St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jewish-eucharist
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأصول اليهودية لسر الإفخارستيا - برانت بيتري - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

30- خبز وخمر حضور يسوع (حضرة يسوع)

 

في العشاء الأخير استبدل المسيح خروف الفصح بالخبز والخمر مع أنه احتفال بالفصح. وذلك لأن الخبز المكسور والخمر المسكوب هما علامات على موته وشيك الحدوث. فالخبز المكسور يشير لجسده المكسور والخمر المسكوب يشير لدمه المسكوب. وقد يكون عجيبًا اختيار الخبز للتعبير عن الجسد المكسور، ولكن هذا له صدى عند اليهودي القديم، فكيف يفهم اليهودي هذا الكلام. فلقد اعتاد اليهود أن علامة محبة الله هي ظهور مائدة خبز الوجوه لهم. إذًا ليس الكلام هنا عن وجود وحضرة إنسان بل عن الحضور الإلهي. وهنا يظهر أن العشاء الأخير ليس فقط هو الفصح الجديد بل هو الخبز الجديد والخمر الجديد.

 

ولنرى مقارنة بين خبز الحضرة على مائدة خبز الوجوه، وبين خبز وخمر مائدة العشاء الرباني فهناك تشابه كبير.

خبز الحضرة

   

العشاء الأخير (لو22: 19 - 29)

12 خبزة يمثلون 12 سبط هم شعب الله

   

12 تلميذ يمثلون كنيسة المسيح

خبز وخمر الحضور الإلهي

   

خبز وخمر حضور (حضرة) المسيح

هو عهد أبدى

   

عهد جديد

كتذكار (لا24: 7)

   

تذكار يسوع "اصنعوا هذا لذكرى"

يقدمه رئيس الكهنة ويأكله الكهنة

   

قدمه المسيح رئيس كهنتنا وأكله التلاميذ

يؤكل على مائدة ذهبية في هيكل أورشليم

   

مائدة المسيح في الملكوت

إذًا العشاء الأخير ليس هو فقط الفصح الجديد ولا إعطاء المن الجديد (جسد المسيح) بل هو تأسيس خبز وخمر الحضرة الجديد (خبز حضرة المسيح)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالمسيح بالخبز والخمر في العشاء الأخير أعلن وأظهر العهد الأبدي بين الله وشعبه "وتجعل على كل صف لبانا نقيا فيكون للخبز تذكارا وقودا للرب. في كل يوم سبت يرتبه أمام الرب دائمًا من عند بني إسرائيل ميثاقا دهريًا. فيكون لهرون وبنيه فيأكلونه في مكان مقدس. لأنه قدس أقداس له من وقائد الرب فريضة دهرية" (لا24: 7 - 9). فلم يختار اللحم كما في الفصح اليهودي، بل سحب انتباههم للخبز والخمر وعرفهم أن الخبز والخمر هما يسوع نفسه بجسده ودمه.

فبعد ألامه وموته وقيامته، ومن خلال الخبز والخمر (خبز الحضرة الجديد) أظهر المسيح أنه سيكون وسط تلاميذه وكنيسته دائمًا لذلك قال لتلاميذه "اصنعوا هذا لذكرى" عندما حان ميعاد فراقهم كعلامة محبة أبدية لهم ولكنيسته عبر كل العصور. وكما كان كهنة اليهود يفعلون في الأعياد، هكذا فعل المسيح في العشاء الأخير وكأنه يقول "أنظروا محبتي لكم" وكما كانوا يقدمون الخبز ساخنًا هكذا كانت محبة المسيح ساخنة إذ كسر جسده في محبة، وحول الخبز لجسده المتحد بلاهوته وتكون هذه هي الحضرة الإلهية (حضرة المسيح).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/wine-bread.html

تقصير الرابط:
tak.la/66r2rms