St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1551- هل وصل أيوب لحد الافتراء، فلم يعد يهتم بمخلوق ولا خالق، حتى أنه يقول: "وَلْيُصِبْنِي مَهْمَا أَصَابَ" (أي 13: 13)؟

 

     يقول " د. محمد علي البَار": "ويستمر أيوب في تقريع أصحابه لأنهم وبَّخوه على أقواله الفاسدة وأرشدوه إلى حكمة الله، وهو يرد عليهم بعنف ويقول لهم: أين هذه الحكمة؟ لماذا يُعذبني أنا البار والكامل ويغدقُ النعم على عُبَّاد الأوثان والأصنام؟! أتدافعون عن الله وقد ظلمني؟! أتحابون عنه وأنتم تعلمون أنه أذنب إليَّ؟!! كَفَرَ كُفر رهيب. يدَّعي كاتب هذا السفر -عليه لعنات الله الأبدية- أن أيوب قاله لأصحابه. يصرخ أيوب قائلًا: أسكتوا عني فأتكلم أنا وليصبني مهما أصاب، فهو لم يعد يخاف من الله"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- أُتهم أيوب من قِبل أصحابه الثلاثة اتهامات صارخة بأنه إنسان شرير مهذار مُتصلِّف أثيم، ولذلك أصابه ما أصابه من كوارث، وإن أولاده كانوا أشر منه ولذلك دفعهم الله ليد معصيتهم، وإن الله يُغرِم أيوب بأقل من إثمه... إلخ.، فحمى غضب أيوب على أصحابه الذين ظلموه، وقال لهم: "اُسْكُتُوا عَنِّي فَأَتَكَلَّمَ أَنَا، وَلْيُصِبْنِي مَهْمَا أَصَابَ" (أي 13: 13) أي اصمتوا لتسمعوا أدلة براءتي وليحدث ما يحدث، فلم يعد هناك شيء أخاف عليه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. حتى وإن كانت الخطوة القادمة هي موتي، فموتي خيرٌ من حياتي في هذا العذاب، وفي كل هذا لم يكفر أيوب بالله، بل أنه كان يؤمن إيمان كامل بأن الله موجود، وأنه على علاقة قوية معه، وله دالة عظيمة عنده، وأكثر ما كان يُقلقه أن يكون الله غاضبًا عليه. وأيضًا كاتب السفر الذي استنزل " محمد علي البَار " اللعنات هو بريء تمامًا، لأنه لم يكتب شيئًا غير ما تفوَّه به أيوب، فما نطق به أيوب وأصحابه هو هو ما دُوّن في السفر بدون أي إضافات ولا حذف.

 

2- يقول " القمص تادرس يعقوب": "اُسْكُتُوا عَنِّي فَأَتَكَلَّمَ أَنَا، وَلْيُصِبْنِي مَهْمَا أَصَابَ": إن كان قد أُصيب أيوب بتجارب هذه مقدارها، فإنها أهون مما أصابه من كلمات أصدقائه. تجاربه لن تدينه بل تزكيه، أما كلماتهم الشريرة وكذبهم وبغضهم، فمصائب أخطر من كل نكبة أو كارثة!

يليق بهم أن يصمتوا لأنهم محبون للجدال غير النافع. ليتكلَّم أيوب، ويكشف لهم ما هم عليه، حتى وإن تكلَّم وهو جالس في المزبلة يرتدي ثوبًا من الدود المحيط به. لا يبابي أيوب بما يصيبه: "وَلْيُصِبْنِي مَهْمَا أَصَابَ"، ومهما فسروا هذه المصائب، وفكروا فيه أسوأ تفكير، فإن هذا كله لن يوقف شهادة ضميره التي يُقدِّسها بكل استقامة ونزاهة"(2).

 

3- جاء في " الترجمة السبعينية " وهي ترجمة تفسيرية تأخذ بالمعنى أكثر من اللفظ: "فاصمتوا لكي أتكلَّم. سأضع نهاية لغضبي " ومنها أُخذت " الترجمة القبطية": "اسكتوا عني فأتكلَّم وأستريح من الغضب " فالمعنى أن أيوب طلب من أصحابه أن يسكتوا ليستطيع أن يعبّر عما يختلج في صدره، ففي هذا يجد راحته.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) أباطيل التوراة والعهد القديم 2 - الله والأنبياء في التوراة والعهد القديم ص 491.

(2) تفسير سفر أيوب جـ1 ص 537، 538.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1551.html

تقصير الرابط:
tak.la/5cgkg2s