St-Takla.org  >   books  >   fr-athnasius-fahmy  >   st-magdalene
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة: رؤية آبائية - القمص أثناسيوس فهمي جورج

13- الكرازة بالقيامة

 

أنعم الرب القائم للمجدلية بأن تكرز برسالة الحياة لتلاميذه (اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم) (يو 17:20)، فضاعف من تعويضها على إيمانها الحار، معلنًا أن الذين يثابرون على خدمته ينالون المجازاة، فسارعت قديستنا إلى التلاميذ لتخبرهم أن الرب الذي مات قام من الأموات، وصار باكورة الراقدين.

St-Takla.org Image: The tomb is empty. Christ is risen. "Early in the morning on Sunday, Maria Magdalena and the other Mary went and found the tomb empty. They saw God’s angel so bright and he told them about the resurrection of Jesus". صورة في موقع الأنبا تكلا: القبر فارغ – يسوع المسيح قام: "عند فجر يوم الأحد جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. فوجدا القبر فارغًا وشاهدا ملاك الرب وكان منظره كالبرق وأخبرهم عن قيامة يسوع."

St-Takla.org Image: The tomb is empty. Christ is risen. "Early in the morning on Sunday, Maria Magdalena and the other Mary went and found the tomb empty. They saw God’s angel so bright and he told them about the resurrection of Jesus".

صورة في موقع الأنبا تكلا: القبر فارغ – يسوع المسيح قام: "عند فجر يوم الأحد جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. فوجدا القبر فارغًا وشاهدا ملاك الرب وكان منظره كالبرق وأخبرهم عن قيامة يسوع."

تحدث باكورة الراقدين إلى المجدلية لتكون باكورة المبشرين بقيامته، ليضع حد لأحزانها وقادها لتنال الوعود وتمتلئ شيئًا فشيئًا بمعرفة القيامة، (أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إلى يجدونني) (أم17:8)، فكانت سبب فرح للسامعين عندما نقلت أولًا خبر القيامة، فآمن به التلاميذ وعن طريقهم آمن كثيرون ليرتفع البناء فوق الأساس.

وكما أن المرأة الأولى حواء قد دينت لأنها سمعت لصوت الشيطان ومن خلالها كل النساء، هكذا مريم المجدلية ومن خلالها كل النساء سمعت كلمات مخلصنا وبشرت بالأخبار المحملة بالحياة الأبدية.

وها جنس المرأة قد ربح الانفكاك من العقاب وإلغاء اللعنة، لأن الذي قال لها قديمًا بالألم تلدين أولادًا ها هو يلتقي معهن في البستان، ويقول كلامًا آخر (سلامًا لكما)، وها المرأة قد استعادت كرامتها، فبعد أن كرزت لآدم قديمًا بالموت، كرزت للتلاميذ بالقيامة، وها إثم الجنس البشرى قد أزيل، وكما أعطت المرأة قديمًا الموت للرجل، الآن من القبر أعلنت المرأة الحياة للبشر وراحت تكرز بكلمات معطى الحياة، تمامًا كما أن امرأة (حواء) ذكرت كلمات الحية الحاملة للموت، هكذا المجدلية أعلنت بشرى القيامة، بعد أن قبل المسيح القائم هديتها القلبية الرائعة، ورد لها الهدية بما هو أعظم، عندما أعطاها الامتياز العالي فاتحًا أبواب محبته أمامها، مقيمًا إياها أول مبشرة وشاهدة للقيامة.

فكانت مبشرة صهيون أول من قطف من ثمرة شجرة الحياة، وأعطى التلاميذ من ثمار القيامة، بعد أن استؤمنت كأول من استؤمن على رؤية الرب المقام وسماع كلماته الإلهية. ولأنها اشتهت تكريم الحبيب الميت وتطيب الجسد، استحقت حب الحي ونوال رائحة المسيح الذكية ببشارة القيامة، والإيمان الحي الذي كرزت به للرسل وحملته الكنيسة بالتتابع الرسولي، من الرسل إلى الآباء الرسوليين، إلى الآباء القديسين خلفائهم، من فم المسيح القائم للمجدلية ومن المجدلية للرسل ومن الرسل للكنيسة كلها.

لقد كرم الرب المجدلية وأعطاها شرفًا أبديًا لا ينزع منها، لتكون الأولى من الرجال والنساء التي ترى فرح قيامته وتتسلم خبر القيامة من شفتيه الإلهية التي تقطر نعمة ودسمًا ومسرة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. شاهدة عيان لمست بحواسها الخارجية وأدركت بحواسها الداخلية وسلمت هذه الشهادة للأجيال، ليتسلم كل جيل من سلفه بشرى القيامة.

فجاءت مريم وأخبرت التلاميذ في الحال ببشارتها للعالم أنها قد رأت الرب، وهكذا تبوأت المجدلية الصدارة في سجل البشارة كأول من رأى الرب قائمًا من بين الأموات، وكأول مبشرة بالقيامة، تذيع خبر الحياة المباركة ويوم بداية الخليقة الجديدة والذي لا يشبهه أي يوم آخر.

وبالجملة يا لجمال اللحظات الحاسمة في سيرة صاحبة هذه السيرة، التي هي بحق شخصية هامة في عالم الكرازة بالرب القائم، فهي أيقونة للتلمذة والحب النادر والخدمة الصادقة، كارزة بقوة وفاعلية ثمار القيامة، إنها اللحظات التي للحق الإلهي اللاهوتي، التي كانت مركز صلاه أحد الآباء الذي تشفع بالمجدلية قائلًا: ((أيتها القديسة المجدلية أتيت بدموع منهمرة إلى ينبوع المراحم والرأفات، المسيح إلهنا. من أين لي بكلمات أخبر بها عن حبك الملتهب وعشقك الذي به بحثت عنه باكية في القبر. فأظهر لك حلاوة وطهر محبته التي تمسح مرارة الدموع)).

وهى لا تزال مبشرة دائمة بقيامة محبوبنا القائم. تبشر بالقيامة وبانفتاح الفردوس الذي كان مغلقًا وعلى أبوابة الملائكة يحملون سيوفًا ذات لهيب متقلب.

ولكن قد يتبادر سؤال عما حدث للمجدلية بعد صعود الرب القائم؟!!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/st-magdalene/proclaim.html

تقصير الرابط:
tak.la/xr9yhps