St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1446- هل التوراة قد فُقدت وأُحرقت أثناء غزو نبوخذ نصر لأورشليم، والفضل يرجع إلى عزرا الكاتب والكاهن الذي أعاد كتابتهما، وهذا ليس أمرًا غريبًا فقد أقرَّه نورتن وأكليمنضس السكندري وترتليان؟

 

ج: 1- هل قال أكليمنضس وترتليان بأن التوراة فُقدت وأُحرقت في تمرد نبوخذنصر لأورشليم؟! وأين قول كل منهما في هذا الشأن؟! وأين ورد..؟! لا تجد إجابات لهذه الأسئلة ومثيلاتها، وكل ما في الأمر أن البعض ادَّعى أن أكليمنضس وترتليان أقرَّا هذا، وهما لم يقرَّانه لأنهما يعلمان تمامًا أن التوراة كانت باقية ومنتشرة في عدة أماكن لم يحرقها نبوخذنصر، فإن الكتاب المقدَّس الذي عوَّدنا على الصراحة التامة والصدق الكامل ذكر هدم الهيكل وسلب الآنية المقدَّسة، ولم يذكر أي إشارة إلى أن نبوخذنصر قد أحرق التوراة، فلم يكن محور اهتمام نبوخذنصر التوراة، ولم يكن لديه عداوة معهما مثلما كان أنطيوخس الرابع فيما بعد أيام المكابيين، إنما كان محور اهتمام البابليين الذهب والفضة والأموال (2مل 25، 2أي 39، إر 52).

 

2- ما ذكره "نورتن" أن البعض قالوا أن أكليمنضس السكندري والعلامة ترتليان قالا بأن التوراة فُقدت وأُحرقت في غزو نبوخذنصر لأورشليم وأن عزرا أعاد كتابتها، وقام "نورتن" بالاعتراض على مثل هذه الافتراءات وقال عنها أنها خرافات عجائزية، فأخذ الناقد بخبث شديد نفس الاعتراضات ونسبها إلى نورتن نفسه، ونورتن منها براء(1).

 

3- ما فعله عزرا هو أنه جمع الكتب المقدَّسة القانونية الموحى بها من الله، والتي لم يُفقد منها سفرًا واحدًا، وكانت التوراة متوفرة في أيدي اليهود، بدليل:

أ- أوصى موسى في شريعة الملك أن ينسخ له نسخة من التوراة ليقرأ فيها: "وعِنْدَمَا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَمْلَكَتِهِ يَكْتُبُ لِنَفْسِهِ نُسْخَةً مِنْ هذِهِ الشَّرِيعَةِ فِي كِتَابٍ مِنْ عِنْدِ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ" (تث 17: 18).

ب - عندما تعرَّض سكان أورشليم وبنو يهوذا للسبي في بابل كان معهم نسخ من التوراة، والدليل على هذا أن دانيال النبي قرأ وفهم وعرف مدة السبي فقال: "أنا دانِيآل فَهِمْتُ مِنَ الْكُتُب عدد السِّنِينَ الَّتِي كَانَتْ عَنْهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ، لِكَمَالَةِ سَبْعِينَ سَنَةً عَلَى خَرَابِ أُورُشَلِيمَ" (دا 9: 2) وصلّى قائلًا: "كَمَا كُتِبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، قَدْ جَاءَ عَلَيْنَا كُلُّ هذَا الشَّرِّ" (دا 9: 13).

ج - بعد العودة من السبي كان لديهم الأسفار المقدَّسة، وعندما اجتمعوا قرأ عزرا لهم منها حتى نصف النهار، وهذا يوضح الكم الضخم الذي تم تلاوته: "وقرأ فيها أمام السَّاحَةِ الَّتِي أمام باب المَاء من الصَّبَاحِ إلى نصْف النَّهَار أمام الرِّجَال والنِّسَاء والفَاهمين. وكانت آذَانُ كُلِّ الشَّعب نَحْوَ سفر الشَّريعة"(نح 8: 3) وتارة أخرى يقول نحميا أيضًا: "وقرأوا في سِفْرِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ إلهِهِم رُبْعَ النَّهَارِ وفي الرُّبعِ الآخرِ كَانُوا يَحْمَدُونَ وَيَسْجُدُونَ لِلرَّبِّ إِلهِهِمْ" (نح 9: 3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) راجع كتاب الهداية جـ3 ص 231.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1446.html

تقصير الرابط:
tak.la/pyyfpt7