St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   readings  >   katamares-lent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قطمارس الصوم الكبير - حكمة القديسين في اختيار القراءات الكنسية اليومية - القمص أنطونيوس فكري

4- أناجيل آحاد الصوم

 

1- إنجيل أحد الرفاع: هذا الإنجيل يعلمنا كيف نصوم وكيف نصلي وكيف نعطي صدقات (وكان الصوم والصلاة والصدقة هم أركان العبادة اليهودية) وهنا نجد السيد المسيح يقدم لنا مفهوم العبادة في المسيحية، والمعنى أنه حتى يكون الصوم مثمرًا، فلا يكون هو امتناع عن أطعمة معينة فقط، بل هو التصاق بالله في صلوات طويلة وتسابيح. ومن يلتصق بالله فهو روح واحد (1كو17:6) وأيضًا الاهتمام بإخوة الرب فهذا اهتمام بالرب نفسه (مت4:6). وأن كل عمل نمارسه (صوم/ صلاة/ صدقة) يجب أن يكون في الخفاء والرب يجازي عليه علانية (مت4:6)، المسيح يلفت النظر أن المطلوب هو إقامة علاقة شخصية معه. وأهم جزاء هو النمو الروحي الذي به تدرك النفس ما حصلت عليه بالقيامة، فتفرح الروح بالقيامة.

 

2- إنجيل الأحد الأول (الكنز): بعد أسبوع من الصيام نأتي للكنيسة فنسمع أننا بالصوم والصلاة والصدقة لا نخسر (نقود أو صحة أو وقت)، بل نكنز لنا كنوزًا في السماء. وهذا مما يشجع على أن نزداد في إذلال الجسد بالصوم والميطانيات metanoia وكثرة الصلوات مما يترتب عليه زيادة النمو الروحي فيزداد الإدراك والوعي الروحي لماذا؟ الصلاة هي صلة مباشرة مع الله، والصوم ابتعاد عن الأرضيات واقتراب من السماويات، والصدقة أي فعل البر هي تقابل مع المسيح فمن زار مريضا فهو زار المسيح. وهذا يؤدي للفرح الروحي بالقيامة. بل لن نضطرب ولا نقلق على كنز أرضي فقلوبنا تعلقت بالسماء.

 

3- إنجيل الأحد الثاني (التجربة): بعد أن صام المسيح أربعين يومًا تعرض للتجربة، لأن الشيطان حسد المسيح على حلول الروح عليه وصيامه، وهو يعلم أن الصوم هو طريق يقترب به الإنسان ولكن الله يسمح بالتجارب حتى ننمو روحيًا بالأكثر، إذ نهزم إبليس. وهذا ما قيل عن المسيح أنه بعد أن صام وهزم إبليس عاد كما يقول الكتاب "ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل" (لو14:4). فالانتصار على إبليس هو طريق للنمو الروحي. ولاحظ أننا لا ننتصر بقوتنا بل المسيح الذي فينا هو يغلب (يو33:16)، الآن نستطيع أن ننتصر على كل شهوة باسم يسوع الساكن فينا.

 

4- أناجيل التوبة (الآحاد الثالث والرابع والخامس) الابن الضال والسامرية والمخلع: العيون الروحية هي التي ترى الروحيات، والخطية تعمي العيون الروحية. لذلك فالخاطئ لا يدرك قيمة القيامة بالنسبة له. والتوبة أي الرجوع لله يزيل الغشاوة عن العيون فيدرك الإنسان أمور الله الروحية كالقيامة. والله هو الذي يدعو إلى التوبة ونحن نستجيب أو لا نستجيب (إر18:31) "توبني فأتوب لأنك أنت الرب إلهي". (والله له طرق متنوعة يدعو بها كل إنسان إلى التوبة. ولأن كل إنسان يختلف عن الآخر فطرق الله تتنوع.

أ- الابن الضال الذي تربى في حضن أبيه وبيت أبيه ثم ترك أباه بإرادته لن يصلح معه أن يذهب إليه أبوه كما فعل المسيح مع السامرية، لأنه ببساطة هو الذي ترك بيت أبيه برغبته. لذلك فالله من محبته يحاصره بمجاعة أي بضيقة عظيمة ليدفعه أن يقارن حالته في ضيقته بالفرح الذي كان يتنعم فيه في بيت أبيه. هذا الأسلوب يصلح لمن كان له خبرات سابقة حلوة مع الله كالابن الضال ويونان الذي أرسل له الله حوتًا يبتلعه.

ب- أما السامرية فهي بلا خبرات سابقة عن الله، هي لا تعرفه. لذلك نجد المسيح يذهب إليها ليعرفها بنفسه ويدعوها بطريقة رقيقة للتوبة. مثل هذه المرأة لو حاصرها الله بضيقة كما فعل مع الابن الضال لدخلت في يأس لن تخرج منه، فهي لا تعرف طريقًا للتعزية، إذ أنها لا تعرف الله.

← اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لباقي شرح القطمارسات: قطمارس الأيام - قطمارس الآحاد - قطمارس صوم يونان - قطمارس الصوم الكبير - قطمارس أسبوع الآلام - قطمارس الخمسين المقدسة.

ج- أما المخلع فهذا لا يصلح معه هذه الطريقة ولا تلك، فهو في ضيقة بما يكفي، وفي ضيقته هو غير مستعد للدخول في حوار مع أحد حتى لو كان المسيح. هو لا يفكر إلاّ في الشفاء من مرضه (من يلقيه في البركة). هذا يأتي له المسيح ليخرجه من ضيقته ثم بعد ذلك يقول له السبب في ضيقته ألا وهو الخطية "ها أنت قد برئت. فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لك أشر" (يو14:5). وهذا يحدث مع كثيرين حين يجذبهم الله إليه عن طريق إخراجهم من مشكلة أو مرض بطريقة إعجازية وبهذا يدعوهم للتوبة.

ولو تجاوب الإنسان مع دعوة التوبة تنفتح عيناه الروحيتان ويدرك عطية القيامة. وهنا يفرح روحيًا بالقيامة.

 

5- الأحد السادس (أحد التناصير) شفاء المولود أعمى: قصة شفاء المولود أعمي تأتي بعد أناجيل التوبة (الابن الضال والسامرية والمخلع) فالذي يقدم توبة تحدث له استنارة. ونقرأ قصة شفاء المولود أعمى في هذا اليوم، فهذا اليوم هو أحد التناصير أي المعمودية، فنزول الأعمى إلى بركة سلوام (أي مُرسل) يشير إلى معموديتنا التي هي الموت مع المسيح المرسل من الآب (يو23:5،38،36،30،24). وهنا نرى أن المعمودية أعطت استنارة للمولود أعمي فانفتحت عيناه وعرف أن المسيح هو ابن الله (يو38:9). وكما أن المعمودية تعطي استنارة، فالتوبة هي أيضًا تعطي استنارة لذلك نسميها معمودية ثانية، فهي أيضًا قرار بالموت مع المسيح عن الخطية (رو11:6). فهذا الإنجيل يشرح لنا طريق الاستنارة ألا وهو المعمودية والتوبة. وحين تستنير أعيننا ندرك ما حصلنا عليه بالقيامة. فمن لم تنفتح عيناه سيظل يتصور أن محبة الله تظهر في العطايا المادية بلا فهم للعطايا السماوية.

 

6- الأحد السابع (أحد الشعانين) دخول المسيح إلى أورشليم: من استنارت عيناه سيدرك محبة المسيح، ومثل هذا يدخل المسيح إلى قلبه. فأورشليم حاليًا هي قلوبنا. والمسيح سيدخل لسبب بسيط هو أن من عرف المسيح حقيقة إذ استنارت عيناه سيطلب أن يدخل المسيح لقلبه ويملك عليه ومن قدم توبة حقيقية وأخذ ينفذ وصايا الله يسكن الآب والابن عنده (يو23:14) ويبدأ طريق الكمال الروحي.

 

7- أسبوع الآلام: بين دخول المسيح إلى أورشليم وبين أحد القيامة يأتي أسبوع الآلام. فالآلام هي طريق الكمال "وإن كان إنساننا الخارج يفني فالداخل يتجدد يومًا فيوم" (2كو16:4) بل قيل هذا عن المسيح نفسه "يكمل رئيس خلاصهم بالآلام" (عب10:2).

والآلام نوعان:

1) اختياري كالزهد والتقشف والأصوام والتفاني في الخدمة. "أقمع جسدي وأستعبده".

2) صليب مفروض علينا، وعلينا أن نحتمله بشكر.

ومن يقمع جسده ويستعبده ويقبل شاكرًا الصليب، يتجدد داخله يومًا فيومًا ويسير في طريق الكمال الروحي، وتزداد استنارة عينيه، فيدرك عظم عطية القيامة. ويحيا فترة الخمسين كفترة تسبيح شاكرًا الله على هذه العطية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/readings/katamares-lent/sundays.html

تقصير الرابط:
tak.la/g9pgrw4