St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   jesus-eucharist
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح في سر الإفخارستيا - القمص تادرس يعقوب ملطي

28- الصلح ونهاية ليتورجيا الموعوظين

 

الصلح والقبلة (ما قبل الأنافورا)

طلبت الكنيسة من أجلنا في الأواشي،

والشماس حثنا أن ننصت لله بحكمة،

ونحن تلونا قانون الإيمان الرسولي.

والآن في النهاية يعلن الله مصالحتنا مع الآب في ابنه، هذا هو آخر ما يسمعه الموعوظين قبل خروجهم من الكنيسة[281]، وفي نفس الوقت تمثل هذه الصلاة بركة إلهية ينعم بها المؤمنون لكي يدخلوا إلى خدمة ليتورچيا الإفخارستيا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

صلاة الصلح

يغسل الكاهن يديه ثلاث مرات[282]، ويتجه نحو الغرب وينفضهما أمام الشعب معلنًا أنه خاطئ يطلب السماح، فيجيبونه أنهم خطاة يطلبون الحلّ  من الخطية.

عندئذ يصلي الكاهن "صلاة الصلح".

يستخدم بعض الآباء صلاة الصلح الواردة في القداس الغريغوري، والبعض يستخدم تلك التي وردت بالقداس الكيرلسي (المرقسي)... على أي الأحوال هذه الصلوات جميعها تتركز في معنى واحد هو اعتراف الإنسان بخطيته وإرسال الله الأنبياء من أجله، وفي آخر الكل أرسل ابنه الوحيد الذي وهبنا المصالحة مع الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

القبلة الرسولية

خلال صلاة الصلح أو الأسبسمس (القبلة) يحثنا الشماس أن يقبل كل واحد منا الآخر، قائلًا: "صلوا من أجل السلام الكامل، والمحبة، والقبلة الرسولية". لا نستطيع أن ننعم بالمصالحة مع الله في المسيح يسوع، والسلام مع الثالوث القدوس ما لم نكن في سلام مع بعضنا البعض.

اُستخدمت "قبلة السلام" منذ العصر الرسولي، ولا نزال نستخدمها في كنيستنا القبطية، وإن كانت قد اختفت في الكنائس الأخرى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وقد أشار القديس يوستين[283]، من رجال القرن الثاني إلى القبلة الليتورچية كإعداد للإفخارستيا وخاتمة للصلوات السابقة لتقديس القداس.

بهذه القبلة يؤكد الحاضرون أنهم يودون أن يكونوا بالفعل "عائلة واحدة". وبها أيضًا يعلن لمن يقدم قربانًا أن يصطلح مع أخيه أولًا.

جاء في الدسقولية السريانية[284] أن الشماس -في لحظة التقبيل- ينادي بصوتٍ عال: "إن كان لأحد شيء على الآخر؟" وكأنه يقدم تحذيرًا أخيرًا، حتى متى وجد شيء بين اثنين يقوم الأسقف بمصالحتهما.

قبلة السلام الرسولية لا تزال بصورتها الأولية عند الأقباط والأثيوبيين فقط[285].

ويصف الأب نيقولاي جوجول[286] هذه القبلة الليتورچية قائلًا أنه منذ زمن بعيد كان يلتزم كل الحاضرين في الكنيسة أن يقبل بعضهم البعض، فيقبل الرجال الرجال، والنساء يقبلن النساء، ويقول كل للآخر: "المسيح في وسطنا"، ويجيب الآخر: "الآن، وهكذا يبقى حالًا بيننا".

*     لا تظن أن هذه القبلة كتلك التي أعتاد الأصدقاء على ممارستها في الاجتماعات (agio). هي ليست من هذا الصنف. إنما هذه توحد النفوس معًا وتزيل كل حقد

هي علامة إتحاد النفوس معًا!

القديس كيرلس الأورشليمي

*     هي علامة السلام، فما تطهره الشفاه من الخارج يوجد في القلوب في الداخل![287]

القديس أغسطينوس 

St-Takla.org Image: Eucharist and the Church, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: الإفخارستيا والكنيسة، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

St-Takla.org Image: Eucharist and the Church, used with permission - by Mina Anton

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإفخارستيا والكنيسة، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

*     بهذه القبلة يصبغون نوعًا من الوحدة والحب فيما بينهم، فإنه لا يليق بمن يمثلون جسدًا واحدًا في الكنيسة أن يكره أحدهم أخًا له في الإيمان[288].

الأب ثيؤدورت

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قبلات أخرى في الكنيسة

  1. في الكنيسة القبطية يقبل الشعب يد الأسقف أو الكاهن. ويتبادل الكهنة قبلة السلام. مثل هذا النوع من القبلة يحمل وقارًا لا للكاهن بل لشخص ربنا يسوع المسيح في خادمه.

  2. كان معتادًا ين يقبل المعمد حديثًا يد الأسقف بعد نواله سرّ الميرون مباشرة، والأسقف أيضًا يقبله[289] علامة "شركة الروح القدس" التي تحمل "شركة الكنيسة" كنتيجة طبيعية وعلامة خارجية لهذه الشركة.

ثم يعبر المعمدين في الكنيسة فيحيونه بقبلة "الأخوَّة في المسيح يسوع". إذ صار عضوًا في جسد المسيح يتقبل "القبلة الروحية" أو "سلام المسيح" ويعطيها.

  1. تقبيل المذبح والإنجيل والأيقونات في بساطة كعلامة لتوقير القدسات التي تتعلق بالسيد المسيح.

[290]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الخوف المقدس

في نهاية صلاة الصلح يحثنا الشماس على تقديم قرابيننا لله، ووقوفنا بخوفٍ قدامه، قائلًا:

"قدموا، قدموا، قدموا على هذا الرسم (قرابينكم)، قفوا بخوف الله، وإلى الشرق انظروا، ننصت"

أو:

"لنقف حسنًا، لنقف بتقوى، نقف باتصال، نقف بسلام، نقف بخوف الله ورعدة وخشوع.

أيها الإكليروس وكل الشعب، بطلبة وشكر، بهدوء وسكوت، ارفعوا أعينكم إلى ناحية الشرق، لتنظروا المذبح وجسد ودم عمانوئيل موضوعين عليه، والملائكة ورؤساء الملائكة قيام،

السيرافيم ذوو الستة أجنحة والشاربيم الممتلئون أعينًا يسترون وجوههم من بهاء عظمة مجده غير المنظور ولا منطوق به.

يسبحون بصوت واحد صارخين قائلين: قدوس، قدوس، قدوس، رب الصباؤوت، السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أنواع الخوف

يميز الآباء القديسون بين ثلاثة أنواع من الخوف:

1.      خوف العبيد، الذين يعملون خشية العقاب.

2.      خوف الأجراء الذين يعملون انتظارًا للأجرة.

3.      خوف البنين، الذين يعملون من أجل مودتهم لآبائهم وتكريمهم إياهم.

ونحن في تقديس الليتورچيا يليق بنا أن نهاب الله كأبناء له، فنحن نؤمن أنه بدم ربنا لا نقع تحت الحكم، ولا نسعى من أجل الأجرة الأرضية، بل نتوقع الأحضان الإلهية.

المذبح -خاصة في لحظات التقديس- كما نعلم مهوب للغاية، وكما يقول ذهبي الفم[291]:

*      يليق بالإنسان أن يقف في حضرة الله بخوف ورعدة.

*      يلزمنا أن نقترب بوقار من هذه الأمور المهوبة جدًا.

القديس يوحنا الذهبي الفم

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

انصراف الموعوظين

في كنيسة ما قبل نيقية كان الشمامسة يعلنون انصراف الموعوظين قبل البدء في الأواشي[292]، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. على أي الأحوال، سواء كان الموعوظون ينصرفون قبل الأواشي أو بعدها، فقد كان لهم الحق في سماع الإنجيل، لكن لم يكن لهم الحق في الاشتراك في صلوات الإفخارستيا إذ لم ينالوا بعد روح التبني.

في مصر، في خولاجي الأسقف سيرابيون الذي يرجع إلى القرن الرابع وربما إلى تاريخ سابق له، كان الموعوظون الذين قبلوا الإيمان ولم يتعمدوا بعد يتقبلون بركة من الأسقف قبل انصرافهم.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[281] Perhaps the Catechumens were dismissed before this prayer.

[282] See “washing of the hands”  PAGEREF غسل \p \h on page 108

[283] Apology 1 : 67. See also Apost. Terminal. 4 : 1

[284] Dix 109, 106. Syrian Didache 2 : 45

[285] Dix 110.

[286] Nickolai Gogal: Meditation on the Divine Liturgy, p 36.

[287] P. L. 38, 1101 A.

[288] Catch. Hom. 15 : 40 (See Bible & Liturgy 133).

[289] Dix 107. Hyp: Apost. Trad. 22 : 3.

[290] Jungmann: The Early Liturgy, 128.

[291] Danielou: Bible & Liturgy, p 134

[292] Dix 437


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/jesus-eucharist/catechumenate-end.html

تقصير الرابط:
tak.la/3bksr77