St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1452- هل بدأ بناء الهيكل في السنة الثانية لحكم داريوس (عز 4: 24، 5: 1-2) أم خلال حكم كورش (عز 3: 8-13، 5: 16)؟ ومتى توقف البناء؟

 

ج: هذا السؤال هو صورة أخرى من نفس السؤال رقم 1450 الخاص بتاريخ وضع أساسات الهيكل، ولذلك نؤكد على ترتيب الأحداث كالتالي:

1- الشروع في بناء الهيكل: وحدث هذا في الشهر الثاني من السنة الثانية بعد عودة الفوج الأول من السبي: "وفي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ منْ مجِيئِهِمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ إِلَى أُورُشَلِيم، في الشَّهْر الثَّاني، شَرَعَ زرُبَّابَلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ ويَشُوعُ بن يُوصَادَاق وبَقِيَّةُ إِخْوَتِهِمِ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَجَمِيعُ الْقَادِمِينَ من السَّبْيِ إلى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامُوا اللاَّوِيِّينَ من ابن عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ لِلْمُنَاظَرَةِ على عمل بَيْتِ الرَّبِّ. ووقَفَ يَشُوعُ معَ بَنِيهِ وَإِخْوَتِهِ، قَدْمِيئِيلَ وَبَنِيهِ بَنِي يَهُوذَا مَعًا لِلْمُنَاظَرَةِ عَلَى عَامِلِي الشُّغْلِ فِي بَيْتِ اللهِ، وبَنِي حِينَادَادَ مَعَ بَنِيهِمْ وَإِخْوَتِهِمِ اللاَّوِيِّينَ. وَلَمَّا أَسَّسَ الْبَانُونَ هَيْكَلَ الرَّبِّ... "(عز 3: 8 - 10). فواضح أن العمل بدأ في بناء الهيكل في السنة الثانية لعودة الفوج الأول من المسبيين إلى أورشليم، فوقف اللاويون للمناظرة على عاملي الشغل أي للإشراف عليهم ومراقبتهم، وبنو حيناداد اللاويون شاركوا في البناء، وذلك في عصر كورش ملك فارس نحو سنة 536 ق. م.

 

2- خلال حكم كورش وقمبيز وغومانا وداريوس الأول سعى أعداء يهوذا لتعطيل بناء الهيكل، فقال الكتاب: "واستَأْجَرُوا ضِدَّهُمْ مُشِيرِينَ لِيُبْطِلُوا مَشُورَتَهُمْ كُلَّ أَيَّام كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ وَحَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ" (عز 4: 5) وبهذا تعطّل العمل نحو ستة عشر عامًا.

 

3- قام النبيان حجي وزكريا بتشجيع اليهود على استكمال بناء بيت الرب، فقام زربابل ويشوع ومعهما أنبياء الله والشعب وشرعوا في استكمال بناء بيت الرب (عز5: 1، 2) وكان ذلك في عصر الملك داريوس الأول (521 - 486 ق. م) فأرسل تتناي والي عبر النهر وشتربوزناي رسالة قائلين: "لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ كُلُّ سَلاَم. لِيَكُنْ مَعْلُومًا لَدَى المَلِكِ أَنَّنَا ذَهَبْنَا إِلَى بِلاَدِ يَهُوذَا، إِلَى بَيْتِ الإِلهِ الْعَظِيمِ، وَإِذَا بِهِ يُبْنَى بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، وَيُوضَعُ خَشَبٌ فِي الْحِيطَانِ. وَهذَا الْعَمَلُ يُعْمَلُ بِسُرْعَةٍ وَيَنْجَحُ فِي أَيْدِيهِمْ"(عز 5: 7 - 8)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وعندما سألوهم: من أمركم ببناء البيت، قالوا: نحن عبيد إله السماء والأرض ونبني هذا البيت، وأعلموهم أن هناك أمر ملكي أصدره كورش ملك فارس ببناء البيت وطلبوا من داريوس الملك أن يفحص هذا الأمر (عز 5: 9 - 17). فأمر داريوس ففتشوا في بيت الأسفار فوجدوا أمر كورش في قصر أحمثا: "فِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ الْمَلِكِ، أَمَرَ كُورَشُ الْمَلِكُ مِنْ جِهَةِ بَيْتِ اللهِ فِي أُورُشَلِيمَ: لِيُبْنَ الْبَيْتُ، الْمَكَانُ الَّذِي يَذْبَحُونَ فِيهِ ذَبَائِحَ، وَلْتُوضَعْ أُسُسُهُ، ارْتِفَاعُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا وَعَرْضُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا. بِثَلاَثَةِ صُفُوفٍ مِنْ حِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، وَصَفٍّ مِنْ خَشَبٍ جَدِيدٍ. وَلْتُعْطَ النَّفَقَةُ مِنْ بَيْتِ المَلِكِ" (عز 6: 3، 4). وعندئذ أصدر داريوس الثاني أمره باستئناف الأعمال، وأن يتم التمويل من جزية عبر النهر، وأوصى بالإسراع في العمل حتى يقدموا ذبائح وصلوات من أجل حياة الملك وبنيه، ومن يعارض البناء يُصلب ويتحوَّل بيته إلى مزبلة (عز 6: 6 - 11) وختم أمره بقوله: "والله الَّذِي أَسْكَنَ اسْمَهُ هُنَاكَ يُهْلِكُ كُلَّ مَلِكٍ وَشَعْبٍ يَمُدُّ يَدَهُ لِتَغْيِيرِ أو لِهَدْمِ بَيْتِ اللهِ هذَا الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. أَنَا دَارِيُوسُ قَدْ أَمَرْتُ فَلْيُفْعَلْ عَاجِلًا" (عز 6: 12).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1452.html

تقصير الرابط:
tak.la/tx97664