St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

763- كيف يأمر الله موسى النبي بإحصاء الشعب (عد 1: 2) بينما يغضب عندما يحصي داود النبي الشعب؟

 

ج: 1- عندما أمر الله موسى بإحصاء الشعب قائلًا " أحصوا كل جماعة بني إسرائيل بعشائرهم وبيوت آبائهم بعدد الأسماء كل ذكر برأسه" (عد 1: 2) كان يريد أن يشعر الشعب، أنهم خرجوا من سطوة ومملكة فرعون، وأنهم دخلوا في ملكية الله، فالله هو ملكهم الذي أخرجهم من عبودية فرعون إلى حرية مجد أولاد الله. لقد مَلك عليهم لا ليتسلط عليهم أو يتباهي بهم، إنما ليقوتهم ويعولهم ويخدمهم، وأمر بإحصائهم لكيما يشعر كل فرد فيهم باهتمام الله به، ولكيما يشعروا بتحقُّق الوعد الإلهي الذي قطعه الله مع أبيهم إبراهيم منذ نحو أربعمائة سنة عندما قال " وأجعل نسلك كتراب الأرض" (تك 13: 16).. " أباركك مباركة وأُكثر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. ويرث نسلك باب أعدائه" (تك 22: 17) كما أراد الله أن يشعر الشعب بأن الله " ليس إله تشويش بل إله سلام" (1 كو 14: 33) لذلك أمر بعمل إحصاء، وحدَّد لكل سبط موقعه بالنسبة لخيمة الاجتماع التي تقع في مركز المعسكر الضخم، الذي ربما لم يشهد العالم معسكرًا مثله، فكانت الخيمة بمثابة القصر الملكي الذي يتجلى فيه الله الملك شاملًا كل أولاده بمحبته ورعايته. ونفذ موسى وهرون هذا الإحصاء بحسب الرغبة والحكمة الإلهية.

أما داود النبي فعندما أمر بإحصاء الشعب، فأنه فعل هذا لكيما يرضي كبرياءه " فأعلم عدد الشعب" (2 صم 24: 2) وليشن حروبًا لا ضرورة لها لم يوصه الرب بها، وهذا ما أدركه يوآب " فقال يوآب للملك ليزد الرب إلهك الشعب أمثالهم مئة ضعف وعينًا سيدي الملك ناظرتان. ولكن لماذا يسرُّ سيدي الملك بهذا الأمر؟" (2 صم 24: 3) وعوضًا أن يجيب الملك يوآب: لماذا يفعل هذا؟ أصر على رأيه، وأراد أن يحقق رغبته " فاشتد كلام الملك على يوآب وعلى رؤساء الجيش" (2 صم 24: 4).

 

St-Takla.org Image: Moses numbers the people (Numbers 1:19), by Philippoteau - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى يحصي الشعب (العدد 1: 19)، للفنان فيليبوتو - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

St-Takla.org Image: Moses numbers the people (Numbers 1:19), by Philippoteau - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى يحصي الشعب (العدد 1: 19)، للفنان فيليبوتو - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

2- يقول أ. أ. مَكراي A. A. Mac-Rae " لقد وُبخ داود وعوقب عقابًا صارمًا لأنه عمل إحصاء (2 صم 24، 1 أي 21) ويبدو لأول وهلة أن هذا يناقض ما جاء في إصحاحنا هذا، ولاسيما عندما نلاحظ أن إحصاء داود كان الهدف منه عسكريًا، كما يذكر هنا (قارن 2 صم 24: 9) على أنه في الحقيقة يتضح أن الهدفين النهائيين للإحصاء ربما كانا يختلفان كل الاختلاف. ففي سفر العدد الإصحاح الأول أمر الله بجمع كل مصادر الشعب لتنفيذ أوامره. أما في الإحصاء الأخير فقد أراد داود أن يحدد كل مصادره ويوجهها للقيام بحروب هجومية، بعد أن تم غرض الله في تحرير شعبه. وقد أراد أن يشبع كبرياءه بإظهار مقدار عظمة قوته، وبهذا يجرب أن يستخدمها أكثر في عزر لا مبرر له. والفرق بين الموقفين أحيانًا يصعب تحديده بالضبط. والخلاصة أن الله يأمر بامتحان دقيق لمصادرنا، واستخدامها بقوة فعالة، لأغراضه البارة، لكنه يمنعنا من أن نرصد ما نملك، لاستخدامه في أغراضنا الذاتية وكبريائنا الخاطئة"(1).

 

3- يقول الخادم الباحث رمزي زكي بالإسكندرية " في أمر الرب لموسى أراد الله أن يقوم الشعب بعملية التعداد ليدركوا أهمية عملهم، كما أراد موسى أن يعرف عدد الرجال الصالحين للحرب، فكان هذا التعداد لإعداد الجيش للاستيلاء على أرض الموعد (عد 26: 2). أما في عهد داود فقد أصبحت البلاد في سلام ولم تكن ثمة حاجة للتعداد، وكانت خطية داود أنه أحصى الشعب ليفتخر بحجم أمته وقوتها ودفاعها، فوضع اتكاله على عدد جيشه وليس على قدرة الله. كانت خطيئة داود الكبرياء، وأدرك يوآب نفسه أن هذا التعداد خطأ ولكن داود لم يستجب لنصيحته"(2).

 

4- يقول الإكليريكي عزت عبده إبراهيم - إكليريكية طنطا " ربما أن الله أراد أن يعلن لأولاد إبراهيم أنهم يجنون ثمار إيمان وطاعة أبيهم، فتحقَّقت فيهم وعود الله، كما أن هذا دليل على أن عدد القديسين مُحصى أمام الله، وأيضًا أمر الله بهذا الإحصاء ليفصل بين الرجل الأصيل والغريب، وعندما يرى الشعب أنهم صاروا أكثر من مليوني شخص بعد أن كانوا سبعين نفسًا نزلوا إلى مصر يشعرون ببركة الله ونعمته، فلا يخشون الحروب القادمة"(3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) مركز المطبوعات الدولية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 338.

(2) من أبحاث النقد الكتابي.

(3) من أبحاث النقد الكتابي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/763.html

تقصير الرابط:
tak.la/v64d88g