St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

529- هل كان يهوذا يعرف أن المرأة التي زنى معها هي ثامار كنته؟ | هل كاتب قصة يهوذا وثامار أخطأ في تطبيق الشريعة، لأن الزانية التي تُحرق هي ابنة الكاهن فقط متى أخطأت "وإذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست أباها. بالنار تُحرق" (لا 21: 9)؟ أليس هذا دليلًا على أن التوراة قد كتبت بعد موسى بزمن؟

 

St-Takla.org Image: Judah giveth his signet, bracelets & staff in pledge to Tamar: "And she put her widow's garments off from her, and covered her with a vail, and wrapped herself, and sat in an open place, which is by the way to Timnath; for she saw that Shelah was grown, and she was not given unto him to wife. When Judah saw her, he thought her to be an harlot; because she had covered her face. And he turned unto her by the way, and said, Go to, I pray thee, let me come in unto thee; (for he knew not that she was his daughter in law.) And she said, What wilt thou give me, that thou mayest come in unto me? And he said, I will send thee a kid from the flock. And she said, Wilt thou give me a pledge, till thou send it? And he said, What pledge shall I give thee? And she said, Thy signet, and thy bracelets, and thy staff that is in thine hand. And he gave it her, and came in unto her, and she conceived by him. (Genesis 38:14-18) - from "Figures de la Bible" book, 1728 صورة في موقع الأنبا تكلا: يهوذا يعطي خاتمه وعصابته وعصاه إلى ثامار: "فخلعت عنها ثياب ترملها، وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة، لأنها رأت أن شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة. فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها. فمال إليها على الطريق وقال: «هاتي أدخل عليك». لأنه لم يعلم أنها كنته. فقالت: «ماذا تعطيني لكي تدخل علي؟» فقال: «إني أرسل جدي معزى من الغنم». فقالت: «هل تعطيني رهنا حتى ترسله؟». فقال: «ما الرهن الذي أعطيك؟» فقالت: «خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك». فأعطاها ودخل عليها، فحبلت منه" (تك 38: 14-18) - من كتاب "صور كتابية"، 1728

St-Takla.org Image: Judah giveth his signet, bracelets & staff in pledge to Tamar: "And she put her widow's garments off from her, and covered her with a vail, and wrapped herself, and sat in an open place, which is by the way to Timnath; for she saw that Shelah was grown, and she was not given unto him to wife. When Judah saw her, he thought her to be an harlot; because she had covered her face. And he turned unto her by the way, and said, Go to, I pray thee, let me come in unto thee; (for he knew not that she was his daughter in law.) And she said, What wilt thou give me, that thou mayest come in unto me? And he said, I will send thee a kid from the flock. And she said, Wilt thou give me a pledge, till thou send it? And he said, What pledge shall I give thee? And she said, Thy signet, and thy bracelets, and thy staff that is in thine hand. And he gave it her, and came in unto her, and she conceived by him. (Genesis 38:14-18) - from "Figures de la Bible" book, 1728

صورة في موقع الأنبا تكلا: يهوذا يعطي خاتمه وعصابته وعصاه إلى ثامار: "فخلعت عنها ثياب ترملها، وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة، لأنها رأت أن شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة. فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها. فمال إليها على الطريق وقال: «هاتي أدخل عليك». لأنه لم يعلم أنها كنته. فقالت: «ماذا تعطيني لكي تدخل علي؟» فقال: «إني أرسل جدي معزى من الغنم». فقالت: «هل تعطيني رهنا حتى ترسله؟». فقال: «ما الرهن الذي أعطيك؟» فقالت: «خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك». فأعطاها ودخل عليها، فحبلت منه" (تك 38: 14-18) - من كتاب "صور كتابية"، 1728

س529: س أ - كل كان يهوذا يعرف أن المرأة التي زنى معها هي ثامار كنته؟

يقول جوناثان كيرتش " وبإمكاننا أن نتخيل أن يهوذا، عمليًا، عرف ثامار من وراء الخمار، باعتباره كان دائم التشوق لها، حتى منذ كانت زوجة ابنه... ولا يستبعد أن يكون التنكر... لا يعدو أن يكون لعبة لعبها كل منهما بعد وضع الترتيبات، أو بموافقة ضمنية... وإذا كان الأمر كذلك، فإن بالإمكان قراءة قصة يهوذا وثامار ليس كرواية معللة، بل كقصة حب جنسي انزلقت بطريقة ما إلى صفحات التوراة"(1).

ويقول أحمد ديدات كيف يمارس يهوذا الجنس مع ثامار ولم يتعرَّف عليها. إن الهدف من هذه القصة هو تبرير الزنا مع إجازة عدم تطبيق حد الزنى، بل أن قصة المرأة الخاطئة، وقول السيد المسيح " من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر " هي من ابتكار إنجيل يوحنا الأفسسي دون سائر الأناجيل لتبرير الزنا وعدم رجم الزانية(2).

 

ج: احتمال أن يكون هناك اتفاق ضمني بين يهوذا وكنته ثامار، أو أن يهوذا تعرَّف عليها أثناء ممارسة الفعل، احتمال غير وارد للأسباب الآتية:

1) كُتب الكتاب المقدَّس بوحي من الروح القدَّس الكاشف خفايا وخبايا القلوب والكلى، فلو كان يهوذا يعلم أن هذه المرأة التي زنا معها هي ثامار كنته، لأشار الكتاب إلى هذه صراحة، ولكن الكتاب خلى تمامًا من أي إشارة لهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد.

2) لو كان هناك اتفاق بين يهوذا وكنته ثامار على السلوك الخاطئ، فما الداعي لهذه التمثيلية؟ هل خوفًا من زوجة يهوذا؟ كلاَّ. لأنها كانت قد ماتت.

3) لو علم يهوذا أنها ثامار، ما كان يتعجب عندما يعلم بأنها حامل، وما كان يغضب، وما كان يصدر قراره الصعب "أخرجوها لتُحرق".. ثم تراجعه واعترافه بخطيته، وقد برأ ساحتها أمام الجميع قائلًا " هي أبرُّ مني" (تك 38: 26).

4) لو كان يهوذا يعلم أنها ثامار، ما كان ترك لها خاتمه وعصابته وعصاه أدلة الاتهام الدامغة على هذه الجريمة.

5) لو كان هناك قصة حب جنسي بين يهوذا وثامار لتعددت اللقاءات ولكن الكتاب يقول "فلم يعد يعرفها أيضًا" (تك 38: 26).

6) عندما ذكر سفر التكوين القصة لم يبرر يهوذا، حتى نقول أن الهدف هو تبرير الزنا وعدم تطبيق حد الزنى كقول ديدات، بل أن الوحي الإلهي قصد أن يسوق هذه القصة في طيات قصة يوسف ليرى الجميع ويحكمون.

ونقول لديدات أن هناك قصصًا وأحداثًا لم يذكرها سوى إنجيل واحد، ولا يوجد مجال على الإطلاق للتشكيك فيها، لأن " كل الكتاب هو مُوحى به من الله" (2 تي 3: 16) وكل ما انفرد به إنجيل يوحنا مثل هذه القصة وقصة المرأة السامرية وغيرهما كان معروفًا ومتداولًا لدى الكنيسة الأولى، وأيضًا سياق القصة يدعو لتصديقها فقد أمسكوا بهذه السيدة وهي في ذات الفعل، وساقها الكتبة والفريسيون أمام يسوع، وقالوا له أن موسى النبي أوصانا أن نرجمها " فماذا تقول أنت. قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض... وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها أولًا بحجر. ثم انحنى أيضًا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض. وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدًا فواحدًا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين... قال لها يسوع ولا أنا أدينك. أذهبي ولا تخطئ أيضًا" (يو 8: 5 - 11) فليس في القصة ما يدعو قط للتشكيك فيها، لأن ترأف وتحنن السيد المسيح على الخطاة واضح تمامًا في سطور الأناجيل... أليس هو الذي قال ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة؟ ألم يتهمه الفريسيون والكتبة بأنه محب للعشارين والخطاة؟ ومن جانب آخر فإنه من المعروف أن الشريعة تحكم برجم الزانية، ومن جانب ثالث أن الكتبة والفريسيون كانوا ينتهزون أية فرصة ليجربوا فيها السيد المسيح، وقصة هل تعطى الجزية لقيصر أم لا، والمرأة التي تزوجت بسبعة أخوة وغيرهما خير شاهد على هذا...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

س ب - هل كاتب قصة يهوذا وثامار أخطأ في تطبيق الشريعة، لأن الزانية التي تُحرق هي ابنة الكاهن فقط متى أخطأت "وإذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست أباها. بالنار تُحرق" (لا 21: 9)؟ أليس هذا دليلًا على أن التوراة قد كتبت بعد موسى بزمن؟(3).

 

ج: 1- الذي كتب القصة هو موسى النبي كاتب التوراة، أما تاريخ القصة فيرجع إلى ما قبل موسى بمئات السنين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فعندما قال يهوذا " أخرجوها لتُحرق" (تك 38: 24) لم يكن موسى قد استلم الشريعة الإلهية، وهل لو صدر قانون اليوم نقول لماذا لم يلتزم أجدادنا بهذا القانون مع أنه لم يكن له وجود في أيامهم؟! هل هذا يتفق مع العقل السليم والمنطق الصحيح، أم أنه مجرد هجوم بهدف الهجوم على كتاب الله الخالد؟!.

2- يقول الناقد " أليس هذا دليلًا على أن التوراة قد كتبت بعد موسى بزمن؟ " ونحن نسأله وهل بعد موسى نزل تشريع آخر يأمر بحرق الزانية؟! وإن كان هناك تشريع بهذا المعنى فأين هو؟! وفي أي سفر جاء؟!

3- يهوذا الذي حكم على ثامار بالحرق عندما عرف الحقيقة لم يعفو عنها فقط، بل أعلن براءتها أمام الجميع، بل أعلن أنها أبر منه وأفضل منه.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) ترجمة نذير جزماتي - حكايا محرَّمة في التوراة ص 159.

(2) راجع عتاد الجهاد ص 30، 31.

(3) البهريز جـ 1 س 312.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/529.html

تقصير الرابط:
tak.la/j7b43v5