St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1591- لماذا اختلفت نظرة أيوب للعبيد والإماء والإناث (أي 31: 13-15) عن نظرة المجتمع حينذاك؟

 

ج: 1- قال أيوب: "إِنْ كُنْتُ رَفَضْتُ حَقَّ عَبْدِي وَأَمَتِي فِي دَعْوَاهُمَا عَلَيَّ، فَمَاذَا كُنْتُ أَصْنَعُ حِينَ يَقُومُ اللهُ؟ وَإِذَا افْتَقَدَ، فَبِمَاذَا أُجِيبُهُ؟ أَوَلَيْسَ صَانِعِي فِي الْبَطْنِ صَانِعَهُ، وَقَدْ صَوَّرَنَا وَاحِدٌ فِي الرَّحِمِ؟" (أي 31: 13-15). فقد كان أيوب يعتنق مبادئ مستنيرة سبقت عصره بزمن طويل، ففي الوقت الذي ساد فيه الرِّق والعبودية في شعوب لا تعرف الله، حتى كان حق العبد والأمة يكاد يكون مُعدمًا، نفاجئ بموقف أيوب المشرّف هذا، إذ أنه اعتقد أن البشر جميعهم متساوون لأنهم جميعًا من مخلوقات الله الواحد، ومن أب واحد وأم واحدة، حتى أنه اعتقد أنه من حق العبد (أو الأَمَة) أن يشكو سيده ويقيم ضده دعوى، وهذا يكشف لنا جانب من جوانب عَظَمة أيوب إذ خالف أهل زمانه ومكانه، فرفع نفسه بين الرؤساء وساوى نفسه بالعبيد، معترفًا أن للجميع نفس الطبيعة البشرية، وللجميع إله واحد خالق ديان عادل، ولهذا اهتم أيوب جدًا بالعبيد والإماء والفقراء والأرامل والمحتاجين... أليست هذه هي الديانة الطاهرة النقية التي هي أمام الله كثيرة الثمن..؟! أو أليست هذه هي روح العهد الجديد..؟! حقًا استحق أيوب أن يكون رمزًا لأيوب الجديد ابن الله الحي الذي اتخذنا نحن العبيد والإماء أصدقاء وأحباء وإخوة له!!

 

2- يقول " القمص تادرس يعقوب": "في تواضع عجيب أعطى أيوب البار عبيده وجواريه ليس فقط حقوقهم البشرية التي كان يتجاهلها العالم في ذلك الحين، حين عاش قبل الناموس الموسوي، إنما أعطاهم حق الحوار معه، بل وحقهم في الدفاع عن أنفسهم حتى أن وضعوه في موقف الاتَّهام!

ويقول القديس أغناطيوس الأنطاكي:

أيها السادة كونوا لطفاء مع خدمكم، كما علَّمنا القديس أيوب، فأنه توجد طبيعة واحدة وأسرة واحدة للبشرية، ففي المسيح ليس عبد ولا حر (غل 3: 28)...

يقول البابا غريغوريوس الكبير:

من لا يرفض أن يُحاكم مع عبيده وإمائه يُظهر بوضوح أن الكبرياء ضد زملائه في أي وقت لم يبتلعه...

ها أنتم ترون كيف ظهر ساميًا في سلطانه بالنسبة للرؤساء بطريقة عجيبة، ومع هذا فهو يحاور عبيده.

في مجمع الرؤساء يتذكَّر عمله، وفي حواره مع عبيده يتذكَّر أنه مخلوق (مثلهم). يرى نفسه عبدًا تحت السيد الحقيقي، لهذا لم يتعالَ في تشامخ قلب على عبيده"(1).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تفسير سفر أيوب جـ3 ص 1097، 1098.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1591.html

تقصير الرابط:
tak.la/z7g2gwk