St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   question-answer
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

20- أنت مسيحي لا مؤاخذة

المجتمع: أنت مسيحي لا مؤاخذة.

المسيحي: لا داعي للا مؤاخذة فأنا أفتخر بأني مسيحي ولا أخجل من مسيحيتي. لأنها ديانة الحب لجميع الناس حتى الأعداء والمسيئين حيث شعارها "الله محبة" (1يو4: 8). وهى ديانة الكمال "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت5: 48). وهى ديانة القداسة "تكونون قديسين لأني أنا قدوس" (لا11: 44). وهى ديانة الحرية "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو8: 36). وهى ديانة الروح "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16). وهى ديانة المعرفة الحقيقية بالله "أيها الآباء قد عرفتم الذي من البدء (أي الكلمة). أيها الأولاد قد عرفتم الآب" (1يو2: 13). وهى ديانة الأسرار السماوية "قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات" (مت13: 11) وهى ديانة البنوة الإلهية "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بِاسمه" (يو1: 21). وهى ديانة الخلاص من الخطايا "تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21). وهى ديانة المواريث السمائية "تعالوا إلىَّ يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت25: 34).

فماذا بعد كل هذه المبادئ والقيم والامتيازات! هل هناك ما هو أقوى من الحب في السماء وعلى الأرض، وما هو أبعد من الكمال، أو ما هو أغلى من الحرية لدى الإنسان، وما هو أبهى من القداسة. أو ما هو أسمى من حياة الروح، وما هو أغنى من معرفة الله الحقيقية وأسرار سماواته، أو ما هو أبقى من الملكوت الأبدي!

St-Takla.org Image: Three young women, wedding celebration, happiness, thankful صورة في موقع الأنبا تكلا: ثلاثة شابات، فتيات خلال عُرس (فرح)، الفرح، الشكر

St-Takla.org Image: Three young women, wedding celebration, happiness, thankful

صورة في موقع الأنبا تكلا: ثلاثة شابات، فتيات خلال عُرس (فرح)، الفرح، الشكر

هل هذه جميعها تخجلني من ديانتي. وهل يوجد أسمى منها أو أكثر منها روحانية ومجدًا في أي ديانة أخرى. إنني لست أفتخر بها فحسب بل أضع حياتي كلها من أجلها أيضًا.

بل ما يدعوني أكثر إلى الافتخار بمسيحيتي هو أن بعض الديانات التي تعترف بسموها، بدأت تطور نفسها مجتهدة أن تتقمص روحها وتلبس ثوبها. ودليل ذلك أن أصحابها يستعيرون منها مبادئها السامية، ويقتبسون تعبيراتها الإلهية في كتبهم ومقالاتهم وأحاديثهم، ويترسمون ترتيب عبادتها وأنشطتها الروحية والاجتماعية وتكريم رجال دينها وتصنيف علومها الدينية وطرق الوعظ ووسائل التعليم فيها، ومحاكاة بعض الآداب والسلوكيات المبنية على وصاياها، والنهج على أحكامها الشرعية في تكوين الأسرة وترابطها وعدم انحلالها واقتربت من مراسم الزواج فيها وجنازات أمواتها، وطرق تسبيحها من تراتيل وترانيم وألحان. وبالحق لو لم تكن مسيحيتي بهذا الامتياز ما كان لآخرين أن يسعوا لمحاكاتها وتقمص صورتها لكي يظهروا ببهائها ومجدها. لذلك كيف يأخذ آخرون ثوبي ويتباهون به، ثم ترذلني أنت وترفضني. إن من يفعل ذلك يشبه من يقول عنهم المثقف المصري الكبير الدكتور سيد محمود القمني في ندوة صالون "وطني" (الأحد 1/12/2002) "يشبه أولئك الذين يستخدمون حضارة وتكنولوجيا أناس آخرين وفي نفس الوقت يرفضونهم ويلعنونهم. في حين أن حضارة وتكنولوجيا هؤلاء الآخرين هي ثمرة ثقافتهم وعلمهم وقيمهم ولولاها ما بلغوا ما قد بلغوه، ولولاها أيضًا ما استمتع هؤلاء الناقمون الحاقدون بمنتجات وإنجازات أولئك".

وهناك من يأخذون معجزات المسيح ومعجزات قديسينا وشهدائنا وينسبونها إلى أوليائهم بل يتحدثون بتعاليم المسيح وكأنها من عندياتهم وأخذوا كل صفاته وفضائله ونسبوها لذويهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبعد أن سلبوا المسيح كل أمجاده احتقروه ورذلوه. وهؤلاء كيف سيواجهون المسيح في يوم الدينونة؟ ليعلم هؤلاء أنه كما أن المتضررين من السرقات الفكرية يرفعون قضايا أمام محاكم العالم ضد سارقيهم، فإن المسيح سيقاضي أمثال هؤلاء في اليوم الأخير أمام محكمة العدل الإلهي وهى محكمته وهو قاضيها.

ثم إنه لغريب أيضًا أن الذين يسلبون أمجاد المسيحية لأنفسهم يتنكرون في نفس الوقت لعقائدها الأساسية وهم لا يدرون أن هذه العقائد هي حقائق إيمانية وهى سر سمو المسيحية وروحانيتها وقداستها ومجدها الأبدي. وبدون هذه الحقائق الإيمانية تنعدم النعمة ومن ثم تنعدم كل هذه الكرامات والأمجاد التي للمسيحية. فبدون الثالوث يستحيل التجسد وبدون التجسد يستحيل الخلاص. وبدون الخلاص لا يصير تمجيدٌ للمسيح إلهًا فاديًا. وبدون تمجيد المسيح لا يكون هناك عمل للروح القدس العامل في كل عطايا الخلاص والمهيئ لها من أجل نوالها. لأن الروح القدس عمل في القديم في الأنبياء من أجل المسيح. وفي العهد الجديد يعمل في عطايا الفداء الذي تمجد به المسيح. وما هي عطايا الفداء سوى أمجاد المسيحية وكراماتها التي سبق ذكرها.

إذًا بدون العقائد التي يرتكز عليها الإيمان المسيحي تصبح المسيحية كلاما أجوفًا بعيدة عن أي ثمر روحي أو مجد إلهي. لذلك فكل عقيدة تلبس ثوب المسيحية بعيدًا عن حقائق إيمانها فهي تلبس ثوبًا مستعارًا يكون صاحبه حسب قول المسيح له المجد قبرًا مبيضًا من الخارج ومن الداخل مملوء عظام أموات (مت23: 27). أو يشبه ذئبًا يلبس ثوب حمل (مت7: 15). يظهر حملًا وهو يقترب إلى صيده ومتى صاده افترسه.

هذه هي مسيحيتي قوتها في عقائدها، وغناها في أسرارها، ومجدها وبهاؤها في فضائلها. لذلك هي مشتهى نفوس كثيرة ونموذج مثالي يتطلع لبلوغه الراغبون في حياة الكمال والمتعلقون بالروحانيات والمشتاقون إلى السماويات.

وإن كانت هناك ديانات وعقائد كثيرة في العالم يدين بها ملايين من البشر. حيث بخلاف اليهودية والمسيحية والإسلام توجد البوذية، والكونفوشيوسية، والزرادشتية، والبرَهْمانية، والجينية، والسيخية وغيرها. وبعضها يتأثر كثيرًا بالمسيحية. إلا أن شهود يهوه والسبتيين أكثر الذين يلبسون ثوب المسيحية وفي نفس الوقت يتنكرون لعقائدها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/proud.html

تقصير الرابط:
tak.la/j39zhq6