St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1078- هل ابني عالي لم يسمعا لصوت أبيهما لأن الله أغلق ذهنيهما لأنه شاء أن يهلكهما "ولم يسمعوا لصوت أبيهم لأن الرب شاء أن يميتهم" (1صم 2: 25) فحتى لو تابا فأنهما لن ينجيا من العقوبة التي أرادها الله لهم؟

 

St-Takla.org Image: Eli receiving the evil tidings of the death of his sons (1 Samuel 4) - from "Mother Stories from the Old Testament" book صورة في موقع الأنبا تكلا: عالي الكاهن يتلقى الأخبار المشئومة بموت بنيه (صموئيل الأول 4) - من صور كتاب قصص تحكيها الأم من العهد القديم

St-Takla.org Image: Eli receiving the evil tidings of the death of his sons (1 Samuel 4) - from "Mother Stories from the Old Testament" book

صورة في موقع الأنبا تكلا: عالي الكاهن يتلقى الأخبار المشئومة بموت بنيه (صموئيل الأول 4) - من صور كتاب قصص تحكيها الأم من العهد القديم

ويقول " ليوتاكسل": "وربما أقلع هذان عن سلوكهما الشائن، خوفًا من العقاب؟ بيد أن الإله التوراتي إله حقود لا ينسى أي إهانة توجه إليه"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- لم يكن أولاد عالي أُناس عاديين، إنما كانا كهنة للرب، وسقطوا في خطيتين رهيبتين وهما الطمع والدنس، وللأسف الشديد استغل حفنى وفينحاس مركزهما الأدبي الرفيع ولم يحفظا قداسة عملهما، بل صارا خادمين للشيطان، وتخليا عن طبيعة الحملان وسلكا سلوك الذئاب الخاطفة التي لا تشفق على القطيع حتى قال عنهما الكتاب أنهما " بني بليعال. لم يعرفوا الرب" (1صم 2: 12) بل صارا فاسدين ومفسدين للشعب، وأهانا الله بتصرفاتهم الشريرة، وجلبا على أنفسهما اللعنة والعار والموت والهلاك، وانطبق عليهم قول داود النبي: "ولكنَّ بني بليعال جميعهم كشوك مطروح لأنهم لا يُؤخذون بيد... فيحترقون بالنار في مكانهم" (2مل 23: 6، 7).

 

2- قال الكتاب عن حفنى وفينحاس " ولم يسمعوا لصوت أبيهم لأن الرب شاء أن يميتهم" (1صم 2: 25).. وهنا يأتي السؤال: لماذا شاء الرب أن يميتهم..؟! لأن قلبهم قد تقسى بالخطية، رافضين التوبة رغم إنذار أبيهم لهم، وكان أمامهم أيامًا طويلة للتوبة ولكنهم رفضوها بشدة، ووصلوا إلى مرحلة اللاعودة، مرحلة العناد والإصرار، فتخلت عنهم نعمة الله... لقد تشبهوا بفرعون مصر الذي قسى قلبه رافضًا الانصياع لأمر الله "فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلَّم الرب" (خر 7: 13) وأيضًا راجع (خر 7: 22، 8: 15، 19، 32، 9: 7، 35) ولذلك عندما قال الكتاب " ولكن شدَّد الرب قلب فرعون" (خر 9: 12) فإن هذا مرجعه إلى قساوة قلب فرعون أصلًا، وقول الكتاب "شدَّد الرب قلب فرعون" أي أنه حجب عنه نعمته فأسلمه إلى ذهن مرفوض كقول الكتاب: "وكما لم يسحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" (رو 1: 28)(2).

 

3- ليس الله إلهًا حقودًا لا ينسى أي إهانة توجه إليه بحسب قول ليوتاكسل، إنما " الرب إله رحيم ورؤوف بطئ الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية، ولكنه لن يَبرئ إبراءً" (خر 34: 6، 7) والله الرحوم دائمًا إلى جانب الإنسان " وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة" (2بط 3: 9).. " الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي 2: 4) ولكن عندما يُغلظ الإنسان قلبه فأنه يتركه لظلام عقله.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 266.

(2) يُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 6 إجابة س295.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1078.html

تقصير الرابط:
tak.la/3nh8s4r