St-Takla.org  >   books  >   fr-athnasius-fahmy  >   yousabios
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العلامة يوسابيوس القيصري، أبو التاريخ الكنسي - القمص أثناسيوس فهمي جورج

5- أعماله في مدح قسطنطين

 

2- أعماله في مدح قسطنطين

ان يوسابيوس في كتاباته عن الإمبراطور قسطنطين الكبير هو مادح أكثر منه مؤرخ، ووضع نفسه وقلمه في خدمة الإمبراطور أثناء حياته وحتى بعد نياحته، إذ انه كان يرى أن حكم قسطنطين هو تحقيق لأعظم رجاء مسيحي، والإمبراطور بالنسبة له هو الرسول المختار الُمرسل من قبل الله كي ينقذ الكنيسة من الاضطهاد.

 

1 – حياة قسطنطين
2) إلى جماعة القديسين
3 – مديح قسطنطين

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1 – حياة قسطنطين Vita Constantini (ترجمة إلى العربية العلامة المتنيح القمص مرقس داود)

يقع هذا العمل في أربعة كتب، وقد اُنتقُد يوسابيوس بسبب تماديه في مدح قسطنطين بإطناب، إذ انه وصف حكم الإمبراطور بأنه صورة لحكم الله أو ما يسمى بالحكم الثيؤقراطي، حيث يصير الإمبراطور هو حلقة الوصل بين الله والعالم.

والعنوان اليوناني الأصلي للعمل هو

Εισ Τον Βίον Του Μακαρίου Κωνσταντινον Βασιλέωσ

ويتضح منه انه لا يقصد أن يقدم سيرة كاملة للإمبراطور بل يقتصر على عرض أعمال الإمبراطور التي لها صلة بالمسيحية، لذا اقترح العالم (1) W.Telfer مؤخرًا أن يترجم العنوان اليوناني إلى "تأملات في حياة قسطنطين Reflections in the Life od Constantine".

ويرسم يوسابيوس صورة حية لقسطنطين (الذي كان وحده من بين كل القادة الرومان، صديقًا لله -حاكم الكل- وقدم للبشرية كلها مثلًا واضحًا للحياة الصالحة) (2).

فهو "كموسى الجديد" خلص الشعب الجديد المختار من الطغاة ومن العبودية قيود الأعداء (3)، ويشبهه يوسابيوس بالشمس (كما أن الشمس لما تشرق على الأرض تسطع أشعتها على الجميع بسخاء، هكذا كان قسطنطين عندما يخرج من قصره الملكي باكرًا جدًا في الفجر، ويشرق بنور سماوي). (4)

St-Takla.org Image: Head of Constantine's colossal statue at the Capitoline Museum صورة في موقع الأنبا تكلا: رأس تمثال قسطنطين الكبير البار، التمثال الضخم في متحف كابيتولين

St-Takla.org Image: Head of Constantine's colossal statue at the Capitoline Museum

صورة في موقع الأنبا تكلا: رأس تمثال قسطنطين الكبير، التمثال الضخم في متحف كابيتولين

ويقدم يوسابيوس وصفًا تفصيليًا (5) لرؤية قسطنطين للصليب، مؤكدًا أن الإمبراطور أكد له وأقسم بهذه الحقيقة، وقد ضمن يوسابيوس في عمله هذا ستة عشر أمرًا ورسالة إمبراطورية تمثل ربع العمل كله وهي في غاية الأهمية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2) إلى جماعة القديسين Ad Coetum Sanctorum

يذكر يوسابيوس في كتابة "حياة قسطنطين" (6) أن الإمبراطور كان يقضى وقته في الكتابة والخطابة، التي تعرض فيها لخطأ تعدد الآلهة وأثبت أن المعتقدات الخرافية التي يؤمن بها الوثنيون هي خدع، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأكد على سلطان الله وحده وعلى تدبير الخلاص وضرورته، وعلى عقيدة الدينونة، ويرى أبو التاريخ الكنسي أن الإمبراطور كان يلقى خطبه باللغة اللاتينية ويقوم المترجمون بترجماتها فورًا إلى اليونانية، كما ذكر يوسابيوس انه سيقدم جزء من إحدى أحاديث قسطنطين وهو بعنوان "إلى جماعة القديسين" موجه إلى كنيسة الله. (7)

والمخطوطات التي تحوى "حياة قسطنطين" تتضمن ملحق للكتاب الرابع وهو "كلمة الإمبراطور قسطنطين التي وجهها إلى جماعة القديسين" وتسميها إحدى المخطوطات بالكتاب الخامس من "حياة قسطنطين"وهى عبارة عن دفاع عن المسيحية:

المقدمة: (1-2) تتضمن التحية وتشير إلى يوم الألم الذي كان تمهيدًا ليوم القيامة.

الجزء الأول: (3-10) يتحدث عن الله الآب، الخالق والرب الوحيد للكون، ويفند أخطاء الوثنية ومفاهيمها الخاطئة وإيمانها الخرافي بالقدر والحظ، كذلك يدحض تصورات الفلاسفة الخاطئة، وحدد ما الذي يمكن أن يقبل وما الذي يجب أن يُرفض، ورفض أساطير وقصص الشعراء الخرافية.

الجزء الثاني: (11-15) وهو أكثر ايجابية، يتناول عقيدة الفداء وصلب المسيح الذي هو الله وابن الله.

ثم يوضح (16-21) أن الأنبياء في العهد القديم قد تنبأوا عن مجيء المسيح، بل وحتى الأفكار الوثنية هي دليل على طبيعة المسيح الإلهية.

الجزء الثالث: (22-25) ينسب فيه الإمبراطور انتصاراته إلى السيد المسيح ويصف النهاية المروعة التي نالها الحكام الذين اضطهدوا الكنيسة، وفي الفصل الأخير يؤكد على ضرورة شكر المخلص الصالح على كل البركات التي منحها لإمبراطوريته وله هو شخصيًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3 – مديح قسطنطين Laudes Constantini

نجد في مخطوطات "حياة قسطنطين" بعد الرسالة إلى جماعة القديسين، كتاب "مديح قسطنطين"، وهو يتضمن عملين مختلفين:

1 – الفصول من 1-10:

تقدم كلمة المديح التي ألقاها يوسابيوس في بلاط قسطنطين في 25 يوليو سنة 335 م، في الاحتفال بالعيد الثلاثين لتتويج قسطنطين إمبراطورًا، وفيها يؤكد أسقف قيصرية أن الإمبراطور يختلف عن باقي البشر في أنه (كامل في الحكمة، في الصلاح، في العدل، في الشجاعة، في التقوى، في التكريس لله، فالإمبراطور هو وحده فيلسوف حقًا، لأنه يعرف نفسه، ولأنه يعي تمامًا أن هناك فيض من كل بركة قد سُكب عليه من مصدر خارج عنه تمامًا، من السماء نفسها). (8)

ويرى يوسابيوس أن الإمبراطور هو أيقونة للقوة الحاكمة في السماء (9)، لأنه بوعي منه نظم وشكل حكومته على مثال الأصل السمائي الإلهي.

وفى باقي الكلمة يمدح يوسابيوس قسطنطين على أعماله وعلى البركات الناتجة عن الحرية التي أعطاها للكنيسة، وفي الفصل الأخير يشير كرة أخرى إلى خطبة قسطنطين:

(أحاديث ومفاهيم ونصائح للحياة الفاضلة المقدسة تُعلن في آذان كل الأمم، الإمبراطور نفسه يعلنها، هي أعجوبة فعلًا أن هذا القوى، يرفع صوته في مسامع العالم كله، كمترجم لإرادة الحاكم الكى القدرة (الله) ويدعو شعبه في كل بلد إلى معرفة الإله الحقيقي). (10)

2- الفصول من 11-18:

نجد فيها الرسالة التي قدمها يوسابيوس إلى الإمبراطور في تكريس كنيسة القبر المقدس (335 م)، ورغم أنها بصفة عامة رسالة دفاعية، إلا أن هدفها الأول هو أن تبرر سبب تشييد البناء الرائع: (هذه الأبنية العالية النبيلة، إنما هي آثار إمبراطورية على روح إمبراطورية، تلك التي شيدتها في ذكرى قبر المخلص) ويهدف يوسابيوس في هذه الرسالة أن يوضح أهداف الإمبراطور من الاهتمام بهذا العمل العظيم (11)، كما ويقدم سببًا اشمل، إذا أنه يرى في كنيسة القبرالمقدس رمزًا لإرسالية الله للإمبراطور، ويقدم يوسابيوس الإيمان المسيحي للقارئ الوثني، وهذا التقديم ما هو إلا ملخص للكتاب الثلاثة الأولى من علمه "الثيوفانيا Theophony".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/yousabios/constantine.html

تقصير الرابط:
tak.la/ydrbdt7