St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fahmy  >   garments
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

4- ماذا نلبس، ولماذا نلبس؟!!

 

لماذا نلبس؟
السقوط في الخطية كشف العري
الحشمة الكاذبة
وما رأي المسيحية في فرض زي معين؟!!
ماذا نلبس؟!!
الموضات الحديثة
سؤال هام..
المظهر والزواج
قديسات حفظن حشمة أجسادهن
القديسة بوتامينا
القديسة بربتوا..

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لماذا نلبس؟

السقوط في الخطية كشف العري

في مرحلة ما قبل السقوط عاش الإنسان في وحدة مع الله في كيان متكامل غير منقسم... يحيا في انسجام تام بين النفس والجسد والروح... في تمتع بكل عطايا الله الفائقة مستخدمًا كل ما لديه من قوى نفسية وجسدية وروحية كي يحقق هدف وجوده... أي التمتع بالشركة والحب مع الله... ولا يفوتنا أن نذكر أن الله خلق الإنسان عاريًا ومع ذلك لم يخجل من عريه ولا شعر به... بل كان ينظر إلى جسده نظرة بريئة مقدسة.

أما بعد السقوط اكتشف الإنسان حالة عريه التي كان يحيا بها دون أي خجل.. إنها الخطية التي أحدثت فجوة بين الله والإنسان ونجد أن تيار الحياة الذي كان يتدفق من الله في الإنسان يتوقف فصار إنسان يتحرك ويتصرف وكان الله غائب عنه وحدث شرخًا عظيمًا في كيان الفرد... أدى إلى التمزق الداخلي فصارت النفس قلقة غير مستقرة والجسد يعبر عن كل ما في النفس من قلق وتمزق.

فنجد أن اكتشاف العرى كان بسبب الخطية فيقول الكتاب المقدس

فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر... فنادى الرب الإله أدم وقال له أين أنت. فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت (تك 3: 7 – 1)

انظر عزيزي القارئ... ما الذي جعل آدم يقول:-

"لأني عريان فاختبأت"... كيف شعر بالعرى وهو ليس جديدًا عليه؟

أنه من نتائج الخطيئة على الجسد.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الحشمة الكاذبة

إن الخطيئة أشعلت الغرائز وأعطتها الحدة والجموح.. كما أثرت في القلب والفكر فحرمتهما نقاوتهما الأولى كما سلبت من العينين طهارتهما وبساطتهما فسرعان ما لجأ الإنسان إلى تغطية جسده بأوراق التين وكان يظن أن هذا سوف يستر على خطيئته ويغطى على إثمه ولم يعلم أنه يحيا في حضرة الذي كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه (عب 4: 13).. وهذه التغطية التي يصنعها الإنسان لجسده دون الرجوع لله نسميها "الحشمة الكاذبة".

إذ أن ما حدث مع آدم وحواء يتكرر معنا باستمرار... عندما يغطى إنسان جسده بينما القلب والفكر مشتعلان بالشهوات وينفضح هذا الأمر في السلوك الخارجي مثل طريقة المشي والحديث والنظرات والملامسات وهكذا قد يظن الإنسان أنه وجد حلًا لمشكلة عريه وكأنه يغطى جسده كله بأوراق التين ولكن الله لا يسر بهذا الغطاء... لأنه فاحص القلوب ولا ينظر إلى الخارج فقط ولكنه يطلب القلب أولًا... "يا أبني أعطني قلبك" (أم 23: 26)... ومن هنا نجد أن الله يتدخل بذاته الإلهية وألبس آدم وحواء لباسًا من الجلد ستر به عورتهما ليسترهما تمامًا ويحفظ كرامتهما (تك 3: 21).

St-Takla.org Image: A woman in contemplation, awe - by Ashraf Sokkar صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وتأمل، رسم أشرف سكر

St-Takla.org Image: A woman in contemplation, awe - by Ashraf Sokkar

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وتأمل، رسم أشرف سكر

ولان العرى فضيحة وخزي وعار لا يُحتمل جعل الله يتدخل ليسترهما فمن هذا المنطلق نرى أن العرى هو رفض لتدخل الله وإصرار على اعتبار أن الله غائب بل أن العرى هو تحدِ للخالق الذي ستر عرى آدم وحواء وألبسهما ولعل هنا نكون بدأنا نفهم إجابة السؤال لماذا نلبس؟؟

نلبس فنطلب ستر الجسد باللباس... اعترافًا وخضوعًا بما عملته الخطيئة في الإنسان وتمجيدًا للخالق الذي ألبسنا ليستر عُرينا.. ليحفظ لنا كرامة أجسادنا ويعطيها جمالًا ووقارًا ولا ننسى أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح علق على الصليب عريانًا ليذكرنا أنه أزال عنا عارنا وفضيحتنا ويعطينا أن نكتسي بثوب بره وطهارته فنحيا في نقاوة وكرامة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وما رأي المسيحية في فرض زي معين؟!!

لأننا نحيا في بركات فداء الله للإنسان.. وقد تصالح الإنسان مع الله بالتجسد والصليب وأصبح الروح القدس ساكن في الجسد فصار الجسد في كرامة هيكل الروح القدس (1كو 6:19).. وأجسادنا أعضاء المسيح نفسه (1 كو 6: 15) فصار يليق بالجسد كل وقار واحترام فصارت الحشمة تعبر عن معرفة الله.. إذ تكشف عن أمور روحية باطنية تنبع من قلب وعقل متحدان بالله ويملك عليها مخافة الله هنا سنجد الشابة والفتاة المسيحية في ملبس محتشم ملتزم بحسب قول معلمنا بولس الرسول... "وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (1 تي 2: 9).

من هنا يأتي اللباس المحتشم الملتزم في حرية كاملة وليس فرضًا أو كبتًا لأنه لا يمكن ان تكون الحشمة بسبب تقاليد اجتماعية بفرض زي معين أو أي ضغوط خارجية.. فلا نستطيع أن نسمى هذا الزى حشمة لأنه لا يعبر عن عفة داخليه حقيقية.. أو احترامًا وتوقيرًا لجسد منير مبارك موضع لسكنى الله.. والحشمة تعبيرًا عن تناغم الداخل مع الخارج.. النعمة الداخلية والعفة الخارجية وبهذا تصبح الحشمة ضرورة لذيذة ومفرحة إذ أنها نابعة عن قناعة داخلية.

إن في حشمة الشابة المسيحية وهي تغطى جسدها ليس لأنه قبيح أو شر ولا لمجرد التزام بشكل موحد، أو حتى مجرد حفظ لها... بل لأن جسدها مبارك وكريم يليق به الغطاء والستر، لأنه بحسب تعبير إشعياء النبي أن لكل مجد غطاء (أش 4:5) فالجسد يغطى لأنه مسكن لله هيكل لله.. وعضو في جسد المسيح المقدس وليس لأنه رديء أو قبيح...

وبعد هذه الجولة حول حقيقة لماذا نلبس نأتي إلى أمر آخر هو ماذا نلبس... وهل نتبع أي موضة؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ماذا نلبس؟!!

الموضات الحديثة

بعد أن عرفنا مقدار كرامة الجسد وأنه ليس مجرد تمثال بل مسكن للروح ويخفى كل ما هو غالى ونفيس... من هنا يليق ستر هذا الجسد لكي يخفى ما في داخل هذا الهيكل المقدس من كنوز.. ولكن إن تعرى هذا الجسد فقدْ فَقَدَ هذا الهيكل كرامته وانسكبت قِيَمَهُ الغالية النفيسة على الأرض وتصير للنهب والسرقة بكل ما في من غالى ثمين وبحسب تعبير آباءنا القديسين (ها نحن سائرون في طريق اللصوص فلنحذر ونتحفظ).

وكلما حرصت النفس على زينة الداخل بالفضائل الروحية كلما امتلأ كنز القلب بالصلاح صارت الحشمة مطلبًا داخليًا كستار يخفى ما في الداخل من جواهر ثمينة.

لذلك على الشابة المسيحية أن تختار ثيابها بتدقيق وعناية لتحفظ لجسدها كرامته ومعناه الإلهي مهما كانت نظرة أهل العالم إلى الموضات والمباهج لأنه ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس... فليس كل ما هو جديد أو موضة يناسب الشابة المسيحية، خصوصًا أننا نجد أن الموضات الحديثة ربما لا تميل إلى عرى الجسد بل إلى الملابس الضيقة جدًا التي تجعل الجسد كأنه عاريًا..

والعجيب أن نرى أن غالبية المرتديات لهذه الملابس مسيحيات وربما مرتديات صلبان في أعناقهن.. وأصبح المجتمع ينظر إلى الشابة المسيحية أنها غير ملتزمة... وربما أرجع البعض الذين يفتقرون إلى المعرفة المسيحية أن هذا السلوك يرجع إلى أن المبادئ المسيحية لا تدقق في هذه الأمور... وهنا من يتصور أن المسيحية تدعو إلى هذه الخلاعة..

 

سؤال هام..

إن كان هناك من الشابات من تنازلت عن حقها في إتباع الموضة الحديثة من أجل إتباع عادات وتقاليد وأوامر واستجابت لها واستمرت على ذلك وحصرت نفسها في إطار ضيق من الملابس وتنازلت عن أن تظهر جمال شعرها وغيره... فلماذا الفتاة المسيحية لا ترغب أن تلتزم في ارتداء ثياب حشمة؟

هل لا يوجد لديها من أسباب مقنعة لذلك... وتُفضل إتباع الموضة عن الحشمة ولا تريد أن تستر ما أراد الله إكرامه وقداسته؟

 

إجابات عديدة:

والعجيب انه حينما نتحدث مع شباتنا المسيحيات نجدهن يأخذون الأمر في سطحية وسهولة... وهنا نسمع الكثير من الإجابات نود أن نبرز بعضها.

إنني لا أرى انه ملفت أو مُعْثِر.

هذا أفضل ما وجدته بالمحلات فاشتريته.

أنا غير مسئوله عن نظرات الآخرين.

أتبادل أنا وأختي الملابس أو هذه ملابس قديمة عندي.

هذه هي الملابس التي تلفت نظر الشباب للزواج.

أريد أن أعيش سني... وأظهر كشابة عصرية.

لذلك وجدنا أنه يلزم علينا أن نتحدث في هذا الأمر لنتعامل معه بأكثر تدقيقًا ووقارًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المظهر والزواج

وردًا على أن بعض الملابس تلفت نظر الشباب للزواج نقول الأفضل ان تظهري في صورة جميلة ولكن في حشمة وبساطة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... ولكن اعلمِ انه أن تكالبتِ على كل موضة مستحدثة غريبة لاقيت السخرية في قلوب الشباب، وعرفوا أن داخلك نزعات رديئة وميول وأهواء يشوبها الطمع.. وربما يحب الشاب مظهر الشابة الملتزمة فتكون موضع احترام الجميع... أما إن فكر الشاب في الزواج فهو لا يتزوج إلا إذا وثق ورأى ما يطمئنه أن هذه الشابة سوف تحمل اسمه وتربى أولاده... فلا يثق ولا يعتقد إلا في الحياء والعفة.

أما إن انجذب شاب لمجرد مظاهر خارجية فسوف يظهر منه بعد الزواج هذا الأسلوب مع كل من يراها لأنه يكون قد أثبت أنه لا يهتم إلا بكل ما هو سطحي وزائل... وبالزواج تتغير ملامح الجسد وتنشغل الزوجة بالأطفال وأمور المنزل... فهل سيبقى من انجذب للمظاهر الخارجية على حب وتقدير؟! وإن حافظت الزوجة على جمالها واهتمامها بنفسها هل سيثق الزوج في سلوك من رآها يومًا غير متحفظة؟! وسرعان ما تحيا في جو من الغيرة والتضييق... والرقابة والشك والاستبداد لأنك مهما حاولت أن تودعي الثقة في نفسه وأنت زوجة فلا يمكن أن ينسى أنك كنت متهاونة وأنت شابة... لذلك ننصح الشابات بالالتزام والحشمة والتدقيق في اختيار الملابس المناسبة بالنسبة لهن لأنها تعبر عن جوهر شخصية ملتزمة وقورة.

رأى لقداسة البابا شنودة الثالث:

أتذكر في اجتماع لقداسة البابا شنودة الثالث سئل قداسته هل ارتداء البنطلون للشابة خطأ؟ وما يجب أن ترتديه الشابة المسيحية؟!.. أجاب قداسة البابا إجابة رائعة شاملة وراقية في معناها وتعبيراتها فقال.. أن هناك ثلاثة أنواع من الملابس لا بد من الابتعاد عنها للشابة المسيحية.. ويجب أن تختار ثيابها في ضوء هذه الثلاثة معايير:.

1- الملابس الضاغطة.. أي الضيقة التي تبرز ملامح الجسد.

2- الملابس المكشوفة. أي الغير محتشمة التي تكشف الجسد.

3- الملابس الشفافة.. أي التي يرى من خلالها ملامح الجسد.

ليتنا نتبع هذه النصيحة الغالية أثناء اختيارنا ماذا نلبس.. وهنا لا بد أن نبرز صورة حية يجب أن نضعها أمام شباتنا وفتياتنا لكي يعلموا إلى أي حد يجب أن يحفظوا حشمة وكرامة أجسادهن.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قديسات حفظن حشمة أجسادهن

تعالوا نتذكر بعض القديسات اللواتي حفظن حشمة أجسادهن في أصعب الظروف:

 

القديسة بوتامينا

بعد سلسلة من العذابات القاسية أخيرًا جاء حُكم الموت بوضعها في الزيت المغلي.. وفي كل هذا كان ما يشغلها ألا تَتَعَرَّى أمام أحد، فطلبت آلا تخلع ثيابها بل تضعونها في برميل الزيت المغلي رويدًا رويدًا وهي ماسكة ثيابها إلى أسفل كي لا يظهر جزء من جسدها... إنها لا تبالي بألم الجسد بل تفضل حفظ عفتها وحشمتها... وغرق جسدها في الزيت المغلي وماتت أما روحها فانطلقت إلى السماء، مكللة بأكاليل البتولية والعفة والاستشهاد بكل مجد وكرامة.. حقًا أنها ماتت ولكن عَلَمَتْ بسلوكها وموتها أكثر من كلامها وحياتها.

 

القديسة بربتوا..

كانت فتاة عفيفة متزوجة حديثًا ولديها رضيع وكانوا أثناء تعذيبها يُسْمعُونَها صوت بكاء طفلها الرضيع الجائع للضغط عليها ولكن حبها الوفير ليسوع المسيح فاديها ومخلصها كان أعظم من أي حب آخر سواء جسدي او عاطفي.. فظلت صامدة أمام كل الضغوط.. وأخيرًا حكم عليها بالموت بواسطة الوحوش المفترسة أمام حشد كبير من أهل المدينة.

وفي ساحة الاستشهاد ركعت تصلى في منظر مؤثر، وعندئذ تقدم إليها ثور هائج وضربها بقرنيه فطرحها على الأرض وأصابها إصابات بالغة وكادت تفقد الوعي.. وفي شدة آلامها وخطورة هذا الموقف لم تهتم بجراحاتها.. ولا كيف تنجو من هياج الوحوش بل أخذت تلملم أطراف ثوبها الممزق لتستر جسدها، حتى هاجمها الثور مرة ثانية وثالثة.. إن اهتمامها هذا كان مثار حديث كل من شاهد هذه الحادثة.. إنها كانت عظة بالغة عن العفة المسيحية أمام أهل المدينة بل وأمام كل البشرية على مر العصور.

 

وفي ضوء معرفتنا ببوتامينا وبربتوا وكل من سلك في حفظ حشمة جسده نرى كيف سيدين الله أي إنسانة استهانت بعفتها.. وأفسدت صورة مجد الله.. ودنست هيكلها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/garments/wear.html

تقصير الرابط:
tak.la/6wbc7na