St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1014- كيف يُفرّح الخمر الله (قض 9: 13)؟ وما معنى قول الكتاب عن أهل شكيم أنهم "قطفوا كرومهم وداسوا وصنعوا تمجيدًا ودخلوا بيت إلههم وأكلوا وشربوا ولعنوا أبيمالك" (قض 9: 26)؟ وهل بيت الله للأكل والشرب واللعنة؟

 

St-Takla.org Image: Abimelech, son of judge Gideon - from Promptuarium Iconum Insigniorum book, 1553. صورة في موقع الأنبا تكلا: أبيمالك القاضي، ابن جدعون - من كتاب برومبتواريوم أيكونوم إينسينيوروم لصور الشخصيات، 1553 م.

St-Takla.org Image: Abimelech, son of judge Gideon - from Promptuarium Iconum Insigniorum book, 1553.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أبيمالك القاضي، ابن جدعون - من كتاب برومبتواريوم أيكونوم إينسينيوروم لصور الشخصيات، 1553 م.

ج: 1- ذبح أبيمالك أخوته السبعين ولم ينجو منهم إلاَّ يوثام فقط، وكان رجلًا شجاعًا، فبالرغم من أنه صار وحيدًا بلا سند، وبالرغم من أنه كان مطلوبًا من أخيه أبيمالك ليهدر دمه، فأنه وقف على رأس جبل جزريم جبل البركة، ونادى أهل شكيم، وقصَّ عليهم مثل الأشجار، فقد ذهبت الأشجار للزيتونة لتملك عليهم فقالت " أأترك دهني الذي يكرمون به الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار" (قض 9: 9) فطلبت الأشجار من التينة أن تملك عليهم، فقال " أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار" (قض 9: 11) فطلبوا من الكرمة أن تملك عليهم، فقالت " أأترك مسطاري الذي يُفرّح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار" (قض 9: 13) أما العوسج (وهو يشير لأبيمالك) فأسرع ليملك على الأشجار.

وقول يوثام أن الخمر تُفرّح الله، لها معنيان:

أ - كان أهل شكيم يعبدون "بعل بريوث" وكانوا يسكبون الخمر أمام آلهتهم ظانين أنها تُفرّح الآلهة.

ب - كان الخمر يقدم مع الذبيحة الصباحية والمسائية لله " عشر من دقيق ملتوت بربع الهين من زيت الرض وسكيب ربع الهين من الخمر للخروف الواحد" (خر 29: 40).

ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "المسطار هو عصير العنب الطازج قبل أن يختمر، وقول الكرمة أنه " يفرح الله " قول مجازي والمقصود أن الناس كانوا يسكبون من الخمر سكيبًا على الذبائح، فيسر الله بها ويرضى على أصحابها ويقبلها. ورضى الله ومسرته بالقربان وسكيبه عبَّرت عنه الكرمة بالفرح. وكان المسطار فيه إكرام للناس أيضًا لأنه شراب لذيذ منعش بالمواد الغذائية كان الناس يشربونه ويقدمونه لأصدقائهم وضيوفهم"(1).

 

2- كان موسم الكروم موسم فرح للشعب، وعندما وبخ الله موآب على كبريائها قال " أنتزع الفرح والابتهاج من البستان ولا يُغنَّى في الكروم ولا يُترنَّم ولا يدوس دائس خمرًا في المعاصر. أبطلت الهتاف" (أش 16: 10) فأهل شكيم "قطفوا كرومهم" أي جنوا العنب ووضعوه في المعاصر، حيث يداس بالأرجل ليُعصر، ويخرج منه عصير طازج يشربون بعضه، ويُخمرون بعضه، وهم يترنمون ويتهللون، وهذا ما دعاه الكتاب " داسوا وصنعوا تمجيدًا".

 

3- المقصود ببيت الله هنا هو "بيت بعل بريوث" فهو بيت للأصنام، فكانوا يأكلون ويشربوه فيه، ويكتنزون فيه أموالهم، ويلعنون فيه أبيمالك، أي يستنزلون اللعنة بأبيمالك، ويسألون إلههم أن يُصدّق على لعناتهم هذه بل أكثر من هذا أنهم كانوا يسقطون في خطايا شنيعة في بيت إلههم، مثل ممارسة العهر المقدَّس، وتقديم الذبائح البشرية لهذه الآلهة المزيَّفة. إذًا المقصود هو بيت إلههم الوثني "بعل بريوث" وليس خيمة الاجتماع في شيلو.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر القضاة ص 141.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1014.html

تقصير الرابط:
tak.la/2v4pxmy