St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

675- لماذا طلب الله أن يكون المذبح من تراب أو حجارة غير منحوتة؟ وكيف يحرص على ستر العورة "ولا تصعد بدرج إلى مذبحي كيلا تنكشف عورتك عليه" (خر 20: 26) ثم يعود قائلًا "أكشفي نقابك شمري الذيل. أكشفي الساق" (أش 47: 2)؟

 

ج: طلب الله البساطة في العبادة لذلك أوصى بأن يصنع المذبح من التراب، ومن الحجارة غير المنحوتة، فإن الله يطلب الجوهر " الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 24) ولذلك طلب إقامة المذبح من تراب الأرض أو الحجارة الخشنة (الغشيمة) لأن ذلك لا يحتاج إلى مجهود ووقت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكن لماذا منع الله نحت الأحجار واستخدام الأزميل؟ لقد منع الله هذا قائلًا " إذا رفعت عليها أزميلك تدنسها" (خر 20: 25) لئلا يرجع الشعب بقلبه إلى منحوتات مصر، ويفعل كما فعل المصريون من تماثيل وأصنام عبدوها وقدموا لها ذبائحهم وتقدماتهم.

 

St-Takla.org Image: "And the fire on the altar shall be kept burning on it; it shall not be put out. And the priest shall burn wood on it every morning, and lay the burnt offering in order on it; and he shall burn on it the fat of the peace offerings. A fire shall always be burning on the altar; it shall never go out." (Leviticus 6: 12-13) - Unknown illustrator. صورة في موقع الأنبا تكلا: "والنار على المذبح تتقد عليه. لا تطفأ. ويشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح، ويرتب عليها المحرقة، ويوقد عليها شحم ذبائح السلامة. نار دائمة تتقد على المذبح. لا تطفأ" (اللاويين 6: 12-13) - لفنان غير معروف.

St-Takla.org Image: "And the fire on the altar shall be kept burning on it; it shall not be put out. And the priest shall burn wood on it every morning, and lay the burnt offering in order on it; and he shall burn on it the fat of the peace offerings. A fire shall always be burning on the altar; it shall never go out." (Leviticus 6: 12-13) - Unknown illustrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "والنار على المذبح تتقد عليه. لا تطفأ. ويشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح، ويرتب عليها المحرقة، ويوقد عليها شحم ذبائح السلامة. نار دائمة تتقد على المذبح. لا تطفأ" (اللاويين 6: 12-13) - لفنان غير معروف.

2- الله لا يحب أن تنكشف عورة الإنسان، فالعري أو الإحساس بالعري كان نتيجة من نتائج الخطية، فالخطية هي التي تعري الإنسان وتفضحه، وعندما سكر نوح تعرى، ولهذا أوصى الله الكاهن أن لا يصعد على المذبح بدرج لئلا تنكشف عورته. أما ما جاء من قول الرب في سفر إشعياء فهو عبارة عن نبوءة عن بابل التي قامت بسبي شعب الله لمدة سبعين عامًا، وقد هدم ملكها نبوخذ نصر هيكل أورشليم، فحق عليها العقاب الإلهي، وهذا ما تنبأ به إشعياء النبي قائلًا " أنزلي وأجلسي على التراب أيتها العذراء ابنة بابل أجلسي على الأرض. بلا كرسي يا ابنة الكلدانيين لأنك لا تعودين تُدعين ناعمة ومترفهة. خذي الرحى واطحني دقيقًا. أكشفي نقابك شمري الذيل أكشفي الساق. أعبري الأنهار. تنكشف عورتك وتُرى معاريك" (أش 47: 1-3) فالوحي هنا يصف كيف سيكون حال بنات بابل المرفهات عندما يخدمن كإماء يطحن بالرحى وهنَّ جالسات على الأرض، ويكشفن عن سيقانهن ليس كنوع من الإغراء ولكن لكيما يدرن الرحى وهنَّ جالسات على الأرض يعانين من المذلة والهوان، وقوله " تنكشف عورتك " قول مجازي المقصود به تنكشف عيوبك وأخطاءك أمام الجميع.

 

3- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مارمينا العامر " المذكور في (خر 20: 26) يخص الاحتشام ومظهر الوقار في بيت الرب، أي لا صلة له بما ورد في سفر إشعياء. أما ما ورد في سفر إشعياء {يصلع السيد هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهنَّ} (أش 3: 17) فهو تعبير عما سيلحق بنات صهيون والشعب الإسرائيلي من هوان وتحقير بسبب خلاعتهن وتكبرهن والاهتمام بالزينة الخارجية والتشامخ (أش 3: 16 - 22) وقد حدث ذلك بالسبي (2 أخ 36: 5 - 21) وما ورد في (أش 47: 2، 3) هو تعبير عما سيحل على " ابنة الكلدانيين " من عار وانحطاط، بسبب أنك " تدعين سيدة الممالك" (أش 47: 5) أي الكبرياء"(1).

 

4- يقول القمص تادرس يعقوب " يقدم لنا النبي بعض ملامح الخلاعة التي أتسمت بها بنات صهيون:

أ - التشامخ: "وقال الرب من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق.." (أش 3: 16) لقد سيطر الكبرياء عليهن فصرن متشامخات... {قبل الكسر الكبرياء. وقبل السقوط تشامخ الروح..} (أم 16: 18، 19).

ب- الغمز بالعيون (أش 3: 6): انشغلن باصطياد قلوب الرجال وأسرها كثمرة طبيعية لفراغ القلب الداخلي، فنصبن بعيونهن شباكًا للموت، إذ يقول الحكيم {فوجدت أمرَّ من الموت المرأة التي هي شباك وقلبها أشراك ويداها قيود. الصالح قدام الله ينجو منها} (جا 7: 26) وجاءت كلمة " غامزات " في الأصل بمعنى يجملن عيونهن بمسحوق أسود، إذ كان الشرقيون مغرمين بالعيون الواسعة المُحاطة بدائرة سوداء.

جـ- الخلاعة في المشي: {خاطرات في مشيهن. يخشخشن بأرجلهن} (أش 3: 16) دلالة على فساد القلب الداخلي. يمشين في عجب وخيلاء ويضعن " خلاخيل " في أرجلهن أو أجراسًا في أحذيتهن للفت النظر إليهن.

ماذا يفعل الرب بهؤلاء البنات المتعجرفات السالكات في لهو وترف؟

أ - {يُصلّع الرب هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهن} (أش 3: 17) الصلع أو القرعة بالنسبة للفتاة علامة القبح الشديد، فقد وهب الله المرأة الشعر تاج مجد لها... هذه هي حالة النفس البشرية الساقطة بالكبرياء، إذ تفقد عطايا الله لها، وينفضح فساد طبيعتها فتصير بلا جمال ولا قوة ولا كرامة...

ب- انتزاع كل مظاهر الغنى والزينة... هكذا ينزع عنها الزينة الخارجية والملابس الداخلية لتصير في عرى وقبح... لعلها ترجع إلى الله... هنا يشير إلى ما يحل ببنات صهيون خلال السبي"(2).

 

5- تقول الإكليريكية مها ميشيل غالي - إكليريكية طنطا " ظن البعض أن هناك تناقض بين ما جاء في (خر 20: 26)، (أش 47: 2)، ووجد البعض فيما تصوروه أنه تناقض أرضية خصبة لنقد الكتاب المقدَّس، والحقيقة أن الرب يطلب ستر العورات كما هو واضح في (خر 20: 26) والسروال الذي يستر عورة الكاهن يشير إلى ضرورة احتشام الكاهن في كل تصرفاته وكلماته. أما عن تعرية الرب العورات فقد جاء تارة على بنات صهيون (أش 3: 17) وتارة على ابنة الكلدانيين (أش 47: 2) فذلك بسبب كبريائهن وفساد حياتهن الداخلية"(3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) من إجابات أسئلة سفر الخروج.

(2) تفسير سفر إشعياء ص 76، 77.

(3) من أبحاث النقد الكتابي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/675.html

تقصير الرابط:
tak.la/jkg39vn