St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1467- كيف يُقرض نحميا الفقراء بالربا (نح 5: 10)؟

 

ج: 1- ارتفع عدد الفقراء المعدمين في أورشليم، فبعض الذين عادوا من السبي كان معهم ثروات طائلة، فأقرضوا الفقراء بربا 1% شهريًا أي 12% سنويًا، ولمَّا عجز المدينون عن سداد حتى فوائد القروض، اضطروا إلى ارتهان حقولهم وكرومهم وبيوتهم، بل اضطروا إلى بيع أبنائهم، بل اضطروا إلى بيع أنفسهم كعبيد، وكانت الشريعة تبيح بيع الأبناء في حالة الفاقة الشديدة (خر 21: 7)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهؤلاء المستغلون تغافلوا تمامًا حكم الشريعة: "وإِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وقَصُرَتْ يَدُهُ عِنْدَكَ، فَاعْضُدْهُ غَرِيبًا أو مُسْتَوْطِنًا فَيَعِيشَ مَعَكَ. لاَ تَأْخُذْ مِنْهُ رِبًا ولا مُرَابَحَةً.. فِضَّتَكَ لاَ تُعْطِهِ بِالرِّبا، وطَعَامَكَ لا تُعْطِ بِالْمُرَابَحَةِ" (لا 25: 35-37) فصرخ الفقراء، وما أكثرهم، إلى نحميا فغضب جدًا، وبكّت العظماء والولاة قائلًا لهم: "نَحْنُ اشْتَرَيْنَا إخْوَتَنَا الْيَهُودَ الَّذِينَ بِيعُوا لِلأُمم حَسَبَ طَاقَتِنَا. وَأَنْتُمْ أَيْضًا تَبِيعُونَ إِخْوَتَكُمْ فَيُبَاعُونَ لَنَا.. وأنا أَيْضًا وإِخْوَتي وغِلْمَانِي أَقْرَضْنَاهُمْ فِضَّةً وَقَمْحًا. فَلْنَتْرُكْ هذَا الرِّبَا. رُدُّوا لَهُمْ هذَا الْيَوْمَ حُقُولَهُمْ وكُرُومَهُمْ وزَيْتُونَهُمْ وبُيُوتَهُمْ، والجُزْءَ منْ مِئَةِ الفِضَّةِ والقَمْحِ والخَمْر والزَّيتِ الذي تَأْخُذُونَهُ منْهُمْ رِبًا. فَقَالُوا نَرُدُّ ولا نَطْلُبُ منهُم" (نح 5: 8 - 12).

 فعندما كان نحميا في بابل اجتهد مع إخوته في عتق عدد من أبناء شعبه الذين بيعوا للأمم، وغالبًا ما صاحبه هؤلاء العتقاء إلى أورشليم، وأمام الظروف الاقتصادية القاسية التي عانوا منها في أورشليم عادوا وباعوا أولادهم وأنفسهم كعبيد وإماء، فطالب نحميا أثرياء أورشليم أن يعتقوا أخوتهم الفقراء، وهو وأخوته سيقوم بسداد ما عليهم من ديون، وكان نحميا قد أقرض بعض الفقراء فضة وقمحًا، ولكن ليس من المعقول أن الذي عتق العبيد بماله في بابل، يتقاضى ربا من فقراء أورشليم، ولكن بعض غلمانه سلكوا مثل أثرياء اليهود العائدين من بابل، فأقرضوا فقراء أورشليم بربا، ونحميا باعتباره مسئولًا عن هؤلاء الغلمان وضع نفسه في مصافهم، فقال: "فلنترك هذا الربا" وطالب الشعب برد حقول وكروم وبيوت الفقراء فوافقوه الرأي، وقبل السبي كان أرميا النبي قد أطلق نداءه لشعبه لعتق إخوتهم الذين استعبدوهم، فأطلق كل واحد عبده، ولكنهم عادوا وأرجعوا العبيد والإماء (أر 34: 8 - 11)، ولذلك أشهد نحميا الله على هؤلاء الأثرياء، وكوسيلة إيضاح نفض حِجره قائلًا: "هكَذَا يَنْفُضُ اللهُ كُلَّ إنسان لا يُقِيمُ هذا الكَلاَمَ" (نح 5: 13).

 

2- يقول "القس وليم مارش": "نحن اشترينا إخوتنا: ربما أشار إلى ما كانوا قد عملوه في مكان السبي أي أنهم افتدوا إخوتهم من العبودية. وأما الدائنون فاستعبدوا إخوتهم وباعوهم وذلك في المدينة المقدَّسة... وأنا أيضًا وإخوتي وغلماني: ربما لم يكن نحميا نفسه الذي أقرضهم بل غلمانه الذين كان هو مسئولًا عنهم. واعترف بهذه الخطيئة وجعل نفسه كأحد الدائنين ليسهل عليهم أن يسيروا معه في طريق الإصلاح"(1).

يقول "ديريك كيدنر": "أن نحميا هنا -تلطيفًا للوضع- يضع نفسه في قائمة المُتهَمين، ومن الواضح تمامًا (استنادًا إلى ردة فعله الغاضب في الآية 6) أنه أقرض بشروط مختلفة تمامًا عن شروطهم، ولكنه يرى أن الموقف الآن يستدعي تقديم العطايا للمحتاجين المعدمين، وليس إقراضهم بالفوائد"(2).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 5 ص 125.

(2) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - سفر عزرا ونحميا ص 137.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1467.html

تقصير الرابط:
tak.la/fvggd3n