St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1395- كيف يُصعِد داود محرقات وذبائح سلامة ويبارك الشعب (1 أي 16: 2) مغتصبًا بهذا عمل الكهنوت؟

 

ج: 1- جاء في سفر الأخبار: "ولَمَّا انْتَهَى دَاوُدُ مِنْ إِصْعَادِ الْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ بَارَكَ الشَّعْبَ باسْمِ الرَّبِّ"(1أي 16: 2) وقول الكتاب أن داود أصعد محرقات وذبائح سلامة لا يعني أنه قام بهذا العمل الذي لا يقوم به إلاَّ الكاهن بنفسه، ولكنه أتم هذا العمل من خلال الكهنة، وقد تعلم داود درسًا قاسيًا عندما شاهد عُزة يسقط ميتًا لأنه تجرأ ومد يده ولمس التابوت عندما انشمصت الثيران، لأنه لا يجوز له لمس التابوت، وبهذا الحدث تمكَّنت مخافة الرب وخشيته في قلب داود، فليس من المعقول أن يرتكب خطأ يغضب الرب، وهو الذي يعرف اختصاصات الكهنة واللاويين جيدًا، وقد "قَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ رُؤُوسُ آبَاءِ اللاَّوِيِّينَ، فَتَقَدَّسُوا أَنْتُمْ وَإِخْوَتُكُمْ وَأَصْعِدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ... لأَنَّهُ إِذْ لَمْ تَكُونُوا فِي الْمَرَّةِ الأُولَى، اقْتَحَمَنَا الرَّبُّ إِلهُنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَسْأَلْهُ حَسَبَ الْمَرْسُومِ" (1أي 15: 12، 13). ويقول "القمص تادرس يعقوب": "لا يعني هذا أن داود قام بنفسه بإصعاد المحرقات وتقديم الذبائح، إنما قدَّم الحيوانات، وقام الكهنة بذبحها وتقديمها للرب، وذلك كما يُقال أنه نصب الخيمة، لا يعني أنه بنفسه قام بالمباني، إنما اهتم بشراء المواد وطلب من البنائين والنجارين وغيرهم عمل الخيمة ونصْبها"(1).

 

2- جاء في سفر الأخبار عن داود النبي: "بَارَكَ الشَّعْبَ بِاسْمِ الرَّبِّ. وَقَسَمَ عَلَى كُلِّ آلِ إِسْرَائِيلَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، على كُلِّ إِنْسَانٍ، رَغِيفَ خُبْزٍ وَكَأْسَ خَمْرٍ وَقُرْصَ زَبِيبٍ"(1أي 16: 2، 3). فداود هنا يبارك الشعب كما سبق موسى وبارك الشعب عقب الانتهاء من صنع خيمة الاجتماع "فَنَظَرَ مُوسَى جَمِيعَ الْعَمَلِ، وَإِذَا هُمْ قَدْ صَنَعُوهُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. هكَذَا صَنَعُوا. فَبَارَكَهُمْ مُوسَى" (خر 39: 43) وكان موسى نبيًا ولم يكن كاهنًا، وهكذا بارك داود النبي والملك الشعب بِاسم الرب، أي التمس لهم البركة من الرب كقول الكتاب في موضع آخر "وباركَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ" (1أي 29: 10)، وعقب هذه البركة خرَّ الشعب وسجدوا للرب وللملك. وكما بارك داود الشعب هكذا فعل ابنه سليمان فيما بعد وقت تدشين الهيكل، إذ "حَوَّلَ الملِكُ وجهَهُ وبارَكَ كُلَّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ، وكُلُّ جُمْهُورِ إسْرَائِيلَ واقفٌ. وقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إلهُ إِسْرَائِيلَ" (1مل 8: 14، 15)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفي هذا الموقف كان داود رمزًا للسيد المسيح الذي يمنح البركة على طقس ملكي صادق، ولذلك قَسَمَ على كل إنسان في إسرائيل رغيف خبز وكأس خمر.

 ويقول "القمص تادرس يعقوب": "مباركة الشعب بِاسم الرب": مع أن داود ليس كاهنًا، لكنه إذ هو رمز لابن داود الكاهن على طقس ملكي صادق بارك الشعب. تكرَّر الأمر عند تدشين الهيكل حيث بارك سليمان الشعب بكونه رمزًا للسيد المسيح ملك السلام... لكيما يتمتع الشعب بالفرح وبقدسية هذا اليوم، أعطاهم داود البركة بِاسم الرب كأب مع بنيه. فقد صلَّى إلى الله من أجلهم، واستودعهم لنعمته، كما يقول الترجوم: {بِاسم كلمة الرب، الكلمة الأبدي، الذي هو يهوه، ومنه تأتي لنا كل بركة}"(2).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تفسير أخبار الأيام الأول ص 417.

(2) تفسير أخبار الأيام الأول ص 416، 417.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1395.html

تقصير الرابط:
tak.la/da8gar6