St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1612- أين خزائن الثلج ومخازن البرد التي أبقاها الله ليوم القتال والحرب (أي 38: 22، 23)؟ وهل هناك طريقًا للصواعق (أي 38: 27)؟ وأين هو هذا الطريق؟

 

ج: 1- سأل الله أيوب: "أَدَخَلْتَ إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْجِ، أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَدِ، الَّتِي أَبْقَيْتَهَا لِوَقْتِ الضَّرِّ، لِيَوْمِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ؟" (أي 38: 22، 23).

     ويقول " القديس يوحنا الذهبي الفم": "ليس معنى هذا أنه توجد مخازن، لكنه يُظهِر أن هذه العناصر هي تحت تصرفه عندما يريدها كما لو كان يسحبها من مخازنه... أنت تفهم أنه يريد أن يبرهن على ملائمتها (للاستخدام)، إذ أن هذا يحدث في حينه الحسن وليس اعتباطًا"(1).

     والله يستخدم البَرَد لعقاب الأشرار، ففي الضربة السابعة لفرعون وشعبه: "فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ نَحْوَ السَّمَاءِ... فَضَرَبَ الْبَرَدُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ جَمِيعَ مَا فِي الْحَقْلِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَضَرَبَ الْبَرَدُ جَمِيعَ عُشْبِ الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ شَجَرِ الْحَقْلِ" (خر 9: 23-25)، وعندما اجتمع ملوك الجنوب وأرادوا الانتقام من الجبعونيين لأنهم قطعوا عهدًا مع إسرائيل، أسرع يشوع لنجدتهم متمسكًا بالوعد الإلهي بالنصرة عليهم (يش 10: 8)، " وَبَيْنَمَا هُمْ هَارِبُونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ... وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ" (يش 10: 11)، وتَرنَّم داود بهذا بعد مئات السنين قائلًا: "أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ، بَرَدًا وَجَمْرَ نَارٍ" (مز 18: 13)، وجاء في سفر إشعياء: "وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلاَلَ صَوْتِهِ، وَيُرِي نُزُولَ ذِرَاعِهِ بِهَيَجَانِ غَضَبٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ، نَوْءٍ وَسَيْل وَحِجَارَةِ بَرَدٍ" (إش 30: 30، وراجع أيضًا حز 13: 11، 13)، وعندما يسكب الملاك السابع جام غضب الله على الأرض " وَبَرَدٌ عَظِيمٌ، نَحْوُ ثِقَلِ وَزْنَةٍ، نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى النَّاسِ. فَجَدَّفَ النَّاسُ عَلَى اللهِ مِنْ ضَرْبَةِ الْبَرَد،ِ لأَنَّ ضَرْبَتَهُ عَظِيمَةٌ جِدًّا" (رؤ 16: 21)، ويقول "ى. س. ب. هيفينور": "حتى الأشياء الشائعة كالثلج والبَرَد -مدفعية السماء- والريح والمطر والبرق والصقيع والجليد كلها أسرار أعظم من أن يكشفها أيوب"(2).

     كما إننا لا ننسى خزائن الثلج في القطبين الشمالي والجنوبي، ولم يكن أيوب يدري عنهما شيئًا، أمَّا الآن فأعين العلماء تراقب الموضوع جيدًا بأحدث الأجهزة لأن ذوبان ذاك الثلج سيكون الضربة القاضية لكوكب الأرض، وهنا يعلن الله لأيوب أن كل قوى الطبيعة تحت أمره، يطلقها أو يمسكها حسبما شاء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وإن كان أيوب لا يُدرِك تلك الأمور المنظورة فكيف يُدرِك الحكمة الإلهيَّة؟!!

 

2- يقول "القمص تادرس يعقوب": "حينما يسقط الثلج في البلاد الباردة يدهش الإنسان من الكميات التي لا حصر لها التي تسقط في بلاد بأكملها، فيبدو كأن السماء قد امتلأت مخازنها بالثلج والبَرَد. يلمس سكان المناطق التي تتعرض للثلوج عناية الله بهم، ويرون في الثلوج كنوزًا ثمينة. فهي تحفظ للأرض دفئها فلا تنزل حرارتها إلى ما قبل الصفر بدرجات كبيرة، كما يعطي الثلج خصوبة للأرض. لهذا بعد فترة الثلج مباشرة نجد النباتات في المنطقة التي كانت مغطاة بالثلج تنمو بسرعة عجيبة.

يستخدم الرب الثلج والبَرَد لتحقيق أغراضه كحفظ مؤمنيه من غارات الأشرار، فيُسقط عليهم الثلج والبَرَد في يوم القتال كما حدث وقت الطوفان وانصبت المياه من هذه المخازن لتغرق العالم الشرير، وكما رمى على الكنعانيين حجارة عظيمة من السماء (يش 10: 11)"(3).

 

3- سأل الله أيوب: "مَنْ فَرَّعَ قَنَوَاتٍ لِلْهَطْلِ، وَطَرِيقًا لِلصَّوَاعِقِ" (أي 38: 25).

وفي "الترجمة السبعينية": "من أعدَّ أخاديد لسيول الأمطار وطريقًا للعواصف".

وفي " الترجمة اليسوعية": "من شَقَّ قناةً لوابلِ المَطَر وطريقًا لقصفِ الرَّعد".

وفي " ترجمة كتاب الحياة": "من حَفرَ قَنَواتٍ لسيُول المَطَر وممرًا للصواعق".

وفي " الترجمة العربية المشتركة": "من شَقَّ المجاري لسقوط الأمطار وطريقًا للصَّواعق القاصِفةِ".

وفي قصيدة الحكمة سبق أيوب وقال عن الله: "لَمَّا جَعَلَ لِلْمَطَرِ فَرِيضَةً، وَمَذْهَبًا لِلصَّوَاعِقِ" (أي 28: 26).

فعندما تنهمر الأمطار مدرارًا وربما في أماكن لا يعيش فيها إنسان يظن الإنسان أنها تنهمر بطريقة عشوائية بلا ضابط ولا رابط، ولكن الحقيقة أن الله هو ضابط كل شيء، فهو المهتم بحيوانات الحقل ووحوش البرية وحتى الحشرات، وهو الذي يحدد للمطر مجراه، لكيما تنبت الأرض وتكون هناك حياة، وأيضًا الصواعق التي تنحدر على الأرض هي داخل دائرة الضبط الإلهي، فالأمور لا تجري اعتباطًا، بل الرب هو الذي حدد لهذه الصواعق الأماكن التي تضربها، فهو: "الصَّانِعُ بُرُوقًا لِلْمَطَرِ" (مز 135: 7)، وقد سبق الحديث عن البروق والرعود فيُرجى الرجوع إلى س 1600.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) سفر أيوب - إصدار مكتبة المحبة ص 202.

(2) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ3 ص 60.

(3) تفسير سفر أيوب جـ4 ص 1295.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1612.html

تقصير الرابط:
tak.la/gc7nhwh