St-Takla.org  >   books  >   fr-dawood-lamey  >   service
 
St-Takla.org  >   books  >   fr-dawood-lamey  >   service

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخدمة هي الحل - القمص داود لمعي

4- الخطية

 

St-Takla.org Image: The prodigal son: I will arise and go to my father, and will say unto him, Father, I have sinned against heaven, and before thee (Luke 15: 18) - from "The Coloured Picture Bible for Children" book, 1900 صورة في موقع الأنبا تكلا: الأبن الضال: أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك (لوقا 15: 18) - من كتاب "الكتاب المقدس الملون المصور للأطفال"، أصدار سوك لنشر المسيحية، 1900

St-Takla.org Image: The prodigal son: I will arise and go to my father, and will say unto him, Father, I have sinned against heaven, and before thee (Luke 15: 18) - from "The Coloured Picture Bible for Children" book, 1900

صورة في موقع الأنبا تكلا: الأبن الضال: أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك (لوقا 15: 18) - من كتاب "الكتاب المقدس الملون المصور للأطفال"، أصدار سوك لنشر المسيحية، 1900

"نعيم" محاسب متميز، شاب طول بعرض، تزوج منذ خمس سنوات وله طفلة جميلة. كان قديمًا طفلًا متدينًا، ففي طفولته كان مواظبًا على مدارس الأحد والاعتراف والتناول. ومع سنوات الجامعة ابتعد وانشغل وسافر للخارج بضع سنوات حصل فيها على شهادات كثيرة. وأصبح مركزه كبيرًا في شركة أجنبية، وقليلون من في سنه وصلوا إلى ما وصل إليه من نجاح عالمي.

وكان شغل نعيم أغلبه على الكمبيوتر، ومع بعده عن الكنيسة والأسرار دخل عدو الخير عن طريق الـnet! وبدأ نعيم يقع في براثن الـpornography، فكان يرجع بيته منهكًا، يأكل ويرتاح ساعة، ويصحو ليجلس أمام الكمبيوتر! وكانت زوجته تظن أنه -يا عيني- شغله كثير قوي!

أما هو فكان يقضي من أربعة إلى ستة ساعات يوميًا أمام الصور والأفلام الدنسة، وكان يدخل لينام بصعوبة حوالي الساعة الثالثة بعد نصف الليل، وبالتالي كان يصحو بصعوبة أكبر لكي يذهب إلى شغله. تعرض نعيم لأكثر من حادثة بالسيارة، وحاولت زوجته إقناعه أن هذا بسبب السهر الشديد، لكنه كان عنيدًا ويدّعي دائمًا "الشغل يا ماما مالهوش آخر!".

أما زوجته "دينا" فكانت بنت الكنيسة، طيبة، وديعة، تحب زوجها، وتحب بيتها جدًا، وكانت تجاهد دائمًا مع نفسها لتلتمس الأعذار لزوجها. نادرًا ما فقدت صبرها ولامته على تركه إياها، وبعده عنها، وعدم اهتمامه بها وبابنتهما. ولم تجد من الحوار إلا التهكم واتهامها بعدم التقدير، ولم تجد حل إلا الصلاة والدموع.

وبمرور الأيام تفاقم الوضع، لدرجة أن "نعيم" كان يختلس النظر إلى هذه الأمور حتى في مكتبه وعمله، وافتضح أمره أمام أحد الزملاء، فما كان منه إلا الكذب والإنكار والإدعاءات! وصدقه زميله لاحترامه له ولنجاحه الملحوظ.

وفي أحد الأيام احتاجت دينا أن ترسل رسالة بالـe-mail ، والذي كان نادرًا ما تحتاجه، ويا لهول ما رأت! وبكت.. وبكت، ولم تصدق نفسها، ولم تستطع أن تنظر طويلًا إلى هذه الخلاعات، وعاتبته بشدة، فما كان منه إلا الصراخ والإهانة والتطاول عليها "إزاي تفتحي الكمبيوتر من غير إذن؟!".

"هي دي المشغولية والشغل يا نعيم؟!". "ما جتش من منظر في دقائق.." . "ربنا يسامحك، وأنا اللي دائمًا أقول مشغول ربنا يعينه!".

واشتكت دينا لأب اعترافها، الذي كان أب اعتراف نعيم أيضًا، فجلس إليه واعترف نعيم بعد أكثر من سنة بالتدهور في حياته في كل شيء، في البيت، في الشغل، في الصحة، في التركيز، في العلاقات، في الأخلاق... إلخ.".

وفجأة قال له أبونا مقاطعًا: "تحب تخدم يا نعيم؟ إنت كان نفسك زمان تخدم، ومدخلتش إعداد خدام". "يا أبونا، بعد اللي أنا قلته؟!". "يا إبني أنا عاوزك جوه الكنيسة، علشان تبعد عن الحاجات دي، إنت مش هاتعلِّم، لكن هتشتغل معانا بمشاكل الفقراء والمحتاجين". "مش معقول يا أبونا أنا مستهلش أصلي ولا أتناول، إزاي هأخدم؟!". "إحنا نحاول يا نعيم، كله يمشي مع بعضه، بس أوعدني ما تدخلش على المواقع الوحشة دي تاني". "يا أبونا مش قادر أوعدك، أنا اتعودت، أنا بقيت زي المدمنين، أنا اتعلمت الكذب والشرب وكل حاجة وحشة بسبب المصيبة دي!". "كل شيء مستطاع عند الله (مت 19: 26) (اضغط على الرابط السابق هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لقراءة الأصحاح كاملًا)، بس نبتدي".

وتأثر نعيم بتشجيع أبونا وطول أناته وبدأ يصلي ويقرأ في الإنجيل، وتقدم للتناول بعدما أخذ الحِل. وظل الشيطان يراوده، وكان أحيانًا يسقط ثم يقوم ليعمل ميطانيات metanoia ويصارع مع الله: "ساعدني يا رب، أنقذني من نفسي، ارحمني يا رب". وانضم نعيم لاجتماع خدام إخوة الرب، وانضم لفريق الخدمة، وأصبح مع مجموعة من الرجال المسئولين عن تنمية وخدمة إحدى القرى الفقيرة.

St-Takla.org Image: Huts and Household Companions of the Fellaheen, and raising birds, by Wilhelm Gentz - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque- Vol. 1 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885. صورة في موقع الأنبا تكلا: عشة أحد الفلاحين، وتربية الطيور، رسم الفنان ويلهلم جينز - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 1 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

St-Takla.org Image: Huts and Household Companions of the Fellaheen, and raising birds, by Wilhelm Gentz - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque- Vol. 1 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عشة أحد الفلاحين، وتربية الطيور، رسم الفنان ويلهلم جينز - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 1 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

لم يكن متحمسًا في البداية، لكنه من صغره كان يحب أبوه الروحي ويخضع له، وكان يشتاق من قلبه أن يتخلص من هذه العادة الرديئة. وذهب نعيم مع الأخوة للخدمة، ووجدهم كلهم أتقياء، بسطاء، فكان ينظر إليهم متحسرًا على نفسه وغير مُصدق أن يكون هو -بما فيه- واحد منهم!

ووصل الخدام لقرية، ووجد نعيم الفقر الذي لم يراه قبلًا! ووجد كنيسة بسيطة، وكاهن تقي بسيط، ونساء ورجال يعيشون تحت خط الفقر، لكن شاكرين وراضين. ومن بيت إلى بيت، تأثر نعيم بمحبتهم وترحيبهم وكرمهم وبساطتهم، وظل نعيم صامتًا.

وفي إحدى العشش، وجد أرملة وحيدة وفقيرة شبه كفيفة وحاولت الأرملة أن تقبل يديه، فسحب نعيم يده بشدة، وترقرقت الدموع في عينيه حين بدأت تُصلي وتشكر الله على نعمه وإحساناته. وظلت تدعو لهم بالخير والصحة والبركة والنجاح للأولاد، ثم قالت لنعيم بعد الصلاة: "يا ابني عاوزة أشوفك تاني، لازم تيجي لي". فقال نعيم: "إدعي لي يا أمي وادعي لمراتي وبنتي". فرفعت الأرملة وجهها الطيب إلى السماء ويديها وأخذت تدعو دقائق: "يا رب يفتحها عليك وينجيك من كل حاجه وحشة، ويبعد الأشرار مِن سِكتك، ويصلح طريقك، ويفرح قلبك، ويبارك بيتك، ويكثر في نسلك، ويغنيك... ".

بصعوبة تمالك نعيم نفسه، وأحس أنه يرى قديسة لم يقرأ عنها ولم يسمع بها، وانحنى وقبّل يديها بإصرار ونزلت دمعة على يديها، وأحس لحظتها إن قوة صلاة هذه الأرملة لا بد ستشفيه من هذه الحرب العنيفة. ورجع نعيم قص على دينا ما رآه، ولأول مرة بعد سنين يحكي مع دينا لمدة ساعة بهدوء وفرح، ولأول مرة يقفا ليصليا صلاة النوم، وبدأ نعيم ينتظم في القداس والتناول والاعتراف وأصبح نادرًا ما يضعف، وظل يقاوم بشدة ويتذكر دعوات الأرملة وكلمات أب اعترافه، والآيات التي بدأ يحفظها مع دينا من الإنجيل كل يوم.

ورجعت السعادة لهذا البيت وأحب نعيم الخدمة، وأصبح يعشق القرى الفقيرة، ولا يترك فرصة إلا ويزور هذه الأرملة البسيطة، التي كانت تقول له: "ربنا يخليك ليّ يا ابني" أما هو فيقول بخجل:

"ربنا يخليكِ إنتِ وتصلي لنا دائمًا".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-dawood-lamey/service/sin.html

تقصير الرابط:
tak.la/z6q2sdb