St-Takla.org  >   books  >   fr-antonious-kamal-halim  >   difficult-characters
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب هل تقبلني؟ التعامل مع شخصيات صعبة - القمص أنطونيوس كمال حليم

110- مدمن العمل

أنه شخص لا يكف عن العمل حتى في وقت الفراغ والإجازات وهو لا يتعب، ولديه رغبة عارمة في الإنجاز ترهقه وترهق من حوله، وهو شخص طموح ناجح ولكنه لا يستطيع أن يستريح فالراحة ترهق أعصابه وهم يأخذون ما تبقى من العمل للمنزل الذي يتحول إلى ورشة ومكتب.

 اشترى أحدهم سيارة تستطيع أن تسير في وسط العواصف الثلجية حتى لا يتعطل عن العمل حتى وسط الصقيع!

St-Takla.org Image: A man looking through a microscope, scientist صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل ينظر في المجهر، عالم ينظر في الميكروسكوب

St-Takla.org Image: A man looking through a microscope, scientist.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل ينظر في المجهر، عالم ينظر في الميكروسكوب.

يسمونهم (حمير شغل) أو محركات تعمل بطارياتهم دائمًا.

يجد مدمن العمل عذره في قلة الدخل وكثرة الأعباء ولكن الواقع أن طموحهم الزائد هو الذي يحركهم وكلما ترقوا في هذا المجال كلما شعروا باحتياج الناس لهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إنهم يشعرون بالتعب ولكنهم غير قادرين على الاسترخاء فنومهم متقطع يستيقظون والعمل عالق بأذهانهم والنتيجة صداع متكرر، ألام المعدة والظهر، القرحة، الضغط، السكر، القلب.. إلخ..

 كتب أوسكار وايلد ذات مرة يقول: "في هذا العالم توجد مأساتان فقط. إنسان لا يحصل على ما يريد وآخر يحصل عليه!  لقد كان يحاول أن يحذر مقاتلوا المكاتب أنه بغض النظر عن مقدار الجهد الذي يبذلونه للوصول إلى النجاح فالنجاح لن يشبعهم وهو محق في هذا. مدمنوا الشغل يحاولون دائمًا أن يصلوا للدرجة التالية ولأنهم نادرًا ما يقنعون فإنهم يقضون حياتهم كلها استعدادًا للعيش.

 وربما كانت نشأة مدمني العمل في بيوت جعلتهم يشعرون بالدونية قلما نجحوا فهم يحاولون أن يصلوا إلى أعلى مستوى من الثقة والتفوق. وهم يشعرون أنهم بخير فقط عندما يكونوا ناجحين وكاملين، إن رغبتهم في الجدارة توقعهم في هوس العمل الزائد.

 ومع ذلك يشعر مدمني العمل بأنهم فارغون من الداخل فهم لا يستطيعون أن يهدأوا أو يستمتعوا بإنجازاتهم. إنما بحاجة إلى نجاح جديد بعد الآخر لكي يشعروا إنهم على ما يرام لتهدئة ذلك الصوت الداخلي الذي يظل ملحًا عليهم.

بالنسبة لمعظم الناس، فإن العمل وسيلة لغاية ولكن بالنسبة لحمير الشغل فالعمل هدف في حد ذاته.

يحتاج هؤلاء إلى من يضع لهم حدودًا كأن تقول (لقد عملت كل ما في وسعى في هذا المشروع فإذا أردت عملًا إضافيًا فأنا لا استطيع).

 إن الاستمرار في المشغولية لا يجعلنا أكثر إنتاجية فلنعمل بذكاء أكثر وليس بجهد أكبر إن الراحة القليلة تجعلنا ننجز الخطوة التالية في نصف الوقت.

يجاهد البعض ليكونوا بلا خطأ ويضعون معايير مرتفعة غير معقولة ولا يمكن الوصول إليها.

 إن مدمن العمل حين يخطط لنزهة مع أسرته فإنه يأخذهم إليها يومًا محددًا في العام بحيث يكون فيه مكتبه أقل الأيام ازدحامًا أنه يخطط جيدًا لكي لا تفوته فرصة عمل! وهنا التخطيط هو شغله الشاغل حتى حين يتنزه، لقد حول الفسحة إلى عمل.

 كان بولس الرسول متحمسًا جدًا وقد بشر في 40 مدينة لم يكن هناك بحرًا إلا وعبره أو جبلًا إلا وتسلقه مبشرًا بالمسيح ولكن الفارق كان كبيرًا كان بولس الرسول متوازنًا وكان العمل لديه للوصول إلى الهدف الأسمى وليس هو هدفًا في حد ذاته إنه كان يثق في نعمة الله المخلصة لا في قدرته وإنجازاته رغم امتلاكه لعديد منها لكنه جعل عمله وراحته مرتبطين دائمًا بالهدف الأوحد مجد الله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonious-kamal-halim/difficult-characters/workoholic-person.html

تقصير الرابط:
tak.la/j98qmcp