St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1568- هل أعمار الأشرار تطوِّل حتى الشيخوخة (أي 21: 7) أم أن سني حياتهم قصيرة "أَمَّا سِنُو الأَشْرَارِ فَتُقْصَرُ" (أم 10: 27)؟

 

     ويقول " د. محمد علي البَار": "خِيَامُ الْمُخَرِّبِينَ مُسْتَرِيحَةٌ وَالَّذِينَ يُغِيظُونَ اللهَ مُطْمَئِنُّونَ... الَّذِينَ يَأْتُونَ بِإِلهِهِمْ فِي يَدِهِمْ": أعوذ بالله، يغبط أيوب -حسب زعمهم- المشركين والكفرة الذين يعبدون الأوثان ويحملون آلهتهم بأيديهم... أنهم يعيشون مطمئنين في سلام وعافية. خيرهم كثير ورزقهم وافر... أين هو الرب إذًا؟!!!"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- في رد أيوب على حديث صوفر الثاني طرح تساؤلاته أمام الله عن طول عمر الأشرار ونجاحهم، فقال: "لِمَاذَا تَحْيَا الأَشْرَارُ وَيَشِيخُونَ، نَعَمْ وَيَتَجَبَّرُونَ قُوَّةً؟ نَسْلُهُمْ قَائِمٌ أَمَامَهُمْ مَعَهُمْ، وَذُرِّيَّتُهُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ. بُيُوتُهُمْ آمِنَةٌ مِنَ الْخَوْفِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ عَصَا اللهِ. ثَوْرُهُمْ يُلْقِحُ وَلاَ يُخْطِئُ. بَقَرَتُهُمْ تُنْتِجُ وَلاَ تُسْقِطُ. يُسْرِحُونَ مِثْلَ الْغَنَمِ رُضَّعَهُمْ، وَأَطْفَالُهُمْ تَرْقُصُ. يَحْمِلُونَ الدُّفَّ وَالْعُود،َ وَيُطْرِبُونَ بِصَوْتِ الْمِزْمَارِ. يَقْضُونَ أَيَّامَهُمْ بِالْخَيْرِ. فِي لَحْظَةٍ يَهْبِطُونَ إِلَى الْهَاوِيَةِ: (أي 21: 7-13) وبهذا أكد أيوب على أن الأشرار يزدادون قوة وتجبر (ع 7)، وأن نسلهم وذريتهم أمام أعينهم (ع 8)، ويعيشون في بيوت آمنة (ع 9)، وحيواناتهم تنمو وتتكاثر (ع 10)، وأطفالهم يتمتَّعون بالصحة والبهجة (ع 11)، ويعيشون في فرح وطرب وغناء (ع 12) ويموتون دون معاناة من الأمراض والكوارث، بل في لحظة يموتون (ع 13)، وأنهم يعلنون أنهم ليسوا في حاجة لله " فَيَقُولُونَ ِللهِ: ابْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ؟ وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ؟" (أي 21: 14، 15). وسبق أيوب وذكر نفس المعنى عندما قال: "خِيَامُ الْمُخَرِّبِينَ مُسْتَرِيحَةٌ، وَالَّذِينَ يُغِيظُونَ اللهَ مُطْمَئِنُّونَ" (أي 12: 6)، وقال المُرنِّم: "لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ... هُوَذَا هؤُلاَءِ هُمُ الأَشْرَارُ، وَمُسْتَرِيحِينَ إِلَى الدَّهْرِ يُكْثِرُونَ ثَرْوَةً" (مز 73: 3، 12). ونفس التساؤل طرحه إرميا النبي قائلًا: "أَبَرُّ أَنْتَ يَا رَبُّ مِنْ أَنْ أُخَاصِمَكَ. لكِنْ أُكَلِّمُكَ مِنْ جِهَةِ أَحْكَامِكَ: لِمَاذَا تَنْجَحُ طَرِيقُ الأَشْرَارِ؟" (إر 12: 1).

     ولكن مهما زادت أعمار الأشرار، ومهما كثرت خيراتهم وثرواتهم، فإنهم سريعًا ما يبيدون، فحتى إن عاشوا طويلًا وامتلكوا كثيرًا فإنهم لا يشعرون بالبركة والشَّبع في حياتهم، بل دائمًا يشعرون بالاحتياج، لأن من يشرب من ماء البحر يعطش أكثر فأكثر، وهذا الجانب الآخر من حياة الأشرار قد أوضحه الكتاب بأجلى بيان، فقال المُرنِّم: "لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ... بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ" (مز 37: 1، 2، 10)... " قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ عَاتِيا،ً وَارِفًا مِثْلَ شَجَرَةٍ شَارِقَةٍ نَاضِرَةٍ. عَبَرَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ، وَالْتَمَسْتُهُ فَلَمْ يُوجَدْ" (مز 37: 35، 36)... " إِذَا زَهَا الأَشْرَارُ كَالْعُشْبِ، وَأَزْهَرَ كُلُّ فَاعِلِي الإِثْمِ، فَلِكَيْ يُبَادُوا إِلَى الدَّهْرِ" (مز 92: 7).

     وقال سليمان الحكيم: "كَعُبُورِ الزَّوْبَعَةِ فَلاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ، أَمَّا الصِّدِّيقُ فَأَسَاسٌ مُؤَبَّدٌ... مَخَافَةُ الرَّبِّ تَزِيدُ الأَيَّامَ، أَمَّا سِنُو الأَشْرَارِ فَتُقْصَرُ" (أم 10: 25، 27). وإن كانت الآجال مُحددة عند الله، لكن هناك فرق شاسع بين حياة الأبرار وحياة الأشرار، فالأبرار يشعرون ببركة الوقت في حياتهم، أمَّا الأشرار فسريعًا ما تعبُر أعمارهم، وهذا ما عبَّر عنه أليفاز التيماني عندما قال: "الشِّرِّيرُ هُوَ يَتَلَوَّى كُلَّ أَيَّامِهِ، وَكُلَّ عَدَدِ السِّنِينَ الْمَعْدُودَةِ لِلْعَاتِي" (أي 15: 20)... " قَبْلَ يَوْمِهِ يُتَوَفَّى، وَسَعَفُهُ لاَ يَخْضَرُّ" (أي 15: 32). وقال سليمان الحكيم: "لاَ تَكُنْ شِرِّيرًا كَثِيرًا، وَلاَ تَكُنْ جَاهِلًا. لِمَاذَا تَمُوتُ فِي غَيْرِ وَقْتِكَ؟" (جا 7: 17)، فقد ينهي الله عمر الإنسان المحدَّد لأن شره صعد إلى عنان السماء، كما حدث مع سكان سدوم وعمورة، كبيرهم وصغيرهم وأطفالهم، وقد يقصر الله عمر الصديق المحدَّد لئلا يضل عن طريقه أو لينجو من ضيقات مقبلة. كما قال سليمان الحكيم أيضًا: "ولا يَكُونُ خَيْرٌ لِلشِّرِّيرِ، وَكَالظِّلِّ لاَ يُطِيلُ أَيَّامَهُ لأَنَّهُ لاَ يَخْشَى قُدَّامَ اللهِ" (جا 8: 13).

 

2- عندما ركز صوفر النعماتي على شر أيوب وقال: أن الشرير سريعًا ما يبيد (أي 20: 5-9) ردَّ عليه أيوب أن الأشرار كثيرًا ما يعيشون عمرًا طويلًا " يَشِيخُونَ، نَعَمْ وَيَتَجَبَّرُونَ قُوَّةً" (أي 21: 7)، وعندما قال بلدد الشوحي: بأن الشرير يموت بلا بنين (أي 18: 15-17) ردَّ عليه أيوب بأن هؤلاء الأشرار " نَسْلُهُمْ قَائِمٌ أَمَامَهُمْ مَعَهُمْ، وَذُرِّيَّتُهُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ" (أي 21: 8)... " يُسْرِحُونَ مِثْلَ الْغَنَمِ رُضَّعَهُمْ، وَأَطْفَالُهُمْ تَرْقُصُ" (أي 21: 11)، فقد أراد أيوب أن يردَّ على أصحابه الذي أكدوا مِرارًا وتكرارًا أن الأبرار يعيشون في سلام وأمان مُطلّق، وأن الأشرار يعيشون في تعاسة وشقاء مُطلّق (وبما أن تلك العقوبات قد حلَّت بأيوب فلا بُد أن يكون أيوب رجلًا شريرًا)، فأكد أيوب على أن هذا التعميم غير صحيح بدليل أن هناك أبرار يعانون وأشرار ينعمون، وراح أيوب يرسم صورة ورديَّة مشرقة للأشرار الذين يرفلون في سعادة في بيوتهم وعائلاتهم وحقولهم وقطيعهم... إلخ.. ويجب ملاحظة أن أيوب الرجل المستقيم البار لم يغبط الذين يعبدون آلهة يحملونها في أيديهم، إنما هو يصف حالتهم فقط ومدى فرحهم بآلهتهم، ولو كان أيوب مقتنعًا بتلك العبادات الباطلة لترك عبادة إلهه وعَبَد تلك الآلهة، ولكن هذا لم يحدث.

وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "يتوسّع مشيرو أيوب في شرح نظرتهم لمصير الأشرار (انظر أي 8: 11-19، 15: 20-35، 18: 5-21، الفصل العشرين)، إلاَّ أن أيوب يؤكد أن الخبرة تكشف أن عكس ما يقوله أصدقاؤه هو ما يحدث. فالأشرار الذين لا يريدون أن يعرفوا شيئًا عن طرق الله ويعتبرون، حتى الصلاة، أمرًا لا طائل من ورائه (الآيات 14-15). يزدهرون وينجحون في كل ما يفعلونه كما أنهم لا يموتون قبل الأوان كما يعترض صوفر (انظر أي 20: 11)، ولكنهم يعيشون طويلًا ويتزايدون في القوة (آية 7). كما أن أيوب ينكر زعم بلدد (أي 18: 19) بأن الأشرار ليس لهم نسل أو أبناء في (الآيات 8، 11)"(2).

 

3- يرى " دكتور رشدي البدراوي " أن مشكلة تألُّم البار حقيقة واقعة، والشيطان يستغلها للتشكيك في العدالة الإلهيَّة، فيقول: "قد يرى المرء -في الدنيا- أن بعض الأشرار ينعمون ويتنعمون ويرتكبون الآثام. ولا يُقتص منهم. في حين يُرى بعض الصالحين مضيقًا عليهم في دُنياهم. يفعلون الخيرات ومع ذلك نرى شدة في حياتهم ورزقهم قليل، وتكون هذه المفارقة فرصة لوساوس الشيطان يوهِم أن ذلك ليس عدلًا وظلم من القدر. ويُلقي في الروع أن الشر لا يضر وليس من جزاء على ما فعله، وأن البِرّ لا يفيد، ولا يُثاب فاعله. فإذا إنساق المرء وراء الشيطان في وساوسه هذه نجده يتراخى في إتيان العبادات كما لا يستعظم فعل الشر، وقد تتحقق غواية الشيطان له ويضلّ أو ينتابه الشك في عدل القضاء... ولا شك أن ما ذكرته التوراة (أصحاح 21 أيوب) على لسان أيوب في هذا المعنى، كان من وساوس الشيطان: "لِمَاذَا تَحْيَا الأَشْرَارُ وَيَشِيخُونَ. نَعَمْ وَيَتَجَبَّرُونَ قُوَّةً؟ نَسْلُهُمْ قَائِمٌ..."(3).

 

4- يقول " متى هنري": "كان كل أصحاب أيوب الثلاثة في أحاديثهم الأخيرة غزيري المادة في وصف بؤس وشقاء الأشرار في هذا العالم. فقال أيوب هذا صحيح، فإن قِصاصات شنيعة تحل بعض الأحيان بالأشرار الفجار، لكن ليس في كل الأحيان، لأن لدينا أمثلة عن نجاح الأشرار الممعنين في الشر ومع أنهم يتمادون في شرهم بسبب رخائهم فأنهم لا يزالون ناجحين... خليق بنا أن نتساءل عن أسباب نجاح الأشرار الظاهري، ليس لأن الله نبذ الأرض، أو أغمض عينيه عنها، أو لا يقدر أن يقتص من الأشرار بسبب شرهم، بل لأن مكيال آثامهم لم يمتلئ بعد هذا اليوم هو يوم صبر الله...

أنه عجيب جدًا أن ينجح أشرار كهؤلاء، وبصفة خاصة أن ينجح من وصلوا إلى هاوية سحيقة من الفجور بحث يتحدّون الله نفسه علانية، ويقولون له في وجهه أنهم لا يبالون به "يقولون لله أبعد عنَّا". وعجيب جدًا أن يستمر نجاحهم، رغم أنهم يشجعون أنفسهم على هذا بمقاومتهم لله، ويحاربونه بذلك السلاح دون أن يُجرَدوا منه "(4).

 

5- يقول " القمص تادرس يعقوب": "أفاض الأصدقاء الثلاثة في الحديث عمَّا يحل بالأشرار من نكبات وبؤس، أمَّا أيوب فيدهش وينتاب جسده رعدة لِمَا يراه أحيانًا من تمتع الأشرار بالخيرات حتى بلوغهم الشيخوخة، ولِمَا ينالونه من قوة وسلطة وهم في تجبرٍ وقسوةٍ على الغير.

لا ينكر أيوب حدوث هذا مع الأشرار أحيانًا. إنهم يحيون وهم سالمون (1صم 25: 6)، بل وتمتد حياتهم حتى الشيخوخة، ويصير لهم أبناء وأحفاد، ويجمعون ثروات ضخمة، فنسمع في سفر إشعياء: "الْخَاطِئُ يُلْعَنُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ" (إش 65: 20). ليس فقط قد تمتد أعمارهم إلى الشيخوخة، وإنما "يَتَجَبَّرُونَ قُوَّةً"، أي يرتفعون إلى مناصب السلطة والرئاسة.

يسيء بعض الأشرار فهم طول أناة الله عليهم، ويحذرنا الكتاب المُقدَّس من ذلك: "لاَ تَقُلْ قَدْ خَطِئْتُ فَأَيُّ سُوءٍ أَصَابَنِي فَإِنَّ الرَّبَّ طَوِيلُ الأَنَاةِ" (سيراخ 5: 4). " أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟" (رو 2: 4).

يُطالبنا "القديس أمبروسيوس" ألاَّ نحكم على البشر حسب الخيرات المقدمة لهم من قِبل مراحم الله الذي بالحق يعتني بالكل، لأن هذا لا يعني أن الله لا يبالي بتصرفاتهم، أو أنه يجهل ما يفعلونه سرًّا، أو لا يدرك ما في ضمائرهم، لكن ما يؤكد أنه مع فيض الخيرات التي توهب للأشرار، إلاَّ أنهم بائسون لا يعرفون السعادة"(5).

 

6- يقول " القديس أغسطينوس": "هذا ما يزعجك أيها المسيحي أنك ترى بعض أشخاص فاسدي السيرة ناجحين ومُحاطين بأشياء وفيرة كهذه، تراهم في صحة جيدة، متميزين بمراكز رفيعة، ترى عائلاتهم ولا تحل بهم المصائب، وترى سعادة أقربائهم، ومنزلة خدمهم وأتباعهم، ترى نفوذهم القوي، وترى حياتهم لا يكدرها أي حادث أليم. تراهم مسرفين، ومواردهم الخارجية وفيرة جدًا. فيقول قلبك أنه لا يوجد عدل إلهي، وأن كل الأشياء إنما تسير هنا وهناك بالصدفة، وتتحرك بلا نظام ولا ترتيب. وأنت تقول: إن الله يراعي شئون البشر، فهل يليق أن ينجح الشرير في شره وأتألم أنا في براءتي؟!

إن كل مرض من أمراض النفس له في الكتاب المُقدَّس علاجه المناسب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فَمَن كان مرضه من هذا النوع حتى يقول في قلبه كهذه، عليه أن يشرب من هذا المزمور كجرعة: "لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ" (مز 37: 1، 2). إن ما يبدو في نظرك طويل الأمد هو (سريع قصير الأمد) في نظر الله... والحشيش هنا هو ما نقصد به عشب المراعي الأخضر. إنهم كأشياء تافهة تمثل فقط وجه الأرض، وليست لهم جذور عميقة. في الشتاء يخضرُّون، لكنهم عندما تأتي شمس الصيف اللافحة، يذبلون.

والفصل الحالي هو فصل الشتاء، ومجدك لم يظهر بعد. أمَّا إن كانت محبتك لها جذور عميقة، كجذور أشجار كثيرة في فصل الشتاء، فإن الصقيع يمرُّ والصيف (أي يوم الدينونة) سوف يأتي، وعندئذ تذبل خضرة الحشيش، وعندئذ يظهر مجد الأشجار"(6).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) أباطيل التوراة والعهد القديم 2 - الله والأنبياء في التوراة والعهد القديم ص 491.

(2) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 1222.

(3) قصص الأنبياء والتاريخ جـ3 - إسحق ويعقوب ويوسف وأيوب وشعيب ص 620، 621.

(4) ترجمة القمص مرقس داود - تفسير سفر أيوب جـ2 ص 100-103.

(5) تفسير سفر أيوب جـ2 ص 816.

(6) ترجمة القمص مرقس داود - تفسير المزامير للقديس أغسطينوس ص 52، 53.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1568.html

تقصير الرابط:
tak.la/4njgrv2