St-Takla.org  >   books  >   fr-antonious-kamal-halim  >   difficult-characters
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب هل تقبلني؟ التعامل مع شخصيات صعبة - القمص أنطونيوس كمال حليم

112- الأنانيون

 

شخصية يكرهها الناس

هل فكرت كم مرة تستخدم كلمة "أنا" في اليوم الواحد وكم مرة تستخدم فيها كلمة "نحن" هل فكرت لماذا تحب نفسك؟ بالتأكيد لتحقيق السعادة لها وليس العكس. وهل يمكن أن تكون سعيدًا دون مودة الآخرين وصداقتهم أو دون أن يتقبلك الناس ويعترفوا بك كشخصية مقبولة؟ بالتأكيد "لا" كلنا نحب أنفسنا ولكننا مع ذلك نحب الناس والموازنة والمواءمة بين حبنا لأنفسنا وحبنا للناس هي التي تحدد مقدار أنانيتنا من عدمه.

أدعوك لأن تتخلص من حبك الزائد لنفسك فقط، وثق أن كل أمرئ من جنس البشر إنما يحتاج إلى النجاح ويطلب السعادة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ترى هل فكرت في أن الآخرين يقومون بالفعل بدور معهم في أي نجاح وسعادة حقيقية يمكن أن تستمتع بها وأن ما نحققه من نجاح إنما يعتمد في المقام الأول وإلى حد كبير على التعاملات التي تجرى بيننا وبين الآخرين؟ وهل فكرت في الآخرين كما تفكر في نفسك؟ فهل يمكن للآخرين أن يتقبلوا إنسانًا لا يحب سوى نفسه ولا يهتم إلا بها، ومهما كان أمر تعريفك للسعادة نفسها فلابد أن تقتنع لو أمعنت النظر قليلًا بأن سعادتك تقوم إلى حد كبير على نوع العلاقة القائمة بينك وبين الآخرين.

St-Takla.org Image: Me word in Arabic صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة "أنا" في اللغة العربية

St-Takla.org Image: Me word in Arabic

صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة "أنا" في اللغة العربية

 والأناني يعرف بأنه بحاجة إلى أشياء من الناس ويعي أيضًا أنه بالضرورة حرمان آخرين من بعض السعادة أو النجاح كي يفوز بها هو.. ولكن دعني أوضح خطأ هذا المفهوم الذي يجب أن يتخلص منه الأناني ويستبدل به المفهوم الصحيح للعلاقة الإنسانية الناجحة والذي يقوم على منح فرد آخر شيئًا ما هو بحاجة إليه مقابل شيء آخر أنت بحاجة إليه.. وأن أي أسلوب آخر للتعامل مع الناس لن ينتج أو يثمر.. دعني أسألك يا صديقي هل وجدت أنانيًا واحدًا يحبه الناس؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثق كل الثقة أنه لا يوجد إنسان واحد يتمتع بالاكتفاء الذاتي، فكل منا بحاجة إلى أشياء بوسع الآخرين القيام بتقديمها لنا.. وكيف لهم أن يقدموها لنا ونحن لا نحبهم ولا نحب سوى أنفسنا فقط لا غير! ودعني أذكر الأساليب الثلاثة أتى لا رابع لها في التعامل.. الناس آخذًا وعطاء:

الأول: إنه بوسعك أن تأخذ ما تحتاج إليه من الناس عن عدة طرق القوة أو التهديد أو الخداع أو الدهاء دون أن تمنحهم شيئًا، وعندها يمكن أن تقع تحت طائلة القانون أو تسقط من نظرهم!!

 الثاني: أن تأخذ ما تريد دون أن تمنح شيئًا عن طريق تسول العلاقات الإنسانية بالتوسل والشكوى والإذعان وعندها تكون في مركز ضعيف إنسانيًا للغاية، وأعتقد أن الكرامة السوية لا تقبل ذلك.

 الثالث: يمكنك أن تعمل منطلقًا من قاعدة قائمة هي التبادل العادل للمصالح أو كما يقول أولاد البلد عندنا في مصر "هات وخذ"، أو "نفع واستنفع" ويكون أساس التعامل في هذه الحالة هو أن تعطى الآخرين ما يطلبون ويحتاجون إليه، وهم في المقابل يردون لك صنيعك ويمنحونك الأشياء التي تحتاج إليها، وأصحاب السلوك الأناني يستخدمون الأسلوب الأول أو الثاني دائمًا في التعامل والذي يقضى بمبدأ هات دون مقابل، لذلك أدعوهم بأن ينتقلوا إلى الأسلوب الثالث في التعامل وأن يتأملوا اللحظة التي يودون فيها هذا الانتقال ويثقوا بأن لديهم الكثير من الأشياء التي يحتاج إليها الآخرون، ولو منحوها للناس سوف يقوم الناس عن طيب خاطر منحهم السعادة في المقابل، ربما لا يدرك الأناني أنه يحظى بممتلكات وموجودات إنسانية لها قيمتها ويتعطش إليها الآخرون ولطالما تملك الأناني الاعتقاد بأنه إذا حاول إشباع رغباته في النجاح والسعادة فإنه بالضرورة لا بُد أن يقوم بحرمان الآخرين من إشباع الآخرين حاجياتهم.. فلا أمل منه في التبديل أو التغيير إلا أننا لا بُد وأن نصل مع الأناني إلى أن يقتنع تمامًا بأن الإنسان السعيد المحب للناس ولنفسه قادر على نشر السعادة على من حوله وأن الفرد الذي يشبع رغباته بطريقة معقولة أكثر كرمًا وأكثر ميلًا للأخذ في الاعتبار برغبات الآخرين، وهو إنسان تخلص من أنانيته وفي طريقه لكي يأخذ بالأسلوب الرابع الذي أتمنى أن يصل إليه الأناني يومًا ما.. وهو أسلوب العطاء دون أن ينتظر المقابل فلو وصلت لهذه المرحلة فستشعر بالسعادة أضعافًا مضاعفة لتلك السعادة التي يعتقد الأناني أنه يشعر بها الآن.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonious-kamal-halim/difficult-characters/egocentric.html

تقصير الرابط:
tak.la/czyhp7s