St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

231- من وضع النظرية التركيبية؟ وما هو مفهومها؟ وما هي نقاط الضعف في هذه النظرية؟

 

رابعًا: النظرية التركيبية الحديثة The Modern Synthetic Theory:

St-Takla.org         Image: Microscope صورة: المجهر - الميكروسكوب

St-Takla.org Image: Microscope.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المجهر - الميكروسكوب.

ج: وضع النظرية التركيبية مجموعة من العلماء منهم:

1- " هولدين " الذي عمل أستاذ الفسيولوجي بجامعة لندن، والذي بلغ به الولع بالعلم إلى تجرع السموم ليدرس أثرها بنفسه، وقد حبس ذات مرة نفسه في غرفة محكمة لمدة 5ر14 ساعة ليختبر كيف تعرَّض رجال الغواصة تيتس Thetis التسعة والتسعين للغرق سنة 1939م.

2- سير " رونالد فيشر " R. Fisher الذي كان يشغل منصب أستاذ الوراثة والإحصاء البيولوجي في جامعة كمبردج.

3- " سيوال رايت " Sewall Wright الذي عمل أستاذ الوراثة بجامعة شيكاغو بأمريكا.

4- " جوليان هكسلي " Julian Huxley الذي هاجم الاعتقاد بوجود إله خالق قائلًا أنه " لم تعد هناك حاجة أو مكان لكائنات خارقة قادرة على التأثير على مسار الأحداث في نمط التفكير المؤمن بالتطوُّر"(1) وقال متهكمًا " إن إنسان التطوُّر لم يعد يلجأ زاحفًا هربًا من وحدته للبحث عن مأوى بين ذراعي أب إلهي، قد خلقه بنفسه"(2) كما هاجم فكرة الخلق التوراتية في خطابه بجامعة شيكاغو تخليدًا للذكرى المئوية لنظرية التطوُّر لداروين فقال " إن الأرض لم تُخلق. لقد تطوَّرت، وهكذا حدث بالنسبة لجميع الحيوانات والنباتات التي تسكنها، بما فيها ذواتنا البشرية وعقولنا ونفوسنا، وكذلك أمخاخنا وأجسامنا"(3).

5- " جورج جايلورد سمبسون " Simpson عالِم الحفريات وآخرون.

وفي سنة 1947م التقى علماء التطوُّر في اجتماع نظمته " الجمعية الجيولوجية الأمريكية " وحاول علماء الوراثة منهم مثل " ليديارد ستيبنس" و"ثيودوسياس دوبزهانسكي " مع علماء الحيوان مثل " أرنست ماير" و"جوليان هاكسلي " مع علماء الحفريات مثل " جورج غايلورد سمبسون" و"غلين جبسن " مع علماء الوراثة الرياضية مثل " رونالد فيشر" و"سيول رايت " في التوصل إلى حل هذه الأزمة التي لحقت بنظرية التطوُّر الداروينية، فأضافوا فكرة الطفرة إلى فكرة الانتقاء الطبيعي التي افترضها داروين، وأطلقوا على النظرية الجديدة " النظرية التركيبية الحديثة للتطوُّر التركيبي " The Modern Synthetic Theory وبعد وقت قصير أطلقوا عليها " الداروينية الجديدة " وهي تعتمد أساسًا على حدوث التطوُّر بواسطة الطفرة والانتقاء الطبيعي معًا، فالطفرات العشوائية تحدث في التركيب الجيني، والانتقاء الطبيعي ينتقي السمات (الصفات) الناتجة عن الطفرات، ويمكن تلخيص هذه النظرية في الآتي:

1- يعتمد التطوُّر أساسًا على تغيُّرات في درجة تردد " الجينات " أو حاملات صفات الوراثة.

2- يتحكم الانتخاب الطبيعي في توجيه هذا التطوُّر.

3- إن الطفرات من شأنها أن توفر " المادة الخام " للتطور لكنها لا تتحكم في توجيه العملية نفسها.

 

ويمكن بلورة هذه النظرية في عبارة واحدة وهي أن " التطوُّر العضوي تفاعل مُعقَّد لعمليات مختلفة"(4) وإن كان لهذه النظرية روادها من العلماء في شتى أنحاء العالم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لكنهم لا يتفقون اتفاقًا تامًا في جميع آرائهم، ومع الأيام تطوَّرت هذه النظرية، وعلَّلت سبب ظهور الأنواع الجديدة ليس على مستوى الأفراد، بل على مستوى الجماعات، فنادت بالوراثة في الجماعات Population Genetics، والجماعة تمثل مجموعة من الأفراد الذين ينتمون لنوع معين من الأحياء، ويعيشون في موقع بيئي معين، ويتزاوجون فيما بينهم بدون أدنى قيد أو شرط، فتصبح الجينات الموجودة في جميع الأفراد مجمعًا عامًا للجينات Gene Pool وقال هاردي Hardy وواينبرج Weinberg أن هناك ميلًا إلى بقاء معدل انتشار أي جين ثابتًا من جيل إلى جيل، فهناك ميلًا نحو حالة " اتزان وراثي في الجماعة"، وهناك شروط يلزم توفرها للحفاظ على هذا الاتزان والثبات وهي:

1- أن يكون حجم الجماعة كبيرًا حتى تتحقق قوانين الاحتمال الرياضي. أما لو كانت الجماعة صغيرة فإنه من المحتمل أن يكون نسلها مصادفة من طراز واحد دون بقية الطُرازات الأخرى.

2- أن يتم التزاوج بين أفراد هذه الجماعة الكبيرة عشوائيًا، بدون تدخل لاختيار الأفراد المتزاوجة.

3- ألاَّ تختلط الجماعة بجماعات أخرى، فلا يهاجر منها أو إليها أفراد من جماعات أخرى قد يكون لهم جينات مختلفة.

4- ألاَّ تحدث طفرات في هذه الجماعة، وإلاَّ تعرضت الجماعة إلى ما يُعرف بالانجراف الوراثي Genetic Drift أي اختلاف الاتزان الوراثي.

 

أما نقاط الضعف في هذه النظرية فيسوقها " هارون يحيى " قائلًا إنه " كان معروفًا من قبل أن الطفرات (أو المصادفات) التي حدثت في جينات الكائنات الحيَّة كانت تلحق بها الضرر دائمًا، لكن الدارونيّين الجدد حاولوا أن يقدموا برهانًا على وجود طفرة مفيدة من خلال القيام بآلاف التجارب على الطفرات... ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع! كما حاولوا أيضًا إثبات أن الكائنات الحيَّة الأولى قد نشأت عن طريق الصدفة وتحت ظروف أرضية بدائية وفقًا لفريضة النظرية، ولكن نفس الفشل صاحب هذه التجارب أيضًا، وكان الفشل حليف كل تجربة تسعى إلى إثبات أن الحياة يمكن أن تنشأ بالصدفة، وأثبت حساب الاحتمالات أنه لا يمكن حتى لبروتين واحد (وهو الوحدة الأساسية للحياة) أن يتكون عن طريق الصدفة. أما بالنسبة للخلية... فإنه من غير الممكن تركيبها حتى في أكثر المختبرات تطورًا في القرن العشرين. وقد مُنيت النظرية الداروينية الجديدة بالهزيمة من قِبل سجل الحفريات أيضًا إذ لم يُعثَر قط في أي بقعة في العالم على أي من الأشكال الانتقالية، التي من المفترض أن تُظهر التطوُّر التدريجي للكائنات الحيَّة من الأنواع البدائية إلى الأنواع المتقدمة حسبما تزعم نظرية الدارونيين الجدد. وفي نفس الوقت كشف التشريح المقارن أن الأنواع التي يُفترض أنها تطوَّرت بعضها من بعض تتسم - في الواقع - سمات تشريحيَّة مختلفة تمامًا أو أنها من غير الممكن أبدًا أن تكون أسلافًا أو خلفاء لبعضها البعض. ولكن الداروينية الجديدة لم تكن نظرية علمية أبدًا، بل كانت مبدأ أيديولوجيًا (إن لم تكن نوعًا من الديانة!) ولهذا السبب ظل أنصار نظرية التطوُّر يدافعون عنها على الرغم من كل الأدلة المناقضة لها"(5).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) هربرت لوكير - ترجمة ادوارد وديع عبد المسيح - كل المعجزات في الكتاب المقدَّس ص 19.

(2) هربرت لوكير - ترجمة ادوارد وديع عبد المسيح - كل المعجزات في الكتاب المقدَّس ص 19.

(3) المرجع السابق ص 19.

(4) راجع د. أنور عبد العليم - قصة التطوُّر ص 108 - 110.

(5) خديعة التطوُّر ص 34.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/231.html

تقصير الرابط:
tak.la/cqg92r2