St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1412- هل هاجم يهوشافاط "بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْعَمُّونِيُّونَ" (2أي 20: 1) بحسب الطبعة البيروتية أم "الموآبيون والمعونيُّون" بحسب ترجمة كتاب الحياة؟ وهل هؤلاء جاءوا "من أرام" كما جاء في الطبعة البيروتية أم أنهم جاءوا "من أدوم" كما جاء في الطبعة العربية المشتركة؟

 

ج: 1- جاء في الطبعة البيروتية وهى مُترجمة عن الأصل العبري: "ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ أَتَى بَنُو مُوآبَ وبَنُو عَمُّونَ ومَعَهُمُ العَمُّونِيُّونَ على يَهُوشَافَاطَ لِلْمُحَارَبَةِ" (2أي 20: 1) وجاء في الهامش السفلي بدلًا من كلمة العمونيون " لعله المعونيون" (1أي 4: 41) وقُرئت الأدوميون". ويبدو أن كلمتي "المعونيون" و"العمونيون" في الأصل العبري متقاربتان جدًا أكثر من تقاربهما في اللغة العربية، حتى أنه عندما جاء في الطبعة البيروتية عن عُزّيا ملك يهوذا: "وسَاعَدَهُ اللهُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَعَلَى الْعَرَبِ السَّاكِنِينَ فِي جُورِ بَعْلَ والْمَعُونِيِّينَ" (2أي 26: 7) جاء في الهامش عن المعونيين أنها قُرئت العمونيين. وفي الترجمة السبعينية تُرجمت "وبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْعَمُّونِيُّونَ" (2أي 20: 1) إلى المعونيون، وهذا ما أخذت به ترجمة كتاب الحياة: "ثم اجتمع الموآبيون والمعُونيُّون لمحاربة يهوشافاط" (2أي 20: 1).

وفي الترجمة اليسوعية: "وأتى بعد ذلك بنو موآب وبنو عمُّون ومعهم من المعونيّين لمقاتلة يوشافاط" (2أي 20: 1).

وكذلك الترجمة العربية المشتركة: "وبَعْدَ ذلِكَ جاء بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْمعَونِيُّونَ لمقاتلة يَهُوشَافَاطَ" (2أي 20: 1) وجاء في الهامش: "المعونيون هكذا في اليونانية. في العبرية: العمونيون وهم شعب أقام جنوب أدوم".

 

2- يقول "القس وليم مارش": "ومعهم العمونيون: والعمونيون هم بنو عمون. ويظن أكثر المفسرين أن المراد هنا المعونيون (1أي 4: 41؛ 2أي 26: 7) والمظنون أنهم سكنوا جبل ساعير (1أي 4: 10) وكانت مدينتهم "معان" إلى جهة الجنوب من وادي موسى وعلى بُعد 12 ميلًا منه وهى "معان" الحالية على طريق الحج من الشام"(1).

 

3- جاء في "دائرة المعارف الكتابية": "وكان المعونيون يقطنون في جبل سعير (أدوم). ومن الواضح أن عاصمتهم كانت "معون" (معان حاليًا) على بُعد نحو اثني عشر ميلًا إلى الجنوب الشرقي في البتراء"(2).

 

4- جاء في الطبعة البيروتية: "فَجَاءَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوا يَهُوشَافَاطَ قَائِلِينَ: قَدْ جَاءَ عَلَيْكَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ عَبْرِ الْبَحْرِ مِنْ أَرَامَ، وَهَا هُمْ فِي حَصُّونَ تَامَارَ. هي عَيْنُ جَدْيٍ" (2أي 20: 2). بينما جاء في الطبعة العربية المشتركة: "فأقبل من أخبر يهوشافاط بالأمر وقال له: جاء لقتالك جمهور كثير من جهة بحر الميت من أدوم. وها هم بلغوا حصون تامار التي هي عين جدي" (2أي 20: 2).

والحقيقة أن بني موآب وبني عمون سكنوا شرق الأردن، بنو موآب في الجنوب وبنو عمون في الشمال، وسكن الأدوميون جنوب يهوذا، بينما مملكة آرام تقع في الشمال، بعيدة عن البحر الميت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... فكيف جاء في الطبعة البيروتية أن هؤلاء الغزاة جاءوا من آرام؟

معنى كلمة "آرام" هنا "الأرض المرتفعة" وليس مملكة آرام، فعندما قال المخبرون: أن جمهور كثير جاء من عبر البحر أي جاءوا عبر البحر الميت، وأنهم جاءوا من آرام أي جاءوا من المنطقة المرتفعة، فالكاتب لم يقصد بآرام هنا مملكة آرام التي يحدها جبال طوروس شمالًا ودمشق وما وراءها جنوبًا، وما وراء الفرات شرقًا، وجبال لبنان غربًا، إنما قصد الكاتب أن هؤلاء الغزاة جاءوا من شرق الأردن ومن الجنوب عبر الأرض المرتفعة(3) والذي يطلع على جغرافية هذه المنطقة يجدها منطقة تلال جيرية مرتفعة ولذلك يُطلق عليها الأرض العالية أو المرتفعة، تتوفر فيها خزانات المياه الطبيعية وبالتالي فإنها تصلح للمعيشة، والذي يؤكد هذا أن حصون تامار التي هي عين جدي والتي عسكر فيها الغزاة تقع على الساحل الغربي للبحر الميت في المنتصف مقابل أرض يهوذا، ونحن ليس لدينا ما نخفيه، ولذلك جاء في هامش الطبعة البيروتية عن آرام أنها قرئت أدوم، وجاء في هامش الطبعة العربية المشتركة عن أدوم أنها وُجدت هكذا في مخطوط عبري وترجمة لاتينية، وفي العبرية جاءت آرام.

 

@@@@@@@@ خريطة

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ5 ص56.

(2) دائرة المعارف الكتابية جـ7 ص185.

(3) يُرجى الرجوع إلى موقع هوليبايبلوان.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1412.html

تقصير الرابط:
tak.la/3qx2qr8