St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   jesus-eucharist
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح في سر الإفخارستيا - القمص تادرس يعقوب ملطي

26- القراءات في ليتورجيا الموعوظين

 

تنظيم القراءات[266]

1.      رأينا ارتباط الصلاة مع القراءات، إذ لا تكف الكنيسة عن الصلاة لعريسها لكيما يهبنا خلال القراءات والعظات إعلانًا رسوليًا للخلاص بطريقة مثمرة. إنها تطلب من السيد المسيح أن تختفي فيه. لكي يقوم هو بنفسه بإعلان إنجيله للموعوظين والمؤمنين.

2.      يقول الأب دكس[267] "كانت القراءات تُلحن بلحن بسيط أكثر من أن تُقرأ، وذلك في الاجتماعات الكبيرة على الأقل إن لم تكن في كل الاجتماعات، وعلة هذا ضمان سماعها جيدًا، ولأجل تكريم كلمة الله التي تُقرأ في الكنيسة ويسمعها العالم خلال الكنيسة...". ولا تزال هذه العادة قائمة في كنيستنا، خاصة متى قرأت باللغة القبطية.

3.      تم تنظيم اختيار فصول معينة من الكتاب المقدس في الفترة ما قبل نيقية لكل يوم أحد، ولكل عيد، بل ولكل يوم في العام له فصوله الخاصة التي تكشف جانبًا من جوانب خلاصنا في المسيح يسوع.

حقًا إن جميع القراءات تعلن شخص مخلصنا، أو عمله الخلاصي، أو مركزه في حياتنا، لكن الكنيسة كأم حكيمة تقدم لنا الفصول التي تتناسب مع التقويم (السنوي). تارة تحدثنا عن التجسد، وأخرى عن الصليب، أو القيامة، أو الصعود أو مجيئه الثاني... الخ.

تارة توجهنا أن نكون متواضعين فيه، وأخرى أن نُصلب معه، وثالثة أن نفرح في المسيح يسوع... إلخ.

هذا لا يعني أنها تقسم حياتنا إلى أجزاء منعزلة، أو تفصل حياة المسيح إلى وحدات معينة... إنما تشهد لمسيح واحد، حياة واحدة، وعمل خلاصي واحد، لكنها من فترة إلى أخرى، أو من يوم إلى يوم تكشف لنا جانبًا أو أكثر من هذه الأمور دون تحطيمها عن وحدتها.

مثل هذا النظام "وضع فصول مناسبة"، كان قائمًا في ليتورچية المجامع أيام ربنا يسوع، فقد كانت قراءات السبوت منتظمة على مدى ٣ سنوات، أما الأعياد الكبيرة فكانت تخرج عن هذا النظام إذ لها قراءاتها السنوية.

وفي القرن الثاني كان للعيدين المسيحيين العظيمين، أي الفصح (القيامة) والبنطقستي (العنصرة)، قراءاتهما وألحانهما الخاصة[268].

يقول أيضًا دكس[269] أنه صار لأعياد الشهداء أهميتها في القرن الرابع، هذا ثبت بالأكثر القراءات.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

١ – البولس

بعد صلاة "تحليل الخدام" ينهض الجميع قائمين، ويصعد الكاهن إلى الهيكل ويقبل المذبح، ثم يضع خمس أيادي بخور في المجمرة. عندئذ يرفع صلاة (أوشية) بخور البولس للآب، سائلًا إياه أن يكون معنا ويقف في وسطنا، يطهر قلوبنا ويقدس نفوسنا، وأن يمنحنا أن نقدم له ذبائح. بعد ذلك يصلي أواشي سلام الكنيسة وآبائها واجتماعاتها سرًا وهو يدور حول المذبح، والشماس يدور مقابله حاملًا الصليب في يده.

في هذه الأثناء يسبح الشمامسة مع الشعب لحن خاص بتطويب القديس العذراء مريم، حيث توصف بالمجمرة الذهب الخالص في يدي هرون الكاهن يرفع بخورًا فوق المذبح، رائحته عطرة، هذا البخور العطر هو مخلصنا الذي حملته في أحشائها.

بينما يرفع الكاهن البخور حول المذبح في الهيكل، طالبًا من أجل سلام الكنيسة وآبائها واجتماعاتها إذا بأفكار الشعب ترتفع نحو السماء لترى مخلصنا السيد المسيح هو "البخور الحقيقي الذي حملته أمنا العذراء مريم. هو الشفيع، غافر خطايانا، المهتم بسلامنا، العامل في كهنة الكنيسة (آبائها) وفي كل اجتماعاتها".

St-Takla.org Image: A deacon reading the church readings - from the Holy Liturgy by Rev. Hegomen Father Angelos Fathy, the priest of Saint TaklaHaymanout Coptic Orthodox Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 13, 2012 صورة في موقع الأنبا تكلا: شماء يقرأ القراءات المقدسة - من قداس قدس أبونا القمص أنجيلوس فتحي، كاهن كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت القبطية الأرثوذكسية بالإبراهيمية بالإسكندرية، 13 أكتوبر 2012 - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلا هيمانوت

St-Takla.org Image: A deacon reading the church readings - from the Holy Liturgy by Rev. Hegomen Father Angelos Fathy, the priest of Saint TaklaHaymanout Coptic Orthodox Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 13, 2012

صورة في موقع الأنبا تكلا: شماء يقرأ القراءات المقدسة - من قداس قدس أبونا القمص أنجيلوس فتحي، كاهن كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت القبطية الأرثوذكسية بالإبراهيمية بالإسكندرية، 13 أكتوبر 2012 - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلا هيمانوت

ينزل الكاهن من الهيكل يقدم بخورًا للإنجيل ممثل السيد المسيح شخصيًا، ثم للآباء الكهنة وأمام أيقونات القديسين وكل الشعب مبتدئًا من الشمال إلى اليمين. وكأنه يجمع صلوات أخوته الكهنة مع صلوات الملائكة والقديسين وكل الشعب مقدمًا إياها خلال مذبح ربنا يسوع المسيح في وحدة واحدة.

*      يبدأ من الشمال إلى اليمين في صحن الكنيسة، إذ نُقلنا إلى يمين الرب خلال ذبيحة المسيا.

*      يضع الكاهن يده على رأس كل أحد قائلًا: "بركة معلمنا بولس الرسول تكون معك" ويجيب الشخص قائلًا: "يا رب اغفر لي خطاياه التي صنعتها بإرادتي والتي صنعتها بغير إرادتي". ثم يعود الكاهن إلى الهيكل، مقدمًا بخورًا عن الشعب مصليًا "سرّ العودة"، سائلًا الرب أن يقبل اعترافات شعبه ويغفر لهم خطاياهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالكاهن لا يقدر أن يفعل شيئًا من ذاته، إنما يسأل غفران خطايا الشعب خلال ذبيحة المسيا.

*      يقرأ فصل من رسائل القديس بولس بينما يصلي الكاهن "سرّ البولس" سرًا، طالبًا من إله المعرفة وواهب الحكمة الذي جعل شاول مضطهد الكنيسة إناءً مختارًا أن يهبنا فكرًا مضبوطًا وفهمًا نقيًا لكي نتعلم ونفهم تعاليمه المقدسة التي نسمعها الآن لتكون نافعة لنا. يسأله أيضًا أن يجعلنا كالقديس بولس في الأعمال والتعاليم حتى يتمجد اسمه القدوس فينا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

٢ – الكاثوليكون

رسائل الكاثوليكون (الجامعة) هي:

1.      رسالة القديس يعقوب

2.      رسالتا القديس بطرس

3.      رسائل القديس يوحنا

4.      رسالة القديس يهوذا

بينما يقرأ الشماس فصلًا من رسائل الجامعة إذا بالكاهن يصلي "سرّ الكاثوليكون" سرًا، سائلًا الرب أن يهبنا في كل الأوقات أن نقتفي أثر خطوات الرسل، ممتلئين بهم في جهادهم، مشتركين معهم في صب العرق من أجل الله...

يضع الكاهن يدًا واحدة من البخور في المجمرة ويصلي أوشية القرابين سرًا، عندئذ يصلي "سرّ الابركسيس" سائلًا الله الذي قبل ذبائح العهد القديم وأعد لنا ذبيحة العهد الجديد، حمل الله، أن يقبل هذه الذبيحة... ذبيحة البخور، طالبًا غنى مراحم الله...

يدور الكاهن حول المذبح سبع مرات مصليًا من أجل سلام الكنيسة وآبائها واجتماعاتها، ويدور معه الشماس من الجانب الآخر رافعًا الصليب. هذا الطقس يذكرنا بما فعله الكهنة والشعب الذين ساروا حول أريحا سبع مرات لكي يدخلوها، هكذا نسأل الله أن يدخل بنا إلى أقداسه السماوية.

*      "أثناء قراءة الكاثوليكون، لا يترك الكاهن المذبح ليبخر بين الشعب، إذ لم يترك التلاميذ أورشليم منتظرين وعد الله.

*      في نهاية قراءة الكاثوليكون يقول الشماس: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. العالم يزول وشهوته، والذي يصنع إرادة الله يدوم إلى الأبد. آمين".

*      يترنم الشعب قائلًا:

"الله يرفع هناك خطايا الشعب،

من قبل المحرقات ورائحة البخور.

هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب،

عن خلاص جنسنا".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

٣ – الإبركسيس

*      ينزل الكاهن من الهيكل ويقدم البخور للإنجيل والآباء الكهنة والقديسين والخورس الأول من صحن الكنيسة.

في هذه المرة لا يعطي بخورًا للشعب كله الذي في صحن الكنيسة إذ بدأ الرسل عملهم بالكرازة في أورشليم واليهودية فقط.

*      يقرأ الشماس فصلًا من أعمال الرسل أو يلحنه، مفتتحًا إياه بقوله:

"قصص آبائنا الرس القديسين بركتهم المقدسة تكون معنا".

وفي ختامه يقول:

"كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة آمين".

"خلال الابركسيس يحدثنا الله ليس فقط خلال كتابات الرسل بل وخلال حياتهم أيضًا.

*      يعود الكاهن إلى الهيكل مقدمًا البخور من أجل شعبه مصليًا "سرّ العودة" سرًا.

أثناء البخور يترنم الشعب بهذا اللحن:

"بالحقيقة مبارك أنت،

مع أبيك الصالح،

والروح القدس،

لأنك أتيت وخلصتنا

ارحمنا".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

٤ – السنكسار

يقرأ الكاهن "السنكسار" أي "كتاب أخبار القديسين" حيث ننصت إلى كلمة الله خلال حياة أعضاء كنيسة العهد الجديد والعهد القديم. يقول الكاتب الانجليزي مستر ليدر[270] الذي زار مصر: "قراءة سير القديسين بالعربية تعتبر من الملامح العميقة لخدمة القداس القبطي. وقد أُخذ هذا عن تقليد قديم يرجع إلى القرن الرابع الميلادي".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

٥ – تسبحة السيرافيم

يمسك الكاهن المجمرة ويقف عند باب الهيكل ويترنم بتسبحة الثلاثة تقديسات مشتركًا مع الشمامسة والشعب:

"قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت؛

الذي وُلد من العذراء ارحمنا.

الذي صُلب عنا ارحمنا.

الذي قام من الأموات وصعد إلى السموات ارحمنا.

المجد للآب والابن والروح القدس،

الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين".

تسبحة الثلاث تقديسات في حقيقتها هي تسبحة طغمة السيرافيم الذين هم حول الثالوث القدوس إلى الأبد[271]. وكأننا نشترك في الليتورچية السماوية باشتراكنا في خدمة الافخارستيا، إذ لا نعود بعد على الأرض بل ننطلق بطريقة ما إلى السماء، ونقيم بين صفوف السمائيين[272].

*      كأن الإنسان قد انتقل إلى السماء عينها، يقف بجوار عرش المجد، يطير مع السيرافيم ويتغنى بالتسبحة المقدسة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

*      نتحدَث عن السيرافيم الذي رآه إشعياء النبي في الروح القدس، وهم حول العرش يقولون "قدوس، قدوس، قدوس، الرب إله الصباؤوت"[273]. إذ نترنم بهذه التسبحة اللاهوتية التي جاءت إلينا عن السيرافيم نشارك القوات العلوية تسبيح الحمد.

القديس كيرلس الأورشليمي

قيل أن هذه التسبحة: "قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت؛ ارحمنا" مكررة ثلاث مرات أعلنت برؤيا إلهية في القسطنطينية في أيام البطريرك بروكلس (٤٣٤-٤٤٦ م.) بكونها تسبحة يتغنى بها الملائكة في السماء.

وتعتقد الكنيسة الشرقية أن أصلها يرجع إلى دفن السيد المسيح عندما كان نيقوديموس ويوسف الرامي يكفناه إذ دهشا كيف يموت ذاك الذي يهب حياة فسبحاه بهذه التسبحة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

٦ – الإنجيل

 

أوشية الإنجيل

بعد الترنم بالتسبحة الملائكية "الثلاث تقديسات"، يصلي الكاهن أوشية الإنجيل، نصها:

"أيها السيد الرب يسوع المسيح إلهنا،

الذي خاطب تلاميذه القديسين ورسله الأطهار قائلًا:

إن أنبياء كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا،

وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا،

وأما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تبصر،

ولآذانكم لأنها تسمع.

فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة بطلبات قديسيك".

عندئذ يحث الشماس -الواقف خلف الكاهن حاملًا الإنجيل والصليب- الشعب قائلًا: "صلوا من أجل الإنجيل المقدس". فيسأل الشعب الله الرحمة: "كيرياليسون".

يكمل الكاهن أوشية الإنجيل سائلًا الرب أن يذكر كل الذين أمرونا أن نذكرهم في صلواتنا وطلباتنا، خاصة من أجل المنتقلين والمرضى، قائلًا:

"اذكر يا رب الذين أمرونا وأوصونا أن نذكرهم في سؤالاتنا وتضرعاتنا التي نرفعها إليك،

الذين سبقوا فرقدوا يا رب نيحهم،

لأنك أنت هو حياتنا كلنا، ورجاؤنا كلنا،

وخلاصنا كلنا، وشفاؤنا كلنا، وقيامتنا كلنا...".

يقدم الكاهن البخور للإنجيل ثم يصعد إلى الهيكل ويضع يدًا واحدة من البخور في المجمرة، ويدور حول المذبح دفعة واحدة ومعه الشماس معطيًا إياه وجهه حاملًا إنجيل وعليه الصليب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. في هذا الوقت يصلي الكاهن سرًا: "الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام كقولك، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب نورًا تجلى للأمم...".

يعلن الكاهن شوقه للانطلاق نحو الفردوس كما فعل سمعان الشيخ، إذ يرى خلاص الله معلنًا في الإنجيل وقد ارتفع قلبه نحو السماء.

أما دورانه حول المذبح وتقديم البخور للإنجيل ففي ذلك إشارة إلى أن البشارة بالإنجيل في العالم كله كانت بفاعلية الصليب، مركز الإنجيل.

يقف الشماس عند باب الهيكل معلنًا: "قفوا بخوف من الله وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس". أما الكاهن فيقف عند الباب حاملًا الإنجيل على رأسه مظهرًا إياه للشعب قائلًا: "مبارك الآتي باسم الرب".

يقدم الكاهن "البشارة" لأخوته كي يقبلوها قائلًا لكل واحد منهم: "قبلوا إنجيل..." ثم يقبله قائلًا نفس الكلمات.

 

سرّ الإنجيل

يقدم أحد الكهنة البخور أمام الإنجيل وهو يصلي سرًا "سرّ الإنجيل"، سائلًا الله أن يقبل صلواتنا وتوبتنا واعترافاتنا ويؤهلنا لسماع أناجيله المقدسة. كما يذكر المرضى، والمسافرين، والرياح والأنهار والزرع، والرئيس، المأسورين، ومقدمي القرابين، والمتضايقين، والموعوظين. إذ يعلن الله في إنجيله اتساع قلبه لخلاص كل البشرية، تصلي الكنيسة -في شخص الكاهن- سرًا من أجل الجميع لكي يعمل الله فيهم روحيًا ويسندهم في احتياجاتهم الزمنية أيضًا، إذ هو رب النفس والجسد معًا.

لا يفوتنا هنا موقف الكنيسة الوطني، فإن الكاهن يصلي من أجل رئيس البلد سرًا، وكأن الكنيسة تعلمه حبه للرؤساء والمسئولين ليس من أجل المجاملات أو المداهنة لكن من القلب من أجل الله الذي يوصي بهذا.

يقف الكاهن الخادم أمام الهيكل وينظر نحو الشرق، مصليًا "صلاة حامل الأيقونات (صلاة الحجاب)" سرًا، سائلا الله الآب أن يكون هذا السرّ الذي دبره هو لخلاصنا لا لدينونتنا أو دينونة أحد من شعبه.

عند قراءة الإنجيل يقف الشعب كله بوقار لسماعه.

 

الوقوف أثناء الإنجيل

  1. جرى العرف أن يقف الإنسان في حضرة المسئولين، لذلك فإن الوقوف أثناء كلمة الله هو أقل ما يمكن أن نقدمه كعلامة من علامات احترامنا للرب.

  2. الوقوف يذكرنا بقيامة الرب، أي خلاصنا.

  3. الوقوف هو حال الإنسان النشط المتأهب للعمل، يمارس الخلاص في حياته العملية ويكرز بالأخبار السارة في العالم.

المزمور

يُسبح بجزء من مزمور قبل قراءة الإنجيل.

هذا الطقس تسلمناه عن القرن الأول، ويقول الأب دكس أنه جاء إلينا عن المجامع التي كانت في زمن السيد المسيح.

التسبيح بالمزمور مع الـ"الليلويات" تعبر عن فرحة الكنيسة بخلاصها المعلن في الإنجيل. أما سرّ قراءته قبل الإنجيل، فهو يمثل الأنبياء الذين سبقوا مجيء السيد المسيح.

 

العظة

كل أسقف عند رسامته يتقبل موهبة خاصة لتعليم شعبه، معلمًا إياهم لا من عنده بل كاشفًا لهم حقيقة الخلاص الإنجيلي غير المتغيرة.

وقد اعتاد الأساقفة الأولون أن يدعوا بعض الكهنة والشمامسة للوعظ أحيانًا، لكن في كل الأحوال تعتبر عظة القداس هي من صميم عمل الأسقف[274]. لهذا نجد في كل كنيسة كرسيًا خاصًا به[275] لا ليحكم من عليه بل للتعليم، إذ يقدم الأسقف للسهر على الكنيسة لا للسيادة[276].

يقول السيد المسيح للذين يبشرون بكلمة الله "من يسمع منكم يسمع مني[277]"، فمن يريد أن ينتفع من العظة ويأتي بثمر يليق به أن يرى الرب مختفيًا في الكارز "الواعظ"، يومئ إليه قائلًا: "من يسمع منه يسمع مني[278]".

وقد ترك لنا القديس ايريناؤس حديثًا يعطينا ضوءًا على مفهوم العظة من القداس الإلهي في القرن الثاني، إذ يقول[279]:

*      بالرغم من انتشار الكنيسة في كل المسكونة، لكنها تعمل باجتهاد كأنها تسكن في بيت واحد، وبالإجماع تؤمن بهذه الأمور الإيمانية كأن لها روح واحد وقلب واحد!

إنها تعلن هذه الأمور وتكرز بها وتنادي كما لو كانت تتحدث بفم واحد...

وكما توجد شمس واحدة بعينها لكل العالم... هكذا تشرق إعلانات الحق وتضيء في كل مكان على كل البشرية الراغبين أن يأتوا إلى معرفة الحق.

يليق بمن له مهارة خاصة في التعليم، إذ يجلس بين المسئولين في الكنيسة ألاَّ ينطق بغير هذه (الأمور الإيمانية) لأنه لا يتكلم من عندياته.

ويليق بمن كان فقيرًا في التعليم ألاَّ يحذف شيئًا مما ورد في التقليد... إذ تقليدهم جميعًا هو واحد.

كما يليق بمن كان قادرًا ألاَّ يزيد أو يقلل شيئًا في معالجته هذه الأشياء.

القديس ايريناؤس

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[266] Dix: The Shape of the Liturgy

[267] Dix, p 39.

[268] Dix, 360.

[269] Dix, p 361.

[270] Leeder: The Sons of Paharahos, p 19.

[271] Isa 5 : 3 & Rev 4 : 8.

[272] Danielou: The Bible and The Liturgy 135/6.

[273]  الصباؤوت يعني الجنود.

[274] See Dix 40 & 41, Iren: against her 1 : 10 : 2.

[275] Fr. Malaty: Church, House of God 40 : 41.

[276] See Hip: Phiosphumen 1 : 1.

Ireneaus: Demost of the Apostolic Preaching 2.

[277] Luk 10 : 6.

[278] Living Liturgy 56.

[279] Ireneaus: against her 1 : 10 : 2


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/jesus-eucharist/catechumenate-readings.html

تقصير الرابط:
tak.la/dsck62n