St-Takla.org  >   books  >   fr-dawood-lamey  >   how
 
St-Takla.org  >   books  >   fr-dawood-lamey  >   how

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف؟ - القمص داود لمعي

2- كيف تحول المسيحيون إلى تقديس يوم الأحد بالرغم من وضوح وتكرار وصية: "أذكر يوم السبت لتقدسه" (خر 20: 8

 

تعود هذه الوصية لقصة الخلق، حين أعلن الكتاب المقدس: "وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا" (تك 2: 2، 3).

وجاءت وصية التوراة لتلزم اليهود بهذا المثال الإلهي، فلما أتى المسيح -له المجد- ليصبح ما خربه الإنسان ويجدد خليقته، أعلن المفهوم الصحيح للتقديس وللسبت. "السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا" (مر 2: 27، 28). واستمر السيد المسيح يجدد فكرة روح الوصية لا حرفها، فاستمر يصنع معجزات كثيرة يوم السبت مثل:

+  شفاء مريض بيت حسدا (يو 5: 1-15)

+  شفاء ذو اليد اليابسة (مر 3: 1-5)

وترك تلاميذه يقطفون السنابل يوم السبت (مت 12: 1-8).

St-Takla.org Image: Curing the sick man of Bethesda, who was ill for 38 years waiting for any man to put him in the water when the angel stirs it. He was cured by Jesus. - Bible Clip Arts from NHP صورة في موقع الأنبا تكلا: شفاء مريض بركة بيت حسدا، كان مريضًا منذ 38 سنة وكان ينتظر من يلقيه في بركة بيت حسدا عندما يحرك الملاك المياه وشفاه السيد المسيح - صور الإنجيل من إن إتش بي

St-Takla.org Image: Curing the sick man of Bethesda, who was ill for 38 years waiting for any man to put him in the water when the angel stirs it. He was cured by Jesus. - Bible Clip Arts from NHP

صورة في موقع الأنبا تكلا: شفاء مريض بركة بيت حسدا، كان مريضًا منذ 38 سنة وكان ينتظر من يلقيه في بركة بيت حسدا عندما يحرك الملاك المياه وشفاه السيد المسيح - صور الإنجيل من إن إتش بي

أعاد السيد المسيح ذكر الوصايا العشر ولكن بإضافات تكميلية حين أعلن: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ" (مت 5: 17).

+  في وصية "لاَ تَقْتُلْ" (خر 20: 13)، قال: "قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ" (مت 5: 21-24).

+  وفي وصية "لاَ تَزْنِ" (خر20: 14) قال: "«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ" (مت 5: 27-28)

+  وفي وصية "لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلًا" (خر 20: 7) قال: " «أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ" (مت 5: 33، 34).

فكان من الواضح أن الذي أعطى موسى شريعة العهد القديم هو يكملها بنفسه في العهد الجديد، ويحررها من الحرف الفريسي الذي دخل إليها، فما الذي يمنع أن يتحوَّل يوم السبت الذي شوهته الخطية والسقوط والحرفية إلى يوم جديد هو أول الأسبوع، ليكون رمزًا لحياة جديدة.

أيضًا، ارتبط يوم السبت بفكرة الخلاص عند اليهود فنقرأ في (تث 5: 15): "وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ. لأَجْلِ ذلِكَ أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَحْفَظَ يَوْمَ السَّبْتِ".

ولأن هذا الفكر الخلاصي قد انتهى بانتهاء العهد القديم، وجاء فكر الخلاص من عبودية الشر وحرية مجد أولاد الله في العهد الجديد فكان لا بد من تغيير اليوم، كما كتب في هذا أيضًا بولس الرسول: "لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». وَفِي هذَا أَيْضًا: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلًا لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلًا فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! " (عب 4: 4 - 9).

وبقوله "بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ" تعني أن السبت اكتمل بدخول كنعان وتحتاج ليوم جديد، لراحة جديدة (روحية) وحياة جديدة أبدية، ولهذا قيل في النبوة: "هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! " (مز 118: 24، 25).

أيضًا، يُشير معلمنا بولس الرسول إلى طقس السبت كإشارة ورمز وظل للأمور العتيدة (الحالية) بقوله: "فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ" (كو 2: 16، 17).

فاحتفاظنا بشريعة السبت يعني أيضًا التزامنا بالأعياد اليهودية والهلال والأكلات الناموسية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وننسى أن المسيح -له المجد- أعلن لبطرس، "وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ: «قُمْ يَا بُطْرُسُ، اذْبَحْ وَكُلْ». فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ! لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئًا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا». فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضًا صَوْتٌ ثَانِيَةً: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!» " (أع 10: 13-15).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أما عن يوم الأحد، فيظهر بوضوح مكانته في العهد الجديد:

فهو يوم قيامة الرب وقيامتنا "وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ" (مت 28: 1).

ويوم ظهور الرب لتلاميذه "وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: "سَلاَمٌ لَكُمْ!" " (يو 20: 26).

ويوم انسكاب الروح القدس يوم الخمسين "وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ" (أع 2: 1).

ويوم الرب حسب تعبير يوحنا الرائي "كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ" (رؤ 1: 10). فهو اليوم الثامن بعد السابع (السبت) ليكون إشارة واضحة لحياة ما بعد هذه الحياة الأرضية، إشارة إلى الأبدية، يومًا جديدًا مجيدًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نؤكد مرة أخرى، أن السبت هو جزء من الناموس اليهودي الذي لم يقدر أن يخلص الإنسان، ولم نعد الآن تحت الناموس الحرفي، كما يظهر واضحًا في قول بولس الرسول:

"فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ " (رو 6: 14).

"إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ. لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. " (غل 3: 24-26).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-dawood-lamey/how/sunday-vs-saturday.html

تقصير الرابط:
tak.la/jsnrsz5