St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   resurrection-doubts
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي

12- تأملات في لقاء مع القائم من الأموات عند القبر الفارغ

 

+ آدم الثاني

فيما مريم المجدلية تبكى أتى الرب يسوع المسيح القائم من الأموات آدم الثاني يتمشى في الجنة. والجنة التي كان آدم بها يرمز إليها البستان. يقول الكتاب المقدس: "وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا" (تك2: 15). فكان لابد أن البستاني الجديد يكون هو آدم الثاني، وكانت مريم المجدلية في هذا الموقف تمثل البشرية.

+ الحية

حواء أغرتها الحية.. وهنا كأن السيد المسيح يقول: "انظري يا مريم إن الحية معلقة ومصلوبة هناك فوق الجلجثة، ألم يكن يبرأ كل من ينظر إلى الحية النحاسية التي علقها موسى؟ الحية الآن مسمرة فوق الجلجثة".. لقد خرج يسوع حاملًا الحية على كتفيه وصعد فوق الصليب.. حمل خطايانا وسمر اللعنة على الصليب ونزل وتركها مسمرة هناك، ولذلك قال لنيقوديموس: "وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ" (يو3: 14). وهذا هو السبب في أن الأسقف يمسك بالحية النحاسية رمزًا للصليب وهي رمز أيضًا لعصا موسى التي ابتلعت الحيات وشق بها البحر الأحمر.

+ "ربوني"

"فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ رَبُّونِي الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ" (يو20: 16).

كان رد فعل مريم المجدلية رائعًا جدًا عند تمييزها لصوت السيد المسيح في البستان حيث قالت له: "ربوني" أي يا معلم.. أصبح المعلم هو يسوع ولم تعد الحية هي المعلم فيما بعد.. وكأن البشرية تعلن له أنها لن تأخذ تعليمًا من آخر غيره.

St-Takla.org Image: The resurrection of Jesus Christ from the dead, and we can see in the painting the Marys, the angel and the rock - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة السيد المسيح يسوع من بين الأموات، ونرى في اللوحة المريمات والملاك وحجر القبر - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

St-Takla.org Image: The resurrection of Jesus Christ from the dead, and we can see in the painting the Marys, the angel and the rock - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة السيد المسيح يسوع من بين الأموات، ونرى في اللوحة المريمات والملاك وحجر القبر - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

+ "لا تلمسيني"

"لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إلى أَبِي" (يو20: 17).

عبارة "لا تلمسيني" تحمل عتابًا من الرب يسوع لمريم المجدلية، وكأنه يقول لها: "أبعد أن قابلتيني وأمسكتِ بقدمي وأخبرك الملاك أكثر من مرة عن القيامة من داخل القبر وخارج القبر وهذه هي الزيارة الخامسة لك ولا زلت تقولين "أخذوا سيدي"!! منذ الزيارة الرابعة بدأت تقول هذا الكلام.

وعبارة "لا تلمسيني" في اللغة اليونانية تعنى اللمس بقصد الإمساك، مثلما تقول عروس النشيد "أَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ" (نش3: 4)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أي لا تلمسيني بقصد أن تمسكيني، لأنها كانت لا تريده أن يغيب عنها.

وكأن لسان حاله أراد أن يخاطبها قائلًا: "أنا لم أصعد بعد ولا زلت موجودًا معكم وقلت لكِ أن تخبري التلاميذ أن يسبقوني إلى الجليل. طالما أنا "المعلم" فلابد أن تنفذي الكلام... اذهبي وقولي للتلاميذ رسالة ثانية وهى: "إِنِّي أَصْعَدُ إلى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ" بينما وعدى لا زال قائمًا إني "لم أصعد بعد"، لذلك ليس هناك ما يدعو لأن تمسكي بي... ماذا ستفعلين بعد صعودي إذًا؟ لابد لكِ أيضًا أن تؤمني بالصعود".

+ "أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم"

بهذه العبارة أراد أن يقول: "أنا لما تجسدت، إلهكم كمخلوقين أصبح إلهي لأني أخذت شكل العبد، وبعد صعودي سأرسل الروح القدس، فأبى بالطبيعة سيصبح أبيكم بالتبني في المعمودية. بكلمات أخرى أنا بنزولي إلى الأرض إلهكم أصبح إلهي لأني "أخذت شكل العبد" وبصعودي إلى السماء أبى سيصبح أبيكم، لكنه أبى بالطبيعة وأما أنتم فبالتبني. فاذهبي يا مريم وقولي للتلاميذ هذا الكلام".

 

في الحقيقة هذا اللقاء الخامس هو في منتهى الروعة. الجنة كانت هي البستان، ومريم المجدلية هنا كانت ترمز إلى البشرية ويقول عنها الكتاب إنه "كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ" (مر16: 9) لذلك وهب السيد المسيح للكنيسة سبعة أسرار يعمل فيها الروح القدس بدلًا من السبعة شياطين التي كانت مسيطرة على البشرية. والقبر الفارغ رمز للمذبح في الكنيسة ولذلك لابد أن يكون للمذبح فتحة ناحية الشرق هذه الفتحة هي رمز لباب القبر. والفتحة تكون متجهة إلى الشرق لأن السيد المسيح هو شمس البر.

أين التناقض الذي يدعيه البعض؟! ليس هناك أي تناقض.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/resurrection-doubts/contemplations.html

تقصير الرابط:
tak.la/qa7ngdt