St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1154- ما معنى قول داود لشاول: "فإن كان الربُّ قد أهاجك ضدي فليَشتَمَّ تَقْدِمَهً" (1صم 26: 19)؟ فهل الله يهيّج الإنسان على أخيه ويدفعه ليقتله؟ وهل كان داود يعتقد أن يهوه إله إقليمي لا يوجد خارج إسرائيل كقول يوليوس فلهاوزن وروبرتسون سمث وغيرهما، ولهذا قال داود: "لأنهم قد طردوني اليوم من الانضمام إلى نصيب الرب قائلين أذهب أعبد آلهة أخرى" (1صم 26: 19)؟

 

ج: 1- قال داود لشاول: "فإن كان الربُّ قد أهاجك ضدي فليَشتَمَّ تَقْدِمَةً" (1صم 26: 19) أي ربما أخطأت إلى الرب فغضب عليَّ فأهاجك ضدي، فلو كانت كثرة خطاياي وشروري جعلت الله يتخلى عني ويسمح لعدو الخير أن يُهيجك ضدي فأني على استعداد أن أقدم توبة واعترافًا وذبيحة عن خطاياي فيغفرها الرب لي ويعود ويقبلني إليه ويحميني من كل محاولات الشيطان وسهامه الملتهبة نارًا.

 

2- المقصود بالرب قد أهاجك ضدي أي سمح للشيطان أن يُهيجك ضدي، لأن الله لا يهيج الإنسان على أخيه، وهذا الأسلوب متعارف عليه في الكتاب المقدَّس، كما قال الكتاب: "وعاد فحمى غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلًا امضِ واحصِ إسرائيل ويهوذا" (2صم 24: 1) والحقيقة أن الله سمح للشيطان أن يهيج داود لإحصاء الشعب وهذا ما أوضحه الكتاب في موضع آخر: "ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل" (1أي 21: 1).

 

3- نظر داود إلى طرد الأشرار له من إسرائيل هو طرد من رعوية إسرائيل، فعبادة الإله الحي لا توجد في العالم كله حينذاك إلاَّ في إسرائيل، وخارج إسرائيل تتفشى الوثنية بكافة أشكالها، فطرد داود يعني حرمانه من عبادة إله إسرائيل، فهكذا نظر داود للأمور، وأيضًا قال داود هذا ليثير مكامن الشفقة والعطف في قلب شاول الحجري. أما عن عقيدة داود فهو يعرف جيدًا أن الله كائن في كل مكان وزمان، فهو يعلم أن الله كان مع إبراهيم في أور الكلدانيين وفي أرض كنعان وفي مصر، وكذا مع إسحق ويعقوب وموسى في تنقلاتهم من مكان إلى آخر، وكان مع شعبه في أرض جاسان وبرية سيناء وأرض كنعان، وداود يؤمن جيدًا بقول الله: "فإن لي كل الأرض" (خر 19: 5) كل الأرض وليس جزء من الأرض، وكان لداود إيمان موسى النبي: "هوذا للرب إلهك السموات وسماء السموات والأرض وكل ما فيها" (تث 10: 14) وترنَّم داود في مزاميره قائلًا: "للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1).. " أحمدك بين الشعوب يا رب وأرنم لك بين الأمم" (مز 108: 3).

 

4- يقول " أ. م رينويك": "قال البروفسور " جيمس أور " أو " ستيد " Stade نفسه يقول أن التاريخ يشهد بأن الله رافق عبيده في كل رحلاتهم فكيف نظن أن داود حالته تكون خلاف ذلك(1) وهناك عدة مزامير منسوبة إلى داود تبين بجلاء تام أن داود أبعد ما يكون من اعتبار الرب إلهًا قبليًا (مز 8: 9، 18: 44، 68: 32، 108: 3، 110: 6). وبعيد عن الصواب أن نظن أن داود لما دخل فلسطين (أرض الفلسطينيين) معناه أنه كفَّ عن عبادة الله أو انصرف إلى عبادة داجون إله الفلسطينيين، فكل ما كان يقصده داود في عدد (19) أن أعداءه كانوا سببًا في طرده من الأرض التي كانت فيها خيمة الاجتماع بأنظمتها وذبائحها لأنه في إسرائيل كانت هناك الأماكن المقدَّسة"(2).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) Problem of the Old Testament P.132.

(2) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 115، 116.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1154.html

تقصير الرابط:
tak.la/a2bqa4z