St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1272- كيف يتزوج سليمان بألف زوجة ويسلم نفسه لهن حتى تجتذبنه إلى عبادة الأوثان (1مل 11: 1-11)؟ وكيف يتفق هذا مع مدح السيد المسيح له ووصفه بالحكمة والعظمة (مت 12: 42)؟(1)

 

St-Takla.org Image: Solomon Commits Idolatry - The idolatry of Solomon, his sin (I Kings 11:4) صورة في موقع الأنبا تكلا: سليمان يقع في الخطية والوثنية (ملوك الأول 11: 4)

St-Takla.org Image: Solomon Commits Idolatry - The idolatry of Solomon, his sin (I Kings 11:4)

صورة في موقع الأنبا تكلا: سليمان يقع في الخطية والوثنية (ملوك الأول 11: 4)

          كما يقول " علاء أبو بكر": "هكذا يعصي النبي المُرسَل، النبي المصطفى المختار، أوامر ربه! أهكذا تكون القدوة: نبي زير نساء؟ ألم يكفه ألف امرأة؟! أنبي الله معتوه لا يعرف كيف يختار زوجته التي تتحمل معه عبء الدعوة وتكون قدوة لنساء قومها؟ بالله عليكم ما المقصود بضرب القدوة الفاسدة في كتابكم؟ ولو كان هذا الهراء حقيقة، فأين قدوتكم في الحياة؟ هل تريد أن تقنعني أن البابا والأسقف والقسيس أكثر برًا وقداسة من الأنبياء؟ فكر في أيقونات القديسين التي تملأ الكنائس والكتب! ثم اسأل نفسك: من أكثر برًّا وصلاحًا: الأنبياء أم القديسين؟ وإذا جاز أن يزني النبي ويعبد الأوثان، أفلا يكون القديس أكثر تقوى منه؟ وهذا غير جائز. وإلاَّ لاتُهِمت الذات العليا بأنها أقل حصافة وأقل توفيقًا من البابا في اختيار قديسيه؟"(2).

          وأيضًا يقول " علاء أبو بكر": "ألم يقل نبيكم الذي تؤلّهونه (وهوذا أعظم من سليمان هنا) (مت 12: 42)؟ فما هي العظمة في كُفِر نبي وعدم طاعته لله الذي تراءى له مرتين؟ أم هل أخطأ ربكم في " متى " أم نسى تاريخ نبيه الأسود؟ أم غفر له؟ فلو أخطأ أو نسى لما كان إلهًا! ولو غفر له لكان غفرانه لآدم وحواء أولى، ولسقطت عقيدة بولس في الفداء!"(3)

          وكذلك يقول " علاء أبو بكر": "يقول (الأب) متى المسكين في تفسيره لإنجيل متى عن سليمان ص 125: {إلاَّ أن حياته سارت في مجون الغنى وفُجر الملوك، ولم يبلغ منزلة أبيه في الروحيات، الذي ما فتئ حزينًا على خطيته حتى مات ويده على القيثارة وفمه ينطق بالإلهيات. ولو أن الشواهد كثيرة التي تحكي عن توبة سليمان خاصة بعد أن بنى هيكل الرب، فصلاته في الهيكل يوم تدشينه تحفة من أمجد وأطول الصلوات التي رُفعت لله في بيته (1مل 8: 12 - 54) وتكلَّم كل كتبة العهد القديم والجديد يصفون حكمة وغنى سليمان. لكن تبقى النساء داءه الوبيل الذي صار عارًا على التاريخ}.

أتمنى أن يكون قد لاحظ القارئ قول (الأب) متى المسكين أن سليمان كفر وتاب وقبل الله توبته. وهو هنا وضع نفسه في مأزق كبير: فلطالما الله يقبل التوبة من عباده ويغفر فما حاجته لأن يتجسد ويُصلب؟

والنقطة الثانية أن الله لم يتب على سليمان، لأنه لم يندم على ما فعل، بل إلى نهاية عمره استمرت عبادة الأوثان بجوار الهيكل الذي بناه. ثم أن كفره كان بعد بناء الهيكل وصلاته فيها، على خلاف ما يقول به (الأب) متى المسكين، فأقرأ ما تقوله دائرة المعارف الكتابية مادة (سليمان): {كما لم يحس سليمان -الإحساس الكافي- برسالته للعالم، بل بالحري سمح بالعبادات الوثنية في بلاده، بل وبالقرب من هيكل الرب في أورشليم، ولم يبذل أي جهد واضح في نشر عبادة يهوه بين الشعوب المجاورة، فضاعت منه هذه الفرصة الذهبية، والأدهى من ذلك أنه أحب نساء غريبة كثيرة... في شيخوخته " أملن قلبه وراء آلهة أخرى... وعمل سليمان الشر في عيني الرب " وبنى مرتفعات للعديد من الأوثان... فغضب الرب على سليمان... مما جعل الرب يمزق المملكة عنه ويعطيها لعبده..}.. {وقد سمح سليمان للكثيرات من أولئك النسوة أن يعبدن آلهتهن بل بالحري بنى لهن معابدهن... وظلت هذه المعابد الوثنية التي بناها سليمان لنسائه الغريبات فخًا لإسرائيل، إلى أن هدمها يوشيا الملك (2مل 23: 13، 14)}..

وبذلك يكون سليمان قد كفر في أواخر حياته، بعد ما بنى الهيكل، ومات على كفره... ونعود إلى سؤالنا: كيف يسميه الكتاب حكيمًا؟ ولو كان يسوع إلهًا لكان قد علم  أن هذا الرجل سليمان قد مات كافرًا، ولما امتدحه بالحكمة، لأن الكفر لا يُعد من الحكمة، بل من الغباء أن يغضب الإنسان ربه، ويرمي بنفسه في أحضان الشيطان وتكون أمه الهاوية؟"(4).

ويقول " زينون كوسيدوفسكي": "وقد جلبت نسوة سليمان إلى القصر مع عاداتهن وتقاليدهن تماثيل آلهتهن أيضًا. فوقع سليمان خاصة في سنوات حياته الأخيرة، وتحت تأثير زوجاته، ومارس طقوسًا وثنية مختلفة. فمن المعروف مثلًا أن طقوس بعل وعشتار وملوخ كانت تُمارس في معبد أورشليم"(5).

ويقول " أحمد ديدات": "كان لدى سليمان الحكيم ألف زوجة ومحظية كما تثبت هذه الحقيقة نصوص الكتاب المقدَّس... لم يكتفوا بإثبات عدد نسائه عليه السلام ومحظياته بل أضافوا رأيهم في نبي من أنبياء الله عليه السلام. قالوا " فأمالت نساؤه قلبه " ولست أدري ما إذا كان أي رجل في العالم يحب مثل هذا الوصف! عندما يميل نساء الرجل قلبه يكون هذا انتقاصًا من الرجولة، فما بالنا بالنبوءة؟ وأين عصمة الأنبياء؟ لا عصمة للأنبياء في الكتاب المقدَّس.

ولقد كان لسيدنا إبراهيم أكثر من زوجة، وكذلك كانت ليعقوب (إسرائيل) الجد الأعلى لبني إسرائيل، أكثر من زوجة، وكان لسيدنا داود أكثر من زوجة، ويقول المؤلف: ولم توجه كلمة لوم واحدة في الكتاب المقدَّس لهذه الحالات الواضحة من حالات تعدد الزوجات"(6).

ويقول " الخوري بولس الفغالي": "وبدأ يتعبَّد (سليمان) لآلهة كل امرأة، ويعذر الكاتب سليمان فيعزو هذا الجحود إلى زمن شيخوخته... نشير هنا إلى أن سفر الأخبار لم يذكر هذه الصفحة غير المشرّفة من حياة سليمان"(7).

ويقول " دكتور سيد القمني": "وكيف يطيق الملك وصال هذا الحشد المهول من الأجساد، فقد منحه الله قدرة أكثر هولًا تمثلت في قول الكتاب: {وكان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كر سميذ وستين كر دقيق وعشرة ثيران مسمَّنة وعشرين ثورًا من المراعي ومئة خروف ماعدا الأيائل والظباء واليحامير والأوز المسمَّن {(1مل 4: 22، 23).."(8).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: يمكن تحديد نقاط الاعتراض فيما يلي:

1- كيف لم يكتفِ سليمان بألف امرأة؟

2- هل البابا والأسقف والقس أكثر قداسة من الأنبياء؟ وإن كان النبي يزني ويعبد الأوثان فكم وكم حال القديس؟ ولو كان حال القديس أفضل من حال النبي، فهل هذا يعني أن اختيار البابا لقديسيه أفضل من اختيار الله لأنبيائه؟

3- أين هي حكمة وعظمة سليمان التي امتدحها السيد المسيح قائلًا: "مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا" (مت 12: 42) أي أن سليمان كان عظيمًا ولكن السيد المسيح أعظم؟

4- هل نسى الله تاريخ سليمان الأسود، أم أنه غفر له..؟ لو كان الله نسى فهو ليس بإله، ولو أن سليمان كفر وأناب وغفر الله له كقول الأب متى المسكين، فلماذا لم يغفر الله لآدم وحواء، وبهذا تسقط عقيدة بولس في الفداء..؟ لو كان يسوع إلهًا فكيف لا يعلم أن سليمان قد مات كافرًا، وكيف يمتدحه ويصفه بالحكمة؟ وهل تتفق الحكمة مع الغباء الذي يجلب غضب الله على الإنسان؟

5- هل سليمان لم يتب ولم يندم وظل حتى نهاية عمره يعبد الأوثان؟ وهل عبادة الأوثان ظلت قائمة بجوار الهيكل حتى هدمها يوشيا الملك (2مل 23: 13، 14) أم أن طقوس بعل وعشتار ومُلوخ كانت تُمارس داخل الهيكل؟.

6- كيف يمكن لنساء سليمان أن يملنَ قلبه..؟ أين رجولته ونخوته وشهامته ونبوءته؟

7- لماذا لم يوجه الكتاب المقدَّس اللوم لإبراهيم ويعقوب رغم سقوطهم في تعدد الزوجات؟

8- لماذا تغاضى أخبار الأيام عن خطية سليمان هذه فلم يذكرها؟

9- كيف استطاع سليمان أن يعاشر ألف امرأة؟ وهل الله وهبه طاقة جنسية غير عادية بدليل أن طعامه في اليوم الواحد كان ثلاثين كر سميذ وستين كر دقيق وعشرة ثيران مسمّنة وعشرين ثورًا ومئة خروف ماعدا الأيائل والظباء واليحامير والأوز المسمَّن؟

 

     وبادئ ذي بدء دعنا نؤكد ونشدّد على أن سليمان هو إنسان له طبيعته البشرية ومعرض للخطأ، وليس إلهًا معصومًا من الخطأ، ونحن لا نؤمن بعصمة الأنبياء، ولهذا تعرَّض الكتاب المقدَّس لخطايا الأنبياء بدون حرج ولا خجل، فهؤلاء الأنبياء هم من نفس عجينة البشرية، لديهم نفس الرغبات والغرائز البشرية، ولهم ضعفاتهم وسقطاتهم لأن "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رو 3: 12) وكتابنا المقدَّس صادق وأمين، لم يحاول تجميل الصورة على حساب الحق، فذكر فضائل هؤلاء الأنبياء ومحبتهم لله وأوجه العظمة في حياتهم، وأيضًا لم يغفل ضعفاتهم وخطاياهم، وهؤلاء الأنبياء لم يعيشوا حياة التسيب والخطية والفساد، بل كانت سقطاتهم أمرًا استثنائيًا تابوا عنها، وعاشوا حياة مقدَّسة مرضية لله. كما أن الله لم يتهاون معهم ولم يهادنهم بل نالوا العقوبة التي يستحقونها، وأيضًا القرآن لم يصمت عن خطايا الأنبياء، حتى أنه ذكر أن يوسف أخطأ إذ تجاوب في البداية مع امرأة فوطيفار (سورة يوسف 24) رغم تبرئة الكتاب المقدَّس لساحته، وقد سبق مناقشة موضوع خطايا الأنبياء بالتفصيل فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 5 س 434.

 

     والآن دعنا يا صديقي نجيب على نقاط الاعتراض واحدة فواحدة بصراحة كاملة:

1- كيف لم يكتفِ سليمان بألف امرأة؟

أ - عدد كبير من زيجات سليمان كان الهدف منه سياسيًا، ففي تلك العصور كان التصاهر يمنع نشوب الحروب التي كانت تنشب لأتفه الأسباب، بل أحيانًا كانت الحروب تعتبر نوعًا من التريض، ولذلك كانت تبدأ مع فصل الربيع. كما أن المعاهدات الدولية كانت تختم بالتصاهر كما حدث من زواج سليمان بابنة فرعون مصر، فساد السلام بين مصر وبني إسرائيل.

ب - كان عدد زوجات الملوك في ذلك الزمان يعد دليلًا على عظمة الملوك، ولأن ملوك ذاك الزمان أكثروا من النساء كدليل على عظمتهم، فإن سليمان دخل معهم ذاك السباق الخاسر، وربما تفوق عليهم جميعًا، فكان هذا لحزنه ووجع قلبه، وكانت النتيجة " غَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِه الرَّبُّ" (1مل 11: 9، 10).

جـ- صار سليمان مثلًا صارخًا يعلن أن كل شهوات الجسد والعالم لا تشبع الإنسان، فهذه الملاذ أشبه بمياه مالحة إذا شرب منها الإنسان ازداد عطشًا، ولعل هذا ما عبر عنه سليمان الحكيم عندما قال: "كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ... الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ" (جا 1: 7، 8) وبعد أن حاول سليمان جاهدًا من الشبع من ملاذ هذه الحياة، وبنى لنفسه بيوتًا وغرس كرومًا وعمل جنَّات وفراديس، يقول " اتَّخَذْتُ لِنَفْسِي مُغَنِّينَ وَمُغَنِّيَاتٍ وَتَنَعُّمَاتِ بَنِي الْبَشَرِ، سَيِّدَةً وَسَيِّدَاتٍ... وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا" (جا 2: 8، 10) وفي النهاية سجل سليمان النتيجة النهائية لاختباراته قائلًا: "بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ" (جا 1: 2).. " فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ" (جا 2: 11).. يقول " دكتور فرج فودة": "فالتسري بالجواري والتمتع بما ملكت الأيمان (اليمين) أمر لا ينكره الشرع، ولا يشترط فيه القرآن، ولا ينهي عنه القرآن، وهو رخصة ترخَّص بها يزيد، وترخَّص بها كبار الصحابة قبل يزيد...  فقد روى عن الخليفة المتوكل -العباسي- أنه {كان منهكًا في اللذات والشراب، وكان له أربعة آلاف سرية، ووطئ الجميع} وقد تثير هذه القدرات الخارقة لُعاب منتجي أفلام (البورنو porn) في عصرنا الحديث، لكنها ممجوجة مكروهة إن كان الحديث عن الحكام في الإسلام أو حتى في غير الإسلام"(9).

د  - عندما أكثر سليمان من زيجاته فأنه تغافل الوصية الإلهيَّة الخاصة بالملك " لاَ يُكَثِّرْ لَهُ الْخَيْلَ... وَلاَ يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ" (تث 17: 16، 17)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما أنه تغافل الوصية الإلهيَّة التي تنهي عن الزواج بالأجنبيات: "اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ... تَأْخُذُ مِنْ بَنَاتِهِمْ لِبَنِيكَ، فَتَزْنِي بَنَاتُهُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ، وَيَجْعَلْنَ بَنِيكَ يَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ" (خر 34: 15، 16) وفي نفس النص الذي حمل لنا خبر زيجات سليمان من الأمميات (1مل 11: 1) جاءت الآية التالية مباشرة أن سليمان تزوج " مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ" (1مل 11: 2) وبينما أوصى الله برجم الإنسان الذي يتشبث بآلهة الأمم ويسجد لها (تث 17: 2 - 7) فإن سليمان تعايش مع تلك النساء اللاتي عبدن آلهتهن، ونسى سليمان وصية يشوع للأجيال بأن الزيجات بالأجنبيات هو فخ يؤدي إلى تخلي الله عن شعبه (يش 23: 12، 13) وهكذا تجاهل سليمان الأوامر والوصايا الإلهيَّة فسقط في الفخ ولولا أن مراحم الله قد أدركته لهلك في خطايا.

هـ- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس " عن سليمان: "لقد أعطاه الله الحكمة، وربما استخدم حكمته في حل بعض المشاكل والحكم في القضايا، ولكنه للأسف لم يستخدم الحكمة دائمًا في نفعه الروحي لأنه في آخر أيامه تصرف بدون حكمة... ولعل عوامل كثيرة دفعت سليمان إلى هذه المصاهرات:

(أ) فربما قصد أن يزيد من أواصر المودة بينه وبين الشعوب المختلفة وملوكها وعظمائها، غير أنه كان يمكنه تحقيق هذا الهدف السياسي بدون هذه المصاهرة التي تعرضه للخطر وتفصله عن الرب إلهه.

(ب) ولعله فعل هذا طمعًا في العظمة والمجد الباطلين لكي يتشبه بملوك العالم الذين يظنون أن كثرة النساء ضرب من هذه العظمة. وهو في ذلك مخطئ أيضًا لأن الرب قد وهبه عظمة ومجدًا يفوقان عظمة ومجد جميع الملوك.

(ج) على أن العامل الأساسي كان خضوعه لشهوات جسده لأن الكتاب يقول أنه "أحبَّ نساء غريبة" وأنه "التصق بهؤلاء بالمحبة". والإنسان متى أفسح المجال للخطية الواحدة لتدخل في حياته، جذب وراءها خطايا كثيرة، وأصبح من السهل عليه أن ينحدر من هوة إلى هوة أشر منها إلى هوة ثالثة إلى ما لا نهاية"(10).

 

2- كل من الأنبياء والباباوات والأساقفة والقسوس أخطأوا، وليس إنسان بلا خطية، ولكن ما يميز هؤلاء محبتهم العظيمة لله، ونحن لا نفاضل بين نبي وبابا وأسقف وقس، فالله هو العالِم بالقلوب، وربما إنسان علماني بسيط لا يحمل درجة كهنوتية ويكون على قدر عظيم من التقوى والقداسة، هكذا كان الأنبا رويس وسمعان الخراز. ثم من قال أن البابا هو صانع القديسين أو هو الذي يختار هذا الإنسان ليكون قديسًا، والذي يعلن قداسة إنسان في كنيستنا القبطية ليس البابا بمفرده، بل المجمع المقدَّس الذي يضم جميع الأساقفة، وبعد مرور نحو خمسين عامًا من نياحة هذا الإنسان لئلا يكون جيله منساقًا وراء عواطف بشرية.

 

3- وهب الله الحكمة لسليمان، وقال له: "هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ" (1مل 3: 12) فقد وهب الله سليمان الحكمة، ولم يهبه العصمة من الخطأ، ولو افترضنا جدلًا أن الله وهب إنسانًا العصمة من الخطأ، فأي فضل لهذا الإنسان عندما يفعل الصلاح ولا يخطئ؟! وأين الجهاد ضد الخطية: "لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ" (عب 12: 4)؟

     ولم يذكر الكتاب أن سليمان سقط في خطية الكفر، أي أنه أنكر وجود الله، بل كيف يسقط سليمان في الكفر وينكر وجود الله الذي تراءى له أكثر من مرة، وأعطاه سؤل قلبه، بل أزيد مما يطلب أو يفتكر..؟!! أن عظمة سليمان تجلت في حكمته وغناه ومجده، فقد فاق سليمان جميع الملوك الذين سبقوه والذين لحقوه، ولا سيما في مملكة إسرائيل، في المجد والكرامة والعظمة.

 

4- هل نسى الله تاريخ سليمان الأسود، أم أنه غفر له..؟ لقد نسى الله خطايا سليمان، لأن سليمان تاب عن خطاياه، ورجع إلى الله يطلب الصفح والمغفرة، والله وعده صادق وأمين: "مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (مي 7: 18، 19).

     وعندما يغفر الله لأي إنسان خطاياه، فأنه لا يقدم المغفرة مجانًا، لأن هذه المغفرة مبنية أساسًا على ذبيحة الصليب، وعندما اعترف داود بخطيته قال له ناثان النبي " الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ" (2صم 12: 13) فالرب نقل عقوبة خطية داود وتحملها نيابة عنه على الصليب، وبدون ذبيحة الصليب كان من المستحيل المغفرة لداود ولا لسليمان ولا لأي إنسان آخر، ولكن من خلال الإيمان بذبيحة الصليب نحصل على المغفرة " الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفرَانُ الْخَطَايَا" (أف 1: 7) (راجع أيضًا كو 1: 14، 1بط 1: 18، 19) ونحن لا ندفع شيئًا مقابل هذه المغفرة لأن السيد المسيح دفع الثمن كاملًا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رو 3: 24) ولهذا لا يكف المفديون عن الترنم بهذه المغفرة: "وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: مُسْتَحِق أَنْتَ... لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ" (رؤ 5: 9).

     والسيد المسيح العالِم بكل شيء وبخفايا القلوب في كل زمان ومكان، وإذ الكل مكشوف أمامه مدح سليمان لأنه يعلم جيدًا أن سليمان قد قدم توبة صادقة عن خطاياه وعبادته للأوثان.

 

5- قدم سليمان توبة قوية، وإن لم يذكر الكتاب هذه التوبة لكن شواهدها واضحة وقوية، وهي ما نطق به سليمان في سفر الجامعة، وأيضًا لولا توبة سليمان ما كان السيد المسيح قد ذكره بالخير في العهد الجديد... لقد أخطأ سليمان وبنى في أورشليم مذابح ومرتفعات: "حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ" (1مل 11: 7، 8) لكنه لم يُقِم عبادة بعل وعشتاروت ومولك داخل هيكل الرب بأورشليم، وما أقامه سليمان تجاه الهيكل هدمه يوشيا الملك: "وَالْمُرْتَفَعَاتُ الَّتِي قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ، الَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ الْهَلاَكِ، الَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ رَجَاسَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ رَجَاسَةِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ كَرَاهَةِ بَنِي عَمُّونَ، نَجَّسَهَا الْمَلِكُ" (2مل 23: 13).

 

6- لا أحد ينكر مدى تأثير المرأة على الرجل، فالكل يعرف كيف سقط آدم رأس البشرية الرجل الحكيم عندما أطاع زوجته فيما يخالف وصية الله، وبسبب غواية سالومي ابنة هيروديا ذبح هيرودس أعظم مواليد النساء، وسجل لنا سليمان خبرته عن المرأة الأجنبية، فقال: "لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلًا، وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ، لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ، حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ. قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ. خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالْهَاوِيَةِ" (أم 5: 3 - 5).. " فَوَجَدْتُ أَمَرَّ مِنَ الْمَوْتِ: الْمَرْأَةَ الَّتِي هِيَ شِبَاكٌ، وَقَلْبُهَا أَشْرَاكٌ، وَيَدَاهَا قُيُودٌ. الصَّالِحُ قُدَّامَ اللهِ يَنْجُو مِنْهَا. أَمَّا الْخَاطِئُ فَيُؤْخَذُ بِهَا" (جا 7: 26) إن هؤلاء النسوة بأتباعهن وآلهتهن وثرثرتهن وحيلهن أنهكن سليمان وأملن قلبه عن طريق الرب واستنفذن حكمته فراح يحقق لهن طلباتهن في إرضاء آلهتهن وسجد لهذه الأوثان وهو يعرف بحكمته أنها لا تنفع ولا تضر، ولكنه جامل زوجاته على حساب الحق وعلى حساب مصيره الأبدي... وعاد سليمان يحذر الجميع مما سقط فيه هو، فقال عن الخطية " لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (أم 7: 26) فسقط في نفس الخطية، ولموئيل ملك مسا أخبرته أمه عن قصة سليمان وحذرته: "مَاذَا يَا ابْنِي؟ ثُمَّ مَاذَا يَا ابْنَ رَحِمِي؟ ثُمَّ مَاذَا يَا ابْنَ نُذُورِي؟ لاَ تُعْطِ حَيْلَكَ لِلنِّسَاءِ، وَلاَ طُرُقَكَ لِمُهْلِكَاتِ الْمُلُوكِ" (أم 31: 2، 3).

St-Takla.org Image: Harem of a House in the Time of the Khalifs, by Adolf Seel - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque- Vol. 1 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885. صورة في موقع الأنبا تكلا: حريم القصر في عصر الخليفة: حريم السلطان، رسم الفنان أدولف ستيل - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 1 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

St-Takla.org Image: Harem of a House in the Time of the Khalifs, by Adolf Seel - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque- Vol. 1 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885.

صورة في موقع الأنبا تكلا: حريم القصر في عصر الخليفة: حريم السلطان، رسم الفنان أدولف ستيل - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 1 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

ويقول " القمص تادرس يعقوب": "صارت له 700 زوجة وأميرة و300 من السراري. كان هذا هو الطابع الشرقي القديم خاصة في قصور الملوك أن تُقدّر عظمة الملك حسب عدد الزوجات والسراري اللواتي في جناح " الحريم " لهذا يرى البعض أنه لم تكن خطية سليمان الكبرى هي شهوته الجسدية، وإنما سقوطه في الرغبة في العظمة، وإن كان هذا قد سحبه بعد ذلك إلى الشهوات الجسدية والسقوط في العبادة الوثنية.

هذا الذي بنى الهيكل العظيم امتدت يده لتبني مذابح وثنية. الوثنية التي بذل داود الملك كل جهده لاقتلاعها أعادها ابنه سليمان حتى في قصره الملوكي وكأن اليد التي استخدمها الله لإقامة عصر ذهبي هي بعينها أساءت التصرف فامتدت لتحطم هذا المجد... كيف كان يمكن لسليمان أن يحتفظ بمخافة الرب فيه وقد أحاطت به ألف زوجة وسرية؟! كان يليق بذاك الذي نال الحكمة السماوية أن يلتزم بما تنادي به... لكنه إذ فتح الباب انحدر ولم يستطع أن يقف عند حد معين. هكذا لا تعرف الشهوة لها ضابط، متى فتح لها الإنسان الباب يصعب أن يتوقف ما لم تعمل نعمة الله فيه"(11).

 

7-  في العهد القديم وإذ كان الإنسان في الطفولة الروحية، يعيش في عالم حالته متردية إلى أقصى درجة، سمح الله لشعبه بالزواج بأكثر من زوجة كما سمح بالطلاق، ويجب التشديد على أن الله لم يأمر بالطلاق لأن هذا ضد إرادته الصالحة، إنما سمح به نظرًا لضعف الإنسان الروحي، وهذا ما أوضحه السيد المسيح له المجد بأجلى بيان، فعندما سأله اليهود: "فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا" (مت 19: 7، 8).

     ولماذا يعيب الناقد على الله الذي لم يؤاخذ إبراهيم ويعقوب على تعدد الزوجات، بينما يؤمن أن الله قد أمر وسمح بتعدد الزوجات مثنى وثلاث ورباع.

 

8- كاتب سفر أخبار الأيام له نظرة مختلفة عن نظرة كاتب سفر الملوك الذي تناول الأحداث من الناحية التاريخية كما حدثت. أما كاتب سفر الأخبار فقد أعاد كتابة بعض الأحداث من وجهة نظر لاهوتية، فهو يرى داود رمزًا للسيد المسيح وكذلك سليمان، لذلك لم يذكر خطية داود ولا خطية سليمان، وقد سبق مناقشة هذا الموضوع(12).

 

9- مَن قال أن سليمان كان كل ما يشغله المعاشرات الزوجية، فلم يكن فكر اللذة الجسدية هو المسيطر على سليمان، إنما كما قلنا أنه أراد بهذه الزيجات أن يعبر عن عظمته، وأن كثير من زيجاته تم بغرض سياسي، وربما الدكتور القمني يكون متأثرًا بما رُوي عن الرسول أنه كان يطوف على زوجاته جميعًا في الليلة الواحدة(13) وفي حديث آخر أنه كان يطوف على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار، وعندما سأل الراوي أنس: أو كان يطيقه..؟ قال: "كنا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين وفي رواية الإسماعيلي قوة أربعين رجلًا. ومن المُدَرك للجميع أن ما جاء ذكره في (1مل 4: 22، 23) من طعام سليمان أنه يمثل ما كان يُقدم في قصر سليمان الذي يضم الملك وحاشيته ومشيريه وحراسه وخدامه وزوجاته وسراريه والوفود التي تفد إلى القصر، ولا أتصوَّر أن هناك إنسان يتصوَّر أن ما ذكر من طعام كان يخص سليمان بمفرده لكيما يعطيه طاقة جنسية، وكم تبلغ معدة سليمان لتستوعب خروفًا واحدًا؟!!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ 1 س 104.

(2) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 209 ص 138.

(3) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 210 ص 139.

(4) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 229 ص 161 - 163.

(5) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 296.

(6) ترجمة علي الجوهري - عتاد الجهاد ص 58، 59.

(7) التاريخ الاشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 431.

(8) الأسطورة والتراث ص 262، 263.

(9) الحقيقة الغائبة ص 85، 86.

(10) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الملوك الأول ص 140، 141.

(11) تفسير سفر ملوك الأول ص 248 - 251.

(12) فيُرجى الرجوع إلى إجابة س 1226.

(13) راجح صحيح البخاري جـ 3 ص 238 حديث عن أنس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1272.html

تقصير الرابط:
tak.la/wxk4v99