بمدة طويلة.. وطريقته في الحديث عن الأشياء طريقة مؤلف يروي قصصًا قديمة جدًا، ويذكر بعض الآثار التي مازالت باقية من هذا الزمن البعيد، ليجعل كلامه موثوقًا به.. وفضلًا عن ذلك، فلا شك أنه لم يُعثَر على هذا السرير الحديدي إلاَّ في عصر داود عليه السلام"(1).

ويقول د. أحمد حجازي السقا " قوله {أليس هو في ربَّة عمون} يدل على أن السرير كان موجودًا زمن الكاتب، وأن هذا السرير بقى في حوزة بني إسرائيل بعد موت عوج وأنه محفوظ في " ربَّة بني عمون " وربَّة بني عمون لم يستولِ عليها بنو إسرائيل في زمن موسى، بل بعده بخمسمائة عام وخمسة عشر عامًا، فإن كاتب سفر أخبار الأيام الأول يقول {وكان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك اقتاد يوآب قوة الجيش وأخرب أرض بني عمون وأتى وحاصر ربَّة. وكان داود مقيمًا في أورشليم. فضرب يوآب ربَّة وهدمها} (1 أخ 20: 1) فقوله {فهذه الأرض امتلكناها في هذا الوقت} يدل على أنه يتحدث عن أمر ماضٍ بعيد جدًا. وهم لم يمتلكوها تمامًا إلاَّ في عهد داود عليه السلام. فيكون كاتب توراة موسى بعد زمن داود"(2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Og’s bed (Deuteronomy 3:11): The hige iron bedstead of King Og of Bashan, Plate 324, Physica Sacra, engraving circa 1770 by Johann Balthasar Probst (or: Johann Melchior Füssli, and Christian Ulrich Wagner). صورة في موقع الأنبا تكلا: هيكل سرير عوج ملك باشان الحديدي (التثنية 3: 11)، لوحة 324 من فيزيكا ساكرا، رسم الفنان يوهان بالثازار بروبست عام 1770 م. تقريبًا (أو يوهان ميلكيور فوسلي وكريستيان أولريخ فاجنر).

St-Takla.org Image: Og’s bed (Deuteronomy 3:11): The hige iron bedstead of King Og of Bashan, Plate 324, Physica Sacra, engraving circa 1770 by Johann Balthasar Probst (or: Johann Melchior Füssli, and Christian Ulrich Wagner).

صورة في موقع الأنبا تكلا: هيكل سرير عوج ملك باشان الحديدي (التثنية 3: 11)، لوحة 324 من فيزيكا ساكرا، رسم الفنان يوهان بالثازار بروبست عام 1770 م. تقريبًا (أو يوهان ميلكيور فوسلي وكريستيان أولريخ فاجنر).

ج: 1- يحسن بنا أن نُلقي الضوء قليلًا على منطقة شرق الأردن، فقد عاش في هذه المنطقة ثلاثة شعوب متجاورة بالإضافة إلى مملكة باشان. أما الشعوب الثلاث فهم العمونيون والموآبيون والأموريون، وجاء في دائرة المعارف الكتابية " كان يستوطن شرقي الأردن ثلاثة شعوب هم: العمونيون في المنطقة المحيطة بربَّة عمون التي أصبحت عاصمتهم.. ثم مملكة حشبون الأمورية التي كانت تقع بين عمون وموآب. ثم الموآبيون الذين يبدو أن حدهم الشمالي كان في ذلك الوقت نهر أرنون. وكانت مملكة عوج ملك باشان تقع إلى الشمال من بني عمون"(3).

وبنو عمون هم من نسل لوط من ابنته الصغرى، وبنو موآب هم أيضًا من نسل لوط من إبنته الكبرى. إذًا هناك علاقة قرابة بين العمونيين والموآبيين لأنهما من نسل لوط، وأيضًا بينهما وبين إسرائيل بن إسحق بن إبراهيم عم لوط، وتكلم العمونيون والموآبيون لغات قريبة جدًا من العبرية، وقد حدث تزاوج بين هذه الشعوب، فراعوث جدة داود الملك والنبي كانت موآبية (را 4: 5، 13) وتزوج سليمان الملك من موآبيات وعمونيات مثل نعمة العمونية التي أنجب منها رحبعام الذي تولى الحكم بعده (2 أخ 12: 13)، وعاصمة العمونيين " ربَّة عمون " هي عمان عاصمة الأردن الآن. وهنا السؤال: هل إستولى موسى على كل الأرض شرقي الأردن بما فيها ربَّة عمون؟

لا، فإن الله لم يسمح الله لشعبه أن يرثوا أرض عمون، ولذلك قال لموسى عبده " فمتى قربت إلى تجاه بني عمون لا تعادهم ولا تهجموا عليهم لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثًا. لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثًا" (تث 2: 19) تمامًا كما أوصاه من قبل من جهة بني موآب " فقال لي الرب لا تُعاد موآب ولا تُثر عليهم حربًا لأني لا أعطيك من أرضهم ميراثًا. لأني لبني لوط قد أعطيت عار ميراثًا" (تث 2: 9).

 

2- حقيقة أن بني إسرائيل لم يستولوا على ربَّة بني عمون إلاَّ في عهد داود النبي (1 أخ 20: 1)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكن بنو عمون كانوا قد انتصروا قديمًا، قبل كتابة سفر التثنية، على عوج وأخذوا سريره كتحفة إذ كان طوله تسعة أذرع وعرضه أربع أذرع. وكان هذا الأمر معروفًا في أيام موسى النبي، وعندما هزم موسى عوج ملك باشان وقضى على قومه (عد 21: 33 - 35، تث 1: 4، 3: 3، 29: 7، يش 2: 10) واستولى على ستين مدينة من مدن عوج (تث 3: 4، يش 9: 10، 13: 12، 30) كتب أن سرير عوج العملاق في ربَّة عمون، وقد كتب ما كان معلومًا للجميع حينذاك ليُظهر عظمة الانتصار الذي أعطاه الله لشعبه.

 

3- نحن مع الدكتور محمد حجازي السقا أن السرير كان موجودًا في زمن الكاتب، أي في زمن موسى النبي، ولكن لا نوافقه أن السرير كان بحوزة بني إسرائيل، فهذا لا يوجد أي دليل كتابي عليه، إنما كان السرير بحوزة بني عمون وهذا ما أشار إليه موسى النبي بسؤال تأكيدي " هوذا سريره سرير من حديد. أليس هو في ربَّة بني عمون؟" (تث 3: 11) ولم يصرح موسى لا من قريب ولا من بعيد أن السرير كان بحوزة بني إسرائيل.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) نقد التوراة والأناجيل الأربعة بين انقطاع السند وتناقض المتن ص 75.

(2) نقد التوراة ص 95، 96.

(3) دائرة المعارف الكتابية جـ5 ص 333.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/849.html

تقصير الرابط:
tak.la/rj89xwb