St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1605- لماذا قصر أليهو مصدر الذهب على الشمال (أي 37: 22)؟ وهل بقية الاتجاهات لا يوجد فيها معدن الذهب؟

 

ج: 1- قال أليهو لأيوب: "وَالآنَ لاَ يُرَى النُّورُ الْبَاهِرُ الَّذِي هُوَ فِي الْجَلَدِ، ثُمَّ تَعْبُرُ الرِّيحُ فَتُنَقِّيهِ. مِنَ الشَّمَالِ يَأْتِي ذَهَبٌ. عِنْدَ اللهِ جَلاَلٌ مُرْهِبٌ" (أي 37: 21، 22).

     وفي " ترجمة كتاب الحياة": "لا يقدِرُ أحد أن يُحدّقَ إلى النُّور عندما يكونُ مُتوهَجًا في السماءِ، بعدَ أن تكونَ الريحُ قد بدَّدتْ عنه السُحُب. يُقبِلُ من الشمال بهاء ذهبي، إن الله مُسربَل بجلالٍ مُرهبٍ".

     فنور الشمس الباهر لا يُرى وقت العاصفة، ولكن متى هدأت هذه العاصفة وتبدَّدت السُحُب تظهر أشعة الشمس الذهبية بلمعانها، فأليهو هنا لا يتحدَّث عن معدن الذهب، بل يتحدَّث بأسلوب شعري عن شعاع الشمس الذهبي في قوته عندما تنقشع السُّحب والغيوم ويصير الجو صافيًا، وفي رابعة النهار مَنْ يجرؤ أن ينظر إلى قرص الشمس الملتهب نارًا؟! ومن يقدر أن يتطلَّع إلى مصدر هذا الشعاع الذهبي..؟! إذًا المقصود بالذهب هنا وهج الشمس في قوته في يوم صافٍ، كما جاء التعبير في ترجمة كتاب الحياة "بهاء ذهبي". وكأن أليهو يعدُّ أيوب للحديث مع الله، فيقول: "أن الله مُسربَل بجلالٍ مُرهبٍ"، وهذا يشبه رؤيا حزقيال النبي: "فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِرِيحٍ عَاصِفَةٍ جَاءَتْ مِنَ الشِّمَالِ. سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ وَنَارٌ مُتَوَاصِلَةٌ وَحَوْلَهَا لَمَعَانٌ، وَمِنْ وَسْطِهَا كَمَنْظَرِ النُّحَاسِ اللاَّمِعِ مِنْ وَسْطِ النَّارِ" (حز 1: 4).

 

2- يقول " ى. س. ب. هيفينور": "لا يقدر الإنسان أن يظهر بثقة أمام إلهٍ بهاءُ مجده لا بدَّ يعميه كلية. إن النور الذي يضيء في جو صافٍ يُبهر البصر (21) وبترجمة أخرى: "والآن لا يرى (الناس) النور الباهر الذي في الجَلَد عندما تمرُّ الريح فتنقيه". أي أن الريح أزاحت الغيوم بعيدًا، فكم بالأحرى يبهر نور مجد الله بصر الإنسان؟ "ذهب" (22) واضح أن الإشارة هي إلى بهاء النور الذي يشع عندما تزيح ريح الشمال السُحب بعيدًا"(1).

 

3- يقول " القس وليم مارش: "والآن بعدما عبرت الريح ونُقيَّ الجَلَد وطُرِدَ الغيم وظهر نور الشمس الباهر، ولكن الإنسان في ضعف عينيه لا يقدر أن ينظر إلى ذلك النور. لعل أليهو أشار إلى قول أيوب " مَنْ يُعْطِينِي أَنْ أَجِدَهُ، فَآتِيَ إِلَى كُرْسِيِّهِ "
(أي 23: 3)، وبيَّن له أن الإنسان لا يقدر أن يرى الله كما أن العين لا تحتمل نور
الشمس الباهر...

مِنَ الشَّمَالِ يَأْتِي ذَهَبٌ: يفهم بعضهم هذا القول حرفيًّا أي أن الذهب يأتي من الشمال والناس يأتون به بعدما يقاسون الأتعاب والمخاطر. وأمَّا جلال الله المرهب فلا يدركه الإنسان، والأرجح أن الذهب هو نور الله الذهبي، وقيل أنه من الشمال لأن الريح التي تُنقي الجَلَد (ع 21) هي من الشمال: "رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ" (أم 25: 23)"(2).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ3 ص 58.

(2) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ5 ص 256.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1605.html

تقصير الرابط:
tak.la/zgb97v3