St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1277- أليس كموش وملكوم اسمان لإله واحد (1مل 11: 33)؟ وأين سفر "أمور سليمان" (1مل 11: 41) وسفر "أخبار أيام إسرائيل" (1مل 16: 5، 14، 20، 27، 2مل 13: 8، 12..) وسفر أخبار أيام يهوذا (2مل 8: 23)؟

 

ج: 1- كموش إله موآب، وملكوم أو مولك وإله عمون (1مل 11: 7) كليهما يعبر عن إله النار، أي أن كموش ومولك اسمان لإله وثني واحد، وهو تمثال مُفرَّغ من النحاس، يوقدون تحته النيران، ويلقون بأطفالهم عراة في أحضانه فيحترقون بينما دقات الطبول وصرخات الواقفين تغطي على صراخ الطفل البريء، ولم تكن في العبادات الوثنية ما هو أشد وأفظع من عبادة كموش أو ملكوم(1).

          وجاء في " دائرة المعارف الكتابية " عن " كموش": "كموش: الإله القومي لموآب كما كان بعل للصيدونيين، وملكوم (مولك أو ملكام) للعمونيين. ويوصف الموآبيون بأنهم " أمة كموش" (عد 21: 29) و" شعب كموش" (أر 48: 46) ويصوّره أرميا إلهًا عاجزًا عن إنقاذ شعبه، بل وسيذهب هو نفسه (أي تمثاله) إلى السبي مع كهنته ورؤسائه " فيخجل موآب من كموش، كما خجل بيت إسرائيل من بيت إيل " حيث كان يوجد أحد العجلين الذهبيين اللذين أقامهما يربعام بن ناباط"(2).

          كما جاء في " دائرة المعارف الكتابية " عن " ملكوم": "ملكوم: اسم سامي معناه " ملكهم " وهو اسم إله بني عمون (1مل 11: 5، 33، 2مل 23: 13، صف 1: 5) ويُسمى أيضًا " مولوك" (أع 7: 43) وكانوا يقدمون له الأطفال محرقات وبخاصة في " توفة" (ومعناها " حفرة النار " في الآرامية) في وادي ابن هنوم في الجنوب الغربي من أورشليم (2مل 23: 10، أر 32: 35) وقد بنى له سليمان مرتفعة، فكان أن ترك بنو إسرائيل الرب وسجدوا للإلهة الوثنية (1مل 11: 5، 33)"(3).

 

St-Takla.org Image: Molech the God - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873 صورة في موقع الأنبا تكلا: الإله ملكوم - مولك - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون

St-Takla.org Image: Molech the God - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإله ملكوم - مولك - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون

2- كلمة "سفر" أي كتاب، وليس شرطًا أن يكون هذا الكتاب من الكتب المقدَّسة القانونية المُوحى بها والمعصومة من الخطأ، بل قد يكون كتابًا تاريخيًا أو شعريًّا أو مدنيًا، مثل سفر ياشر الذي أشار إليه داود النبي في سفر صموئيل الثاني (2صم 1: 18) ولم يكن سفرًا قانونيًا ولا مُوحى به من الله، لأنه منذ القديم قد فصلت الكنيسة بين الأسفار القانونية المُوحى بها وبين الأسفار غير القانونية التي هي نتاج عمل بشري محض. فقد كان سفر ياشر سفرًا تاريخيًا شعبيًا سُجل فيه بعض الأحداث بدقة وأمانة وقد أستشهد يشوع وصموئيل بهذا السفر التاريخي بالرغم من أنه ليس من الأسفار المقدَّسة ولا يُعد هذا غريبًا فبولس الرسول أستشهد ببعض الفقرات لبعض الشعراء اليونانيين في بعض رسائله. وكان الملوك يحرصون على تسجيل الأحداث الخاصة بهم كنوع من تخليد ذكراهم، بل أن فراعنة مصر كانوا ينقشون هذه الأحداث على الأحجار الضخمة، وهكذا كان " سفر أمور سليمان " يدوَّن فيه الأحداث الخاصة بمملكة سليمان مثل حدود المملكة واتساعها وتنظيماتها ومؤسساتها وقوتها وجيشها وأسطولها التجاري وعلاقة سليمان بالملوك المعاصرين له، وأيضًا يُسجّل تفاصيل حياة سليمان يومًا فيومًا، ويحفظ هذا السفر عادة في مكتبة القصر الملكي، وربما حوى الكتاب بعض الأمور عن الطب والفن المعماري والأدب والشعر والحِكم... إلخ وكذا كان " سفر أخبار أيام إسرائيل " يُدوَّن فيه الأحداث الخاصة بملوك المملكة الشمالية، و" سفر أخبار أيام يهوذا " يُدوَّن فيه الأحداث الخاصة بملوك المملكة الجنوبية. وقد يكون كتَّاب أسفار الملوك وأخبار الأيام قد استعانوا بهذه الكتب وأخذوا منها ما يناسب روح الكتاب المقدَّس الذي يتناول المواضيع من وجهة نظر روحية لاهوتية.

 

3- يقول " هنري ل. روسييه": "نجد هنا أنه يشير مرارًا كثيرة إلى هذه الأسفار وهي أخبار أيام إسرائيل وأخبار أيام يهوذا. هذه الكتب سُجّلت في زمان حكم هؤلاء الملوك سواء كانوا يهودًا أو أممًا،  وليس لهذه الكتب ارتباط بكلمة الله، ولذلك لم يُسرَّ الرب أن يسجل أو يشرح منها. أن هذه الكتب قد فُقدت، وربما يعثر أحد على أجزاء منها في وقت ما. والمؤمن لا يحتاج لأي واحد منها إذ له كلمة الله، وفي أسفار الوحي يجد السرد الإلهي لكل ما هو ضروري له وكذلك التقييم الإلهي لشعبه وللحوادث وللأشياء، وقد نجد في الكتابات غير المُوحى بها حقائق وحوادث صحيحة، ولكن مثل هذه الأعمال المكتوبة في كتابات لا تحمل إلاَّ تقدير الناس، وقد نجد ما هو أعظم من ذلك، فرجال الله والأنبياء والرائين يستخدمهم الله لتسجيل هذه الأخبار وكتابة الأنساب والأقوال والأعمال والشرح (2 أي 12: 15، 13: 22) هذه الكتابات ليست هي كلمة الله المُوحى بها وهي ليست ذات قيمة لإقامة حق الله مع أن الذهن البشري قد يتلذذ بها ولذلك فقد اختفت بينما بقيت كلمة الله"(4).

 

4- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "وهناك أخبار أخرى كتبت بشيء من التفصيل في بعض الكتب التي كتبها المؤلفون مثل (سفر أمور سليمان) أو (سفر أعمال سليمان) وهو:

(أ) إما التسجيلات اليومية التي كان يكتبها الموظفون المختصون ويدوّنون فيها الأحداث التي تحدث يومًا فيومًا وهي بمثابة (مفكرة) يومية. وكان الملوك في معظم الممالك يفعلون هكذا ويسمُّون هذه المفكرة (أخبار أيام الملك) وهي غير سفري الأخبار اللذين نقرأهما في الكتاب المقدَّس لأنها من الكتب المُوحى بها. وقد كان لأحشويرش ملك مادي وفارس مثل هذا السفر لأخبار الأيام (أش 6: 1) وهكذا كان لغيره من الملوك.

(ب) وقد يكون (سفر أمور سليمان) كتابًا تاريخيًا كتبه أحد المؤلفين المعجبين بسليمان ضمنه الكثير من أعماله، وأمثلة كثيرة من مظاهر حكمته.

والكتاب المقدَّس الذي يشجع على الإطلاع والقراءة والبحث العلمي المفيد يلفت نظر الراغبين في معرفة المزيد عن سليمان أن يرجعوا إلى هذا الكتاب إذا أرادوا. وكلمة (سفر) بوجه عام تعني أي كتاب سواء كان من الكتب المُوحى بها أو من غيرها"(5).

 

5- جاء في " التفسير التطبيقي": "كانا كتابا أخبار ملوك مملكتي إسرائيل ويهوذا (8: 23) كتابين تاريخيين، وقد أنتخب كاتب سفر الملوك الثاني، بوحي من الله، حقائق من هذين الكتابين، ليقص لنا قصة هاتين المملكتين من وجهة نظر الله، فقد هيمن الله على أفكار الكاتب، وعلى عملية الاختيار، ليضمن وصول رسالته إلينا اليوم"(6).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) راجع مدارس النقد جـ 8 س 1019.

(2) دائرة المعارف الكتابية جـ 6 ص 382.

(3) المرجع السابق جـ 7 ص 221.

(4) تأملات في سفر الملوك الأول ص 142، 143.

(5) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الملوك الأول ص 150، 151.

(6) التفسير التطبيقي ص 778.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1277.html

تقصير الرابط:
tak.la/m3hqg8k