St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   atheism
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   atheism

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد، الجزء الثاني: ثمار الإلحاد - أ. حلمي القمص يعقوب

31- لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي وضع قوانين الكون؟

 

س44: لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي وضع قوانين الكون؟

ج: يسير الكون بنظام عجيب في منتهى الدقة فالكون له قوانينه الطبيعية التي تحكمه، مثل قانون الجاذبية وغيره، فمن الذي وضع للكون هذا النظام العجيب..؟ وهل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن هناك عمارة ضخمة مؤسسة بأثاث فاخر وُجدت بالصدفة، بدون مهندس تصميم، وبدون مهندس إشراف على التنفيذ، وبدون عمال خرسانات، ومباني، وكهرباء، وسباكة، وتركيب بلاط، ودهانات، وديكورات، وبدون مشتروات للأثاث والأجهزة الكهربائية بأنواعها المختلفة. وهل يمكن لإنسان عاقل أن يرى لوحة فنية ويصدق أنها وُجدت وليدة الصدفة، بدون يد فنان ابتدعتها... من يغوص في شرم الشيخ أو الغردقة، أو حتى ينظر مجرد النظر بنظارة مياه إلى قاع المياه بما تحويه من شُعاب مرجانية وأسماك بأشكال وأحجام مختلفة، تحمل ألوانًا في منتهى الروعة، فأنه يتحسس يد ذاك الفنان المُبدع... في إحدى المرات مرَّ أحد المسيحيين مع شخص مُلحد على الطبيعة الخلابة من نهر وأشجار وحيوانات، فتسأل المسيحي: من خلق كل هذا؟

فقال المُلحد: لا تضايقني بحديثك السخيف عن الله... إنها الطبيعة وليدة الصدفة.

وبعد عدة أيام زار الأخ المُلحد صديقه المسيحي، وإذ رأى لوحة فنية أعجبته سأل: من رسم هذه اللوحة؟

St-Takla.org Image: Saint John Chrysostom, Patriarch of Constantinople, 313 × 105 cm, 1408, The State Tretyakov Gallery, Moscow صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا ذهبي الفم، بطريرك القسطنطينية، لوحة بمقاس 313×105 سم، من سنة 1408، محفوظة في معرض ولاية تريتياكوف، موسكو

St-Takla.org Image: Saint John Chrysostom, Patriarch of Constantinople, 313 × 105 cm, 1408, The State Tretyakov Gallery, Moscow

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا ذهبي الفم، بطريرك القسطنطينية، لوحة بمقاس 313×105 سم، من سنة 1408، محفوظة في معرض ولاية تريتياكوف، موسكو

فقال المسيحي: أتريد أن تدخلني في حديث ديني سخيف... إنها وليدة الصدفة، فالصدفة هي التي جاءت باللوحة والألوان، وصنعت هذا المنظر الخلاب وجعلته في مكانه بهدف أن يتمتع به كل من ينظر إليه.

وتضايق المُلحد وشعر أن هذا استخفاف بعقله، فقال له صديقه المسيحي: إن كنت تعتقد أن الطبيعة الخلابة التي تفوق هذا "التابلوه" آلاف المرات هي وليدة الصدفة، فلماذا لا تصدق أن تكون هذه اللوحة أيضًا وليدة الصدفة..؟!

 حقًا صدق "أفلاطون" عندما قال " أن العالم آية فنية غاية في الجمال ولا يمكن أن يكون ما فيه من نظام نتيجة الصدفة. بل لابد من وجود عقل كامل ومهندس أزلي صنع كل شيء ورتبه بقصد" (20).

 وقال " جون وليامز كلونس " عالِم الوراثة " أن هذا العالم الذي نعيش فيه قد بلغ من الإتقان والتعقيد درجة تجعل من المُحال أن يكون قد نشأ بمحض الصدفة" (21).

 وكان المسيحيون في رومانيا الشيوعية يتحدثون عن وجود الله بطريقة بسيطة فيقولون " لنفرض أنك دُعيت إلى وليمة تحتوي على جميع أنواع الأطعمة اللذيذة، فهل تصدق أنه لم يوجد أي طهاة لهذه الأطعمة؟ فالطبيعة هي وليمة هيئت لأجلنا... فمن هو الذي هيأ كل هذه الأشياء للناس؟ فالطبيعة عمياء، وإن كنتَ لا تؤمن بوجود الله، فكيف تستطيع إذًا أن تفسر أن الطبيعة العمياء قد نجحت في تهيئة جميع ما نحتاجه نحن من هذه الأشياء المتعددة المتنوعة" (22).. بل أقول لك يا صديقي لو أنك سرت في الصحراء ووجدت ثلاثة أحجار متساوية في حجم واحد رُصت فوق بعضها البعض، فإنك تجزم أن هذا لابد أن يكون من صنع الإنسان، لأنه من المستحيل أن تسوي الطبيعة الأحجار بشكل واحد هكذا، ويستحيل أن ترصَّها بهذا الشكل الهندسي، فكم وكم بالنسبة للكون؟

 حقًا أن الطبيعة الخلابة والكون الفسيح والفضاء المتسع ونظام الكون العجيب في الربط بين الشموس والكواكب، والنجوم التي تعد بالآلاف والملايين، وكل يجري في فلكه، دون أن يصطدم نجم بآخر ولا كوكب بآخر، وبينما تبلغ المسافة بين الأرض والشمس ثمانية دقائق ضوئية، فإن بعض النجوم تبعد عنا مئات السنين الضوئية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. كل هذا وغيره الكثير والكثير كتاب مفتوح يحكي لنا عن قدرات الله الإعجازية ومحبته ورعايته حقًا " ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صُنعت. ملأت الأرض من غناك" (مز 10: 24) قال أحد الفلاسفة أن الكون هو كتاب اللاهوت الذي قرأه الفلاسفة فكان لهم إنجيلًا.

وقال " القديس يوحنا ذهبي الفم": "لو كان الله أعلمنا ذاته من خلال كتب وحروف فقط، لصار الذين يعرفونه هم المثقفون فقط، ولكنه أعلمنا ذاته من خلال الطبيعة أيضًا، ليعرفه الجميع" (23).

وقال " إسحق نيوتن": "إني رأيتُ الله في أعمال ونواميس الطبيعة التي تؤكد وجود حكمة وقوة لا تختلط بالمادة" (24) كما يقول أيضًا " أن هذا النظام الكوني هو بتخطيط، وتحت سلطان كائن حكيم مقتدر" (25) وعندما أراد " نيوتن " أن يسخر من أصدقائه الملحدين صنع نموذج مصغر للنظام الشمسي، وعندما سأله أحدهم: من الذي صنع هذا النموذج الرائع؟ أجاب: لا يوجد، فغضب المُلحد قائلًا: إنها كذبة، كذبة حمقاء. فقال " نيوتن ": إن كنت تستنكر أن هذا النموذج البسيط قد قام بصنع نفسه، فكيف تقبل أن النظام الكوني العجيب وُجد بلا إله مدبر وصانع قدير؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(20) نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي - الإلحاد المعاصر وكيف نجابهه ص 37

(21) الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي - الإلحاد وكيف نجابهه ص 66

(22) ريتشار وورمبلاند - العذاب الأحمر ص 123، 124

(23) القس أنجيلوس جرجس - وجود الله وصوّر الإلحاد ص 30

(24) القمص بولس عطية بسليوس - دراسات في علم اللاهوت ص 15

(25) ريتشار وورمبلاند - ترجمة د. عزت زكي - جواب المسيحية على الإلحاد الشيوعي ص 166


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/atheism/chance.html

تقصير الرابط:
tak.la/ra4dsnz