St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   chrysostom
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

القديس يوحنا ذهبي الفم (سيرته، منهجه وأفكاره، كتاباته) - القمص تادرس يعقوب ملطي

21- وحدة العمل الكهنوتي، الرعوي، الكرازي

 

نظرة سريعة على مقاله "عن الكهنوت" تكشف لنا حقيقة كنسية هامة عاشتها الكنيسة الأولى، هي وحدة العمل الكنسي، الممثل في شخص الأسقف.

فالأسقف كرأس الكنيسة يقوم بأعمال ثلاث، أو قل عمل واحد مثلث الجوانب:

العمل الكهنوتي السرائري.

العمل الرعوي،

العمل الكرازي.

 

St-Takla.org Image: Saint John Chrysostom enthroned, Michael Damascene work, 16th century, Metropolitan building, Corfu صورة في موقع الأنبا تكلا: تتويج القديس يوحنا فم الذهب، عمل الفنان مايكل الدمشقي، القرن السادس عشر، مبنى المتروبوليتان، كورفو

St-Takla.org Image: Saint John Chrysostom enthroned, Michael Damascene work, 16th century, Metropolitan building, Corfu

صورة في موقع الأنبا تكلا: تتويج القديس يوحنا فم الذهب، عمل الفنان مايكل الدمشقي، القرن السادس عشر، مبنى المتروبوليتان، كورفو

هذه الأعمال الثلاثة: الكهنوت والرعاية والكرازة، ليست إلا عمل السيد المسيح نفسه، فهو رئيس الكهنة الأعظم وأسقف نفوسنا، والراعي الصالح، وكلمة الله المتجسد. وفي عمله الخلاصي على الصليب لم يفصل عملًا عن الآخر، بل ظهرت وحدة هذه الأعمال، بكونها عملًا إلهيًا واحدًا، فيه قدم الكاهن الأعظم حياته ذبيحة عن العالم، وفيه أعلن الراعي الصالح أعماق رعايته الباذلة، وفيه تحدث عن كلمة الله كارزًا بالحب والعمل.

والأسقف يكون كاهنًا وراعيًا وكارزًا، إنما يختفي في شخص السيد المسيح، لكي يقدم بالروح القدس "عمل الحب الكهنوتي الرعوي الكرازي" كعمل واحد متكامل، مستمد من عمل المسيح الخلاصي.

هذه الحقيقة كشفها مقال القديس "عن الكهنوت" بصورة أو بأخرى، حتى لنجده يتنقل من عمل إلى عمل أو من جانب إلى جانب في أعمال الخدمة دون تحفظ، إذ لم يفصل بين المعمودية والمذبح والهيكل والمنبر والإنجيل وخدمة الأرامل والفقراء...

فخدمة الكلمة مثلًا ليست عملًا مستقلًا عن الكهنوت أو الرعاية، إنما تنبع عنهما وبهما وتسير معهما. يقف الكاهن يكرز وسط شعبه لا كإنسان موهوب في البلاغة ولا كدارس للكتاب المقدس وإنما بالحري كأبيهم الروحي الذي يدخل بروح الأبوة إلى مرعى الكنيسة الأقدس. يقف على المنبر ليسكب حياته بالحب عن أولاده، مشتهيًا أن يجتاز بسامعيه إلى المعمودية فينعم الموعوظون بالميلاد الجديد ويتذكر المؤمنون عضويتهم في جسد المسيح، ثم يعبر بهم إلى المذبح الإلهي لكي يشبعوا بالذبيحة المحيية... هكذا يرى القديس يوحنا الكرازة بالكلمة هي من صميم الرعاية الكهنوتية.

ما أقوله عن الكرازة أكرره بخصوص الرعاية والعمل الكهنوتي... كل يقوم على غيره من أجل غاية واحدة، هي تمتع الإنسان بمقدسات الله السماوية.

على العكس أن سر الضعف الذي تعيش فيه كنيسة الغرب هو مبالغتها في جانب من الخدمة على حساب الآخر أو اهتمامها بعمل مع تجاهل الآخر.

فأهتم البعض بالكرازة بالكلمة خارج الرعاية الكهنوتية فجاءت كلماتهم جوفاء وصار الكارزون أصحاب كلام لا يحملون روح الأبوة لأبنائهم.

وبالغ آخرون في الرعاية، خاصة الأعمال الاجتماعية، فتحولت طاقات الكنيسة إلى أعمال بشرية بغير تفاعل مع الجانب الإيماني الروحي!

واهتم فريق ثالث بالعمل الكهنوتي منعزلًا عن الكرازة والرعاية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. فجاءت الأعمال الكنسية شكليات جافة ومملة!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/chrysostom/priesthood.html

تقصير الرابط:
tak.la/ptz8p4y