St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1608- هل الكواكب الصماء بشر يسبِّح ويُرنِّم (أي 38: 7)؟

 

ج: 1- قال الله لأيوب: "عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ" (أي 38: 7)، والمقصود بكواكب الصبح الملائكة الذين ابتهجوا بعمل الله في تأسيس الأرض، من أجل خلقة الإنسان، وتغنوا بمجد الخالق، وجاء في بداية السفر: "وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ" (أي 1: 6). وبنو الله العلي كما رأينا من قبل هم ملائكة الله.

     ويقول " القديس يوحنا الذهبي الفم": "عندما صنعتُ الكواكب. سبَّحتني كل ملائكتي بصوت عالي... هوذا هنا يظهر (لنا) بوضوح أن الملائكة كانت أول خلائق هذا الكون. " أنهم سبَّحوني بصوت عالي " أي أنهم أُصيبوا بدهشة عظيمة لهذا المنظر"(1).

 

2- يقول " القمص تادرس يعقوب": "يا لها من صورة رائعة حين انطلقت الطغمات السمائية المنيرة " كوكب الصبح " تهتف وتسبِّح الله عندما رأوا أساسات الأرض قد وُضعت. فمع أنها لم توضع لأجلهم، وإنما لأجل الإنسان القديم، وليس لأجلهم، بالحب حسبوا سعادة الإنسان سعادتهم، وما يُقدم لهم كأنه لهم. يشبه الله نفسه بمهندس أنشأ بيتًا عجيبًا، حيث خلق العالم، فتهلَّلت الطغمات السماوية لهذا العمل الفائق. أين كان أيوب في ذلك الحين.

في الفصل السابع من مناظرة الأب سيرينوس أوضح أن الله خلق السمائيين قبل خلقه العالم "عندما صنعت الكواكب معًا سبحتني الملائكة بصوت عالٍ" (أي 38: 7 LXX). فقد كانت الملائكة موجودة في بدء خلقة العالم تسبحه على أعمال خلقته للعالم المنظور لنا"(2).

 

3- الضوء والحرارة والألوان لهم ذبذبات وكأنها تُسبِّح الله، وجاء في تسبحة "الهوس الثالث":

"باركا الرب أيتها النار والحرارة. سبِّحاه وزيداه علوًا إلى الأبد.

  باركا الرب أيها البرد والحر. سبَّحاه وزيداه علوًا إلى الأبد.

  باركا الرب أيتها الليالي والأيام. سبِّحيه وزيديه علوًا إلى الأبد.

  باركا الرب أيها النور والظلمة. سبِّحاه وزيداه علوًا إلى الأبد".

ويقول " لويس صليب": "مَنْ ذا يجد جمال هذه الخليقة العجيبة؟ إن حواسنا المحدودة إنما تقيس حيزًا أو جانبًا من كمالاتها، لكن تضافرها الواحد مع الآخر، أعاليها وأغوارها: من يستطيع أن يسبرها؟ من يقدر أن يقول: لو كنَّا من حدة البصر أو وضاحة السمع... إذًا لاستطعنا أن نلتقط موسيقى الدوائر البعيدة؟ وإذا كان للضوء والحرارة والصوت ارتجاجات أو ذبذبات، فمن ذا الذي يقول أن اللون ليس له موسيقاه الخاص؟"(3).

كما يقول " لويس صليب " أيضًا: "عندما ترنَّمت كواكب الصبح معًا... لقد وضع العلم الحديث مدرَّجًا في الاهتزازات التي ينشأ عنها الضوء والصوت، وتختلف الاهتزازات عن بعضها، وتنشأ عنها ألوان الطيف من الأحمر حتى البنفسجي، فاهتزازات اللون الأحمر حوالي 400 ألف مليون اهتزازة في الثانية، واللون البنفسجي حوالي 480 ألف مليون في الثانية. ولكن الأذن الطبيعية في طبيعتها ليست مهيأة للتأثر بالذبذبات، لأن الذبذبات التي تؤثر على الأذن ينشأ عنها سماع الأذن للصوت، هي فقط التي تتراوح ما بين 30، 30 ألف اهتزازة في الثانية.

فالضوء يغني بصوت ولو أننا لا نسمعه، وقد سبق الكتاب العِلم في الإشارة إلى ذلك في قوله: "ترنَّمت كواكب الصبح"، فترنَّمت في الأصل العبري " أتت باهتزازات"، والمقصود حرفيًا الاهتزازات الموسيقية، كما يقول الكتاب: "تَجْعَلُ مَطَالِعَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ تَبْتَهِجُ" (مز 65: 8) وكلمة " تَبْتَهِجُ " في الأصل العبري " تأتي باهتزازات موسيقية"، وفي قوله: "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَمًا، وَلَيْلٌ إِلَى لَيْل يُبْدِي عِلْمًا. لاَ قَوْلَ وَلاَ كَلاَمَ. لاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ" (مز 19: 1-3) توصف أنوار السماء بآلة موسيقية تعزف معلنة مجد الباري!!"(4).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) سفر أيوب - إصدار مكتبة المحبة ص 198.

(2) تفسير سفر أيوب جـ4 ص 1285، 1286.

(3) تفسير سفر أيوب جـ2 ص 187.

(4) تفسير سفر أيوب جـ1 ص 25.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1608.html

تقصير الرابط:
tak.la/v4hmn4v