St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1473- هل سقط من الترجمة اليونانية (نح 12: 3) باستثناء شكينا؟ وهل سقط أيضًا من الترجمة اليونانية (نح 12: 4-6، 9، 37-41)؟ وهل سقط من الترجمة العربية (نح 12: 1-26، 29)؟ وهل أضيف للنص العبري ما جاء في (نح 12: 11، 22) في وقت متأخر؟

 

ج: جاء في "كتاب الهداية" الذي ألَّفه مجموعة من المرسلين الأمريكان عام 1900م: قال "آدم كلارك" أنه سقطت من الترجمة اليونانية الآية الثالثة من نحميا ص 12 إلاَّ لفظة شكنيا، والآيات (4، 5، 6، 9، 37، 38، 39، 40، 41) والمترجم إلى العربية أسقط من آية (1 - 26، 29).

 قلنا أن هذه الآيات موجودة في الأصل العبري الذي يجب أن يعوَّل عليه ويُرجَع إليه، فاعتراضه ساقط من أصله، وثانيًا: أن هذه الآيات هي أسماء الذين أتوا من السبي وقد ذُكرت في مواضع أخرى من كتاب الله، فذكرت في سفر عزرا وفي سفر أخبار الأيام وغيره، فإذا أسقطها مُترجِم من محل فلا يستطيع أن يسقطها من محل آخر، حتى وإن كانت من الأعلام وليست من الكلام الذي يترتب عليه أحكام"(1).

 ومن هنا يجب أن نلفت النظر أن معظم الاعتراضات التي يُقدمها النُقَّاد وكأنها من واقع دراساتهم، هي في الحقيقة قديمة وعُرفت قبل أن يولدوا، وتم الرد عليها. كما أننا نؤكد أن كثير من الترجمات العربية التي بين أيدينا حوت ما جاء في سفر نحميا (نح 12: 1 - 16، 29) مثل الترجمة البيروتية، والكاثوليكية، وكتاب الحياة، والترجمة العربية المشتركة. وعندما ذكر الناقد هذا الاعتراض لم يوضح أي ترجمة عربية يقصد قد سقطت منها هذه الآيات؟!!

 

1- هل أُضيف للنص العبري ما جاء في (نح 12: 11، 22) في وقت متأخر؟

جاء في سفر نحميا: "ويُويَادَاعُ ولَدَ يُونَاثَانَ، وَيُونَاثَانُ ولَدَ يَدُّوع" (نح 12: 11).

"وكَانَ اللاَّوِيُّونَ في أَيَّام أَلِيَاشِيبَ ويُويَادَاعَ وَيُوحَانَانَ ويَدُّوعَ مَكْتُوبِينَ رُؤُوسَ آبَاءٍ، وَالكَهَنَةُ أَيْضًا في مُلْكِ دَارِيُوسَ الفَارِسِيِّ" (نح 12: 22).

 وبما أن عزرا كتب سفري عزرا ونحميا، وكان "يوياداع" معاصرًا لهما، بدليل قول نحميا: "وكَانَ وَاحِدٌ منْ بَنِي يُويَادَاعَ بن أَلْيَاشِيبَ الكاهِنِ العَظِيمِ صِهرًا لِسَنْبَلَّطَ الْحُورُونِيِّ، فَطَرَدْتُهُ مِنْ عِنْدِي" (نح 13: 28). أما "يدُّوع" حفيده فقد كان معاصرًا للملك الفارسي داريوس الثالث (كودمانوس) (338 - 331 ق. م) واستمر يدُّوع رئيسًا للكهنة حتى دخول الإسكندر الأكبر إلى أورشليم سنة 332 ق. م.، لذلك يوجد هناك ثلاثة احتمالات:

الاحتمال الأول: أن يكون هناك أكثر من "يدُّوع" وأن المقصود في هذا النص (نح 12: 11، 22) هو الأب أو الجد ليدُّوع الذي عاصر الإسكندر الأكبر، وبذلك يكون يدُّوع الذي ذُكر في النص قد عاصر الملك الفارسي داريوس الثاني (نوتوس) (423 - 404 ق. م)، وليس داريوس الثالث.

 الاحتمال الثاني: يبدو أن نحميا عاش عمرًا طويلًا، وعندما ذكر "يدُّوع" كان يدُّوع هذا طفلًا صغيرًا، ولذلك لم يذكر نحميا نسلًا له، وكان ذلك نحو 424 ق.م، وظل يدُّوع حيًا أكثر من تسعين سنة أخرى لحين دخول الإسكندر الأكبر إلى أورشليم، وكان حينئذ يشغل مركز رئيس الكهنة، فهو الذي أستقبل الإسكندر الأكبر، وأطلعه على نبوءة دانيال عنه، وبذلك يكون ما جاء في (نح 12: 11، 22) هو بخط نحميا أو عزرا.

وجاء في موقع "هوليبايبلوان": "إذًا يوياداع هو الكاهن العظيم في فترة نحميا، وبهذا نتأكد أن يدُّوع هذا كان صغيرًا في أيام نحميا ولهذا نحميا لم يذكر له نسل لأنه كان صغيرًا، وهذا تقريبًا كان سنة 424 ق. م.، أي قبل الإسكندر الأكبر بأكثر من تسعين سنة، فيكون هو نفسه هذا الطفل الصغير قد كبر ووصل من العمر فوق التسعين سنة في أيام الإسكندر الأكبر... والذي يؤكد ما قلت أن نحميا يتكلم على أن جده هو الكاهن الأعظم في هذا الزمان فيكون بعد تسعين سنة يدُّوع الحفيد أصبح هو الكاهن الأكبر وهذا يصبح شاهد على أن الكلام كُتب في زمن نحميا وليس في زمن آخر... ولا يتعجب أحد من أن يعيش كاهن أكثر من تسعين سنة فقد عاش بعده هليل الكاهن العظيم عند اليهود والد سمعان الشيخ 120 سنة واستمر هليل رئيس كهنة لمدة تزيد عن أربعين سنة".

الاحتمال الثالث: أن يكون "يدُّوع" الذي عاصر الإسكندر الأكبر هو الذي ورد اسمه في (نح 12: 11، 22) وأنه لم يعاصر عزرا ونحميا، وبذلك يكون اسمه قد أُضيف فيما بعد بيد أحد كتبة الأسفار المقدَّسة بإرشاد الروح القدس، وهذا لا يُنقِص من قيمة السفر ولا يطعن في مصداقيته، لأن الكاتب واحد وهو الروح القدس الذي يستخدم كتبة مختلفين.

 

ويقول "القمص تادرس يعقوب": "يرى البعض أن هذا لا يعني أن السفر كُتب في ذلك الوقت المتأخر، لكن أُضيفت هذه القوائم لتكون كاملة... يخبرنا يوسيفوس أن الإسكندر الأكبر اتجه نحو أورشليم لمعاقبة اليهود لولائهم لداريوس ملك الفرس. قاد جيشًا عظيمًا جدًا وأراد أن ينتقم من اليهود، لكن رئيس الكهنة الأعظم... التقى به على رأس موكب من الكهنة واللاويين لاستقباله. أثار المنظر الإسكندر الأكبر، إذ رأى نفس المنظر في رؤيا سابقة، فشعر أن الأمر صادر من قِبل الله. أظهر رئيس الكهنة للإسكندر نبوة دانيال التي تعلن عن أن ملكًا يونانيًا يطيح بمملكة فارس. هذا حدث في سنة 332 ق. م.، وصار الإسكندر صديقًا لليهود يعاملهم بلطف غير عادي بعد ذلك، هذا يكشف أن اليهود عرفوا السفر قبل الإسكندر وفهموا من نبواته قيام المملكة اليونانية بعد مملكة فارس"(2).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) الهداية جـ 1 ص 17.

(2) تفسير سفر نحميا ص 209، 211.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1473.html

تقصير الرابط:
tak.la/n369jnj