St-Takla.org  >   books  >   anba-makary  >   complaint
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-makary  >   complaint

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الإدانة.. و التذمر - الأنبا مكاري

15- التذمر

 

من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس الأصحاح العاشر بركاته علينا آمين:

"فلا تكونوا عبدة أوثان كما كان أناس منهم. كما هو مكتوب جلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب. ولا نزن كما زنى أناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة عشرون ألفًا. ولا نجرب المسيح كما جرب أيضًا أناس منهم فأهلكتهم الحيات.

ولا تتذمروا التذمر أيضًا أنا منهم فأهلكهم المهلك. فهذه الأمور جميعًا أصابتهم مثالًا وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. ذًا من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط". (1كو10: 7-12).

*بنعمة ربنا سوف أتكلم عن موضوع التذمر. طبعًا التذمر عكسه الشر. وهذه الخطية ممكن تتسلل إلى الإنسان ويكررها من غير ما يشعر. ومن غير ما يعرف أو يلاحظ أنه بيعمل خطية.

St-Takla.org         Image: A man filing a complaint, caricature صورة: رجل يرفع شكوى، التذمر، كاريكاتير

St-Takla.org Image: A man filing a complaint, caricature.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يرفع شكوى، التذمر، كاريكاتير.

فعلى سبيل المثال إنسان ساكن في منزل ومعه في نفس المنزل شخص تاني، أو في محيط عمله له زميل أو رئيس أو مرؤوس. وهذا الشخص الثاني فيه صفة سيئة أوله طبع سيء أو عنده ضعف معين أو بيسيء التصرف، وبيتكرر منه ذلك. فما موقفي أنا من هذا الشخص؟ لأني أنا غير متقبل هذا الخطأ اللي بيتكرر منه أو تلك الصفة السيئة اللي فيه -وأنا غير متجني عليه لما بأقول أنه فيه هذه الصفة- لأنه بالحقيقة فيه هذه الصفة الرديئة.

*أجاوبك وأقول أنه فعلًا هذا الشخص به هذه الصفة السيئة وبتتكرر منه، ولكن هذه الصفة كأنها طبع فيه وباستمرار بتصدر منه وأنا طبعًا لا أستطيع أن اجعله يغير تلك الصفة أو ذلك الطبع الرديء اللي فيه، وربما هذا التغيير يحتاج إلى وقت لأنه له جذور عميقة في حياته وأسباب كثيرة، لكن واجب مني أن أغير أنا نفسي. لان الإنسان يستطيع أن يغير نفسه ولكنه لا يستطيع أن يغير الآخرين، ولأنه من الأسهل على الإنسان أن يغير نفسه عن أن يغير الآخرين.

*تعود فتقول لي أن ذلك الشخص ذو الطبع الرديء عندما يصدر عنه خطأ أو تصرف سيء فيكون رد فعلي عدم تقبلي لتصرفاته هذه. وأكون داخليًا متذمر وغير راضي عن الوضع وغير متعزي ويبلغ بي الأمر أني أعتقد أن ربنا ظالمني علشان تركني بمفردي أتعامل مع هذا الشخص (أو إذا كانوا أكثر من شخص) وأكون في عدم سلام وعدم ارتياح ويكون هذا الأمر سبب ضيق دائم لي.

*أقول لك أن عدم تقبلك لهذا الشخص اللي بهذه الظروف يعتبر خطية التذمر، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كما أنك غير عارف أن دي خطية ومش فاهم أن موقفك ورد فعلك ده يعتبر خطية لأنك فاكر إنك مظلوم وبتقول أنا مظلوم وأنا لم أرتكب خطية لكن فلان بيظلمني أو هؤلاء الأشخاص أنا متألم من سوء تصرفتهم.

*وصحيح تصرفاتهم سيئة. لكن عدم تقبلك لهذه الظروف يعتبر تذمر؟ وخطية التذمر عكسها الشكر. وخطية التذمر ضد الإيمان وضد التسليم لمشيئة الله.

*واحد يقول ليه تلوم ربنا، ربنا لم يقل لفلان يعاملنا بهذه المعاملة السيئة وأنا مش بألوم ربنا أنا بالوم فلان.

*لكن أقول لك من اللي تسبب في ارتباطك بهذا الشخص سواء كان هذا الارتباط ارتباط جسدي أو ارتباط في العمل أو ارتباط بسبب الظروف. طبعًا ربنا هو اللي سمح بكده.

*ترجع وتقول هو ربنا غير قادر أن يبعد هذا الرجل عني أو ينقله إلى مكان آخر بعيد عني أو...، كما أن وجود هذا الشخص في حياتي أنا بلوم فيه ربنا سواء أخذت بالي (في اختبار الشخص) أم لم أخذ بالي.

*يعني ممكن الإنسان يقول ليه يا رب جعلتني في الظروف دي، أو جعلتني أشتغل مع الناس دول. أو ليه سمحت أن أرتبط بهذا الرجل ويكون هو شريك حياتي طول عمري. ويضايقني طول عمري.

*كل ذلك هو اللي وضح معنى الخطية لأنه فيه عدم شكر. فيه عدم تسليم. فيه عدم إيمان....


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-makary/complaint/nagging.html

تقصير الرابط:
tak.la/pppb6xt