St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1579- هل اقتبس سفر أيوب "رَهَبَ" (أي 26: 12) و"الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ" (أي 26: 13) من الحضارة الأوغاريتية؟

 

     يقول " فراس السواح: "لم يترك إله اليهود (يهوه) صفة من صفات آلهة السومريين أو فعلًا من أفعالهم، أو صلاحية من صلاحياتهم، إلَّا وادعاها لنفسه... وبدافع من غيرته العظيمة من الإله بعل، الذي بقى اليهود وملوكهم يعبدونه في فترات متأخرة جدًا من تاريخهم، نجد يهوه يجدد مرّة أخرى الصراع القديم الذي خاضه بعل مع التنين لوثان، وذلك من نص توراتي (إش 27: 1) يتطابق حرفيًا مع النص الأوغاريتي (في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان ويضع نهاية للحيَّة الملتوية الهاربة. شالياط ذات الرؤوس السبعة).

     وفي نصوص أوغاريتية أخرى نجد أن عناة، حبيبة بعل، تقوم أيضًا بقتل التنين وسحق الحيَّة الملتوية"... وسحقت الحية الملتوية ذات الرؤوس السبعة"(1)(4).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- قال أيوب البار: "وَبِفَهْمِهِ يَسْحَقُ رَهَبَ" (أي 26: 12)، وسبق وقال أيوب: "يَنْحَنِي تَحْتَهُ أَعْوَانُ رَهَبَ" (أي 9: 13)، وقد سبق مناقشة هذا الموضوع، فيُرجى الرجوع إلى إجابة س 1539.

 

2- قال أيوب عن الحيَّة الهاربة: "بِنَفْخَتِهِ السَّمَاوَاتُ مُسْفِرَةٌ وَيَدَاهُ أَبْدَأَتَا الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ" (أي 26: 13).

    وفي " الترجمة السبعينية": "بأمرٍ منه أماتَ التنين المُتمرِّد".

    وفي " الترجمة القبطية": "بأمرٍ قتلَ الحيَّةَ الهارِبةَ".

    وفي " الترجمة اليسوعية": "ويَدهُ طَعنَتِ الحيَّة الهارِبة".   

    وفي " ترجمة كتاب الحياة": "ويَدَاهُ اخْترَقَتَا الحيَّةَ الهارِبةَ".

وفي " الترجمة العربية المشتركة": "ويدهُ شقَّتَ الحيَّةَ الهارِبةَ".

     وقال إشعياء النبي في نبوءته عن هلاك أعداء بني إسرائيل: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ" (إش 27: 1).

     وجاء في سفر المزامير: "أَنْتَ شَقَقْتَ الْبَحْرَ بِقُوَّتِكَ. كَسَرْتَ رُؤُوسَ التَّنَانِينِ عَلَى الْمِيَاهِ. أَنْتَ رَضَضْتَ رُؤُوسَ لِوِيَاثَانَ. جَعَلْتَهُ طَعَامًا لِلشَّعْبِ لأَهْلِ الْبَرِّيَّةِ "
(مز 74: 13، 14).

     والحيَّة الهاربة المتحوّية تشير لبعض الاعتقادات القديمة بأن هناك حيَّة تبتلع الشمس وقت الكسوف، وتبتلع القمر وقت الخسوف، وأيضًا تشير الحيَّة القديمة للشيطان كما جاء في سفر الرؤيا: "وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ" (رؤ 20: 1، 2)، فالله هو الذي خلق الملاك الكامل الجمال الذي تكبَّر وسقط فصار شيطانًا، وخلقة الله للشيطان قبل سقوطه هو ما أشارت إليه ترجمة "فانديك": "ويداه أبدأتا الحيَّة الهاربة"، والله هو الذي حكم على الشيطان بالإبادة وهذا ما أشارت إليه ترجمات أخرى مثل السبعينية (أمات) والقبطية (قتل) واليسوعية (طعنتَ) وترجمة كتاب الحياة (اخترقتا) والترجمة العربية المشتركة (شقَّتَ).

     ويقول " لويس صليب": "وفي إحدى التراجم الإنجليزية جاء العدد هكذا: "بروحه قد زين السموات، يداه ابدأتا الحيَّة الهاربة"، وترجمة أخرى تقول: "بنفخته السموات مبتهجة " وهو لفظ يقارب اللفظ العربي " مسفرة " أي مضيئة، مبهجة. يده أبدعت التنين المتشدِّد، غير أن اللفظ الأكثر وضوحًا للفعل الأصلي المُترجَم " أبدأ " أو " أبدَع " هو " جرح، طعن " وهذا يتفق مع (إش 27: 1) حيف الفكرة تطوي العددين 12، 13، إذًا فالرابطة توحي بتقويض العدو. بهدم العدو -الشيطان- تجسيد الكبرياء "التِّنِّينِ الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ" (رؤ 20: 2)"(2).

 

3- في الوصية التي تتلوها الكنيسة في مناسبة نياحة البابا جاء فيها على لسان البابا المتنيِّح لأولاده: "إن حفظتم الذي أقول لكم تدوسون رأس التنين"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. والمقصود بالتنين هنا الحيَّة القديمة الشيطان، ويقول " القمص تادرس يعقوب": "بِنَفْخَتِهِ السَّمَاوَاتُ مُسْفِرَةٌ وَيَدَاهُ أَبْدَأَتَا الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ: جاء في ترجمة اليسوعيين " بروحه زيَّن السماوات " فبروحه القدوس أقام السموات وزيَّنها بالكواكب ليلًا وبالشمس نهارًا. يرى بعض آباء الكنيسة أن الإنسان دون الحيوانات يتطلَّع إلى فوق وليس إلى تحت، وقد زيَّن روح الله القدوس السماوات، لكي يسحب بصر الإنسان إلى الأعالي ولا ينشغل بالأرضيات. لقد أقام له السموات المنظورة غاية في الإبداع، لكي بالإيمان يتطلَّع إلى السموات غير المنظورة، مترقبًا سكناه الأبدي.

جاءت العبارة في بعض الترجمات " الحيَّة الملتوية"، فإن كان الله هو خالق السموات وواهبها هذه الزينة الرائعة، فهو أيضًا خالق الحيوانات حتى الحيَّة التي صارت ملتوية. يرى البعض أنه يقصد هنا الحوت أو التمساح، وآخرون يرون أنه يقصد " لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ" (إش 27: 1). فهو المبدع والصالح في عطاياه، لكنه يهب حرية الإرادة للخليقة العاقلة، فصار إبليس بإرادته الشريرة وعصيانه الحيَّة القديمة الملتوية"(3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) مغامرة العقل الأولى ص 185، 186.

(2) تفسير سفر أيوب جـ2 ص 59.

(3) تفسير سفر أيوب جـ3 ص 965.

(4) راجع أيضًا سلسلة الأساطير السورية - ديانات الشرق الأوسط ص 460-487.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1579.html

تقصير الرابط:
tak.la/nxpjdw7