St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1416- لماذا لم يذكر سفر الملوك الثاني ارتداد يوآش الذي جاء ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (2 أي 24: 15-22)؟

 

وقال البعض: "ومن الغريب جدًا أن بعض العلماء يشكُّون في صحة هذا الجزء ويتساءلون لماذا يتعمد كاتب الأخبار أن يُسوّد صحيفة ملك يوآش؟ إن سكوت (سفر) الملوك يتسم بالراحة ويبدو أيسر فهمًا في ضوء هذا الفصل"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- عندما قُتل أخزيا أرادت أمه عثليا بنت آخاب أن تنفرد بالحكم فأبادت جميع النسل الملكي، وأنقذت العناية الإلهيَّة طفلًا لأخزيا وهو يوآش إذ خبأته يهوشبعة وزوجها يهوياداع لمدة ست سنوات، وفي السنة السابعة نصَّبه يهوياداع والكهنة واللاويون ورؤساء الجيش ملكًا، وقتلوا عثليا، فقام يوآش بإصلاحات ضخمة وبدأ بداية حسنة، فهدموا بيت البعل وكسروا مذابحه وتماثيله، وعادت العبادة إلى بيت الرب وأصعدوا المحرقات كما هو مكتوب في شريعة موسى بالفرح والغناء "وعَمِلَ يُوآشُ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ" (2أي 24: 2). وكان يهوياداع هو الأب الروحي للملك الصغير والمُرشد الأمين له، ولكن للأسف الشديد أنه بعد موت يهوياداع عن عمر مائة وثلاثين عامًا، جاء رؤساء يهوذا وتملَّقوا الملك وخدعوه وسجدوا له... فماذا كانت النتيجة..؟. لقد "تَرَكُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ وَعَبَدُوا السَّوَارِيَ وَالأَصْنَامَ، فَكَانَ غَضَبٌ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ لأَجْلِ إِثْمِهِمْ هذَا"(2أي 24: 18) وبالرغم من إنذارات الأنبياء لهم إلاَّ أنهم لم يصغوا لهم، وعندما أنذرهم زكريا بن يهوياداع الكاهن "وقال لَهُمْ: هكَذَا يَقُولُ اللهُ: لماذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ. فَفَتَنُوا عَلَيْهِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ بِأَمْرِ الْمَلِكِ فِي دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ. وَلَمْ يَذْكُرْ يُوآشُ الْمَلِكُ الْمَعْرُوفَ الَّذِي عَمِلَهُ يَهُويَادَاعُ أَبُوهُ مَعَهُ، بَلْ قَتَلَ ابْنَهُ" (2أي 24: 20 - 22)، فبعد أن بدأ يوآش بالروح كمل بالجسد.

 

2- يقول "القمص تادرس يعقوب": "للأسف بدفن يهوياداع الذي كان مشيرًا للملك، دُفن كل فكرٍ صالح في الملك، ونسى ما فعله معه الكاهن، وكيف حفظه في الهيكل حتى يعتلي العرش في السابعة من عمره... يوآش الذي بدأ حياته كملك في غيرة متقدة على بيت الرب، إذ به في جحود يأمر بقتل زكريا بن يهوياداع داخل بيت الرب. عند قتله صرخ زكريا: "الرب يرى ويطال" (22). وهى صرخة ناموس يُنتَهلك، وسمع الله لهذه الصرخة... شرب يوآش من كأس الشر الذي ملأه، ومع هذا لم يستجب للتأديبات التي حلت عليه بالتوبة والرجوع إلى الله.

1) سمح الله بشرذمة قليلة من أرام أن تهزم جيشه العظيم وتقتل رؤساء الشعب.

2) أخذ حزائيل كل الأقداس وذهب الهيكل وما في خزائن بيت الملك (27).

3) أُصيب يوآش بسلسلة من الأمراض الكثيرة، ربما بسبب الضغوط الشديدة التي وقعت عليه. قد تكون أمراض جسدية أو عقلية. فمع كونه في ربيع عمره، كان يتخلَّص من مرض ليحل به مرض آخر.

4) بينما كان يظن أنه ينجو من الأمراض إذ به يُغتال بالسيف وهو على سريره، وذلك من أجل دماء أبناء يهوياداع البريئة، إذ قتل زكريا وإخوته (25).

5) إذ أعاد الملك تأسيس العبادة الوثنية، ودفع الشعب إلى عبادة الأصنام، ودخلوا في زيجات مع نساء وثنيات، هلك على يدي اثنين من أبناء الوثنيات. أوضح الكتاب أن اللذين فتنا عليه أحدهما ابن أم عمونية، والآخر أمه موآبية.

6) لم ينل يوآش حتى كرامة دفنه في قبور الملوك. هذا الذي في السابعة من عمره تُوّج ملكًا في بيت الرب بمجد عظيم وفرح. لم يُدفن في قبور الملوك، لأنه لطخ اسمه وكرامته... لم يُدفن يوآش الملك في قبور الملوك، بينما دُفن الكاهن يهوياداع في قبور الملوك"(2).

 

3- أغفل كاتب سفر الملوك هذا الفصل المأسوي من حياة يوآش، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكنه قال: "وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوآشَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هي مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا" (2مل 12: 19). ومن المعروف أن أي كاتب لأي سفر لا يذكر كل شيء عن الشخصيات التي يتناولها. كما أن أسفار الكتاب تُكمّل بعضها البعض، وإذ رأينا أن هناك أمور عديدة تجاوزها كاتب سفر أخبار الأيام ولم يذكرها، فلا عجب إذا وجدنا كاتب سفر الملوك يغفل بعض الأمور الخاصة بيوآش وسقوطه.

 

4- ما سجله كاتب سفر الأخبار لا يمكن التشكيك فيه، ومن يشكّك في أي جزئية من الكتاب لا يمكن أن ندعوه عالِمًا، فالقول "أن بعض العلماء يشكُّون في صحة هذا الجزء" قول خاطئ تمامًا، لأن العالِم يعلم يقينًا أن "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ" (2تي 3: 16) فالكتاب المقدَّس في مجمله وفي تفاصيله هو معصوم عصمة تامة وكاملة وشاملة، ولم يكن لأي كاتب من كتبة الأسفار المقدَّسة أية أغراض شخصية، ولا يمكن أن يكون هدف كاتب سفر الأخبار تلطيخ صحيفة يوآش الملك، إنما كان يكتب هذا الفصل المأسوي وهو يتأسى مما آل إليه حال هذا الملك الذي بدأ حسنًا ولم يكمل، بل انجرف نحو الهاوية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) أورده هـ. ل. أليسون - مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ2 ص 321.

(2) تفسير سفر أخبار الأيام الأول ص 304، 308، 309.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1416.html

تقصير الرابط:
tak.la/r32fndn