St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

651- هل عماليق هو حفيد عيسو الذي أحنى الزمن كاهله (خر 17: 8)؟ وما ذنب عماليق ليتحداه الرب من دورٍ إلى دورٍ (خر 17: 16)؟ وعندما قال "أن اليد على كرسي الرب" فأي يد يقصد؟

 

يقول ليوتاكسل " عماليق هو حفيد عيسو... ولكن كيف بقى هذا الرجل على قيد الحياة ذلك الزمن كله..؟ لم يجد المؤلّف المقدس ما يثير الدهشة في بقاء عماليق على قيد الحياة أكثر من أربع مائة عام... إن عماليق قد بلغ الأربعمائة عام من عمره عندما هاجم اليهود في سيناء، ولم يهتم الروح القدس بعبء تلك السنوات على كاهل عماليق، فروى لنا عن مغامراته العسكرية بكل هدوء وراحة ضمير"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- جاء في سفر التكوين أن عماليق حفيد عيسو " وكانت تِمنْاع سرية لأليفاز بن عيسو فولدت لأليفاز عماليق" (تك 36: 12) فهذا مجرد شخص، وبعد مئات السنين صار نسل هذا الشخص قبيلة ضخمة تسمت بنفس اسم الجد " عماليق". إذًا المقصود بقول سفر الخروج " أتى عماليق وحارب إسرائيل" (خر 17: 8) هو شعب عماليق وليس مجرد شخص أحنى الزمن كاهله، وبالفعل لو كان المهاجم شخص عجوز أحنى عليه الزمن، فكيف يتصدى له يشوع مع رجال مختارين من إسرائيل " فقال موسى ليشوع أنتخب لنا رجالًا وأخرج حارب عماليق" (خر 17: 9)؟ ولو كان عماليق مجرد شخص فكيف تدور الحرب سجالًا طوال اليوم " إلى غروب الشمس" (خر 17: 12)؟ إن ذكر عماليق يشير بلا شك للشعب العماليقي مثلما يشير اسم إسرائيل إلى شعب بني إسرائيل.

St-Takla.org Image: Joshua fights against Amalek. Hoet. Ex. 17:8 - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909 صورة في موقع الأنبا تكلا: يشوع يحارب العماليق (الخروج 17: 8)، رسم هويت- من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

St-Takla.org Image: Joshua fights against Amalek. Hoet. Ex. 17:8 - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909

صورة في موقع الأنبا تكلا: يشوع يحارب العماليق (الخروج 17: 8)، رسم هويت- من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

وقال بلعام عن شعب عماليق " عماليق أوَّل الشعوب وأما آخرته إلى الهلاك" (عد 24: 20) لأنه شعب يتصف بالفظاظة والوحشية وعشق الحروب وسفك الدماء وسلب الغنائم، وكان هذا الشعب يتجول في أرض سيناء وبعض الأجزاء الشمالية من الجزيرة العربية وبعض الأجزاء من أرض كنعان، وفي عصر القضاة كان العمالقة يصعدون مع المديانيين ويتلفون غلة الأرض (قض 6: 3، 4) وفي زمن داود غزوا صقلغ مقر داود ورجاله في غيابهم، فأحرقوها بالنار وسبوا النساء بما فيهم زوجتي داود ولكن داود أدركهم وضربهم وخلص السبايا من أيديهم (1 صم 30)(2).

 

2- أما عن التساؤل: لماذا يتحدى الرب عماليق " للرب حرب مع عماليق من دورٍ إلى دورٍ" (خر 17: 16) فيجب أن نعي أن شعب عماليق هاجم شعب إسرائيل وهو منهك خارج لتوه من عبودية مئات السنين، بل هاجم مؤخرة الشعب التي تضم الضعفاء فقتل منهم ما يستطيع، ولم يلتفت شعب عماليق لصلة الدم التي تربطهم بإسرائيل، فهم من نسل عيسو توأم يعقوب، ولم يضعوا اعتبارًا لما سمعوه عن عجائب الله التي صنعها مع شعبه، وكأنهم يتحدون إله إسرائيل ذاته، مما أثار استياء الله، فجاء عليهم القضاء الإلهي، والذي أكده الله في سفر التثنية عندما قال " أذكر ما فعله بك عماليق في الطريق عند خروجك من مصر. كيف لاقاك في الطريق وقطع من مؤخرتك كل المستضعفين وراءك وأنت كليل ومتعب ولم يخف الله. فمتى أراحك الرب من جميع أعدائك... تمحو ذكر عماليق من تحت السماء. لا تنسى" (تث 25: 17-19) وفي عهد شاول كلم الله صموئيل النبي " هكذا يقول رب الجنود. إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر. فالآن أذهب وأضرب عماليق وحرّموا كل ماله" (1 صم 15: 2، 3).

 

3- يقول "رولنسن" عن شعب عماليق " تقول وماذا كان ذنبهم الشنيع حتى يحل بهم هذا القصاص المريع. نقول أنهم بعد أن عرفوا وأبصروا آيات الله ومعجزاته الباهرة التي تبرهن على أن إسرائيل شعب الله الخاص، زادوا الطينة بلة والشر فظاظة بهجومهم على الضعفاء فيهم والمتعبين منه لإبادتهم فصدر الحكم عليهم أن يقاطعهم إسرائيل ولا يدخل في معاهدة معهم ويحسبهم أعداء ألداء مقضي عليهم بالفناء وكان ذلك لأنهم أول شعب أظهر لهم العدوان وليكونوا عبرة بالغة لغيرهم من الأمم حتى لا يجسر أحد أن يرفع وجهًا أمام شعب الله المختار"(3).

 

4- ما جاء بخصوص اليد في النص " أن اليد على كرسي الرب. للرب حرب مع عماليق من دورٍ إلى دورٍ" (خر 17: 6) فإن لها تفسيران:

الأول: أن اليد يد موسى، ومعنى قوله اليد على كرسي الرب، أي أن موسى النبي أقسم بالرب أو التجأ إلى الرب، كقول إبراهيم لملك سدوم " رفعت يدي إلى الرب" (تك 14: 22).

الثاني: أن اليد يد عماليق الذي أساء لله عندما حارب شعبه بلا مبرر، وكأن عماليق قد مدَّ يده ضد كرسي الرب، ولهذا أعلن الرب الحرب عليه من دورٍ إلى دورٍ(4). وجاء في كتاب السنن القويم " أن اليد على كرسي الرب أي أن يد عماليق وُضعت على عرش الله أي أنهم حاربوا الله بمحاربتهم شعبه، ولذلك كان للرب حرب معهم"(5).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التوراة هل كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 181.

(2) راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 311 - 313.

(3) الغوامض المتعلقة بالمبادئ العمومية الأدبية الواردة في العهدين القديم والجديد ص 26.

(4) راجع الأرشيدياكون نجيب جرجس - تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الخروج ص 197.

(5) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 1 ص 394.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/651.html

تقصير الرابط:
tak.la/xdzjpk9